الصحيح في البكاء الحسيني

اشارة

سرشناسه : خداميان آراني، مهدي، 1353 -

عنوان و نام پديدآور : الصحيح في البكاء الحسيني/مهدي خداميان الآراني.

مشخصات نشر : مشهد: بنياد پژوهش هاي اسلامي، 1432 ق.= 1389.

مشخصات ظاهري : 216 ص.

شابك : 30000 ريال 978-964-971-428-8 :

وضعيت فهرست نويسي : فاپا

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه: ص. [171]- 182؛ همچنين به صورت زيرنويس.

يادداشت : نمايه.

موضوع : حسين بن علي(ع)، امام سوم، 4 - 61ق. -- سوگواري ها -- احاديث

موضوع : گريه -- جنبه هاي مذهبي -- اسلام

شناسه افزوده : بنياد پژوهش هاي اسلامي

رده بندي كنگره : BP260/3/خ4ص3 1389

رده بندي ديويي : 297/74

شماره كتابشناسي ملي : 2188724

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد البشرية أجمعين ؛ محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .

وبعد ؛ فقد وضع مجمع البحوث الإسلاميّة نُصب عينه منذ تأسيسه العمل على نشر الكتب التي تحيا بها الشريعة الإسلاميّة الغرّاء ، آخذًا بعين الاعتبار نشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام، الذين هم أمل الدين في ديمومة هذه الشريعة السمحاء ، والسلاح الفعّال لمواجهة الانحرافات التي قد تصيب الأُمّة الإسلاميّة على مدى العصور والعهود .

ومجمع البحوث الإسلاميّة إذ يعتزّ بما وفّق إليه وقدّمه من جهود في سبيل الإسلام والحقّ وإحياء مصادر الدين والمعارف الإسلاميّة ، يقدّم لقرّائه الكرام اليوم هذا الكتاب: الصحيح في البكاء الحسيني لمؤلّفه سماحة الحجّة الأُستاذ الشيخ الفاضل مهدي خدّاميان الآراني؛ حيث يتناول بالتحقيق الأحاديث التي وردت في فضل البكاء على الإمام

الحسين عليه السلام ؛ رجاليّاً ، مكتفيًا بذكر أحد عشر حديثًا صحيحًا منها ، حيث يقوم بسرد الأخبار الصحيحة ، وبسط الكلام في بيان حال رواة الأحاديث، وتحقيق المصادر الأوّليّة لها ؛ كلّ هذا والمؤلّف يسعى إلى إثبات أنّ هذه الأحاديث قد أُخذت من المصادر التي عليها المعوّل عند القدماء من أصحابنا ، مكتفيًا بالأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح .

وباختصار، هذا الكتاب الذي يقدّمه مجمع البحوث الإسلاميّة لقرّائه الكرام إنّما هو حركة جديدة يقوم بها من أجل الأخذ بيد القارئ العزيز نحو الثقافة الإسلاميّة الحقّة، بأُسلوبها الأصيل المرتكز على الأسانيد التاريخية ، وبحلّة جديدة.

ولا نبالغ إذا قلنا إنّ المؤلّف كان سبّاقًا في هذا المضمار ؛ إذ نكاد لا نعثر على من حاول تشذيب الأحاديث التي تتناول البكاء على الإمام الحسين عليه السلام بهذا الأُلوب ، ممّا يعني فاتحة خير في هذا المضمار ، وإنّه فتح الباب على مصراعيه لأهل العلم والمعرفة لمن أراد أن يدلي بدلوه تحقيقًا للمزيد بمّا ينفع ويفيد .

سائلين المولى القدير أن يأخذ بيد كلّ من يريد الخير لهذا الدين وخدمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .

مجمع البحوث الإسلاميّة

مشهد / 25 شوال 1431 ه

تصدير

ليس مثل قطرات دمع تنساب على وجنتي محبّ تعبيراً عن أحاسيس الشوق والمحبّة ، أبلغ إثارةً منها للأحاسيس كقطرات دمع تذرفها عيون عشّاق الإمام الحسين عليه السلام وشيعته كلّما تذكّروه ، لا فرق في ذلك ، يبكونه حزناً أم شوقاً وحنيناً ، فهي دموع المحبّة والعشق والولاء لمولاهم الشهيد الغريب المظلوم أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام الذي قال عن نفسه : «أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى» .

وهذه الدموع هي رمز بقاء التشيّع على مرّ العصور ، ولا تقاس بغيرها من الدموع التي تُسال .

لقد كان الشيعة _ وعلى مرّ التاريخ _ يوجبون على أنفسهم إحياء وإخلاد ذكرى مولاهم الحسين عليه السلام بالبكاء عليه ، ويعدّون الحزن على الأولياء والبكاء عليهم إحدى طرق إخلادهم وإبقاء ذكراهم ، ويوصون الأجيال القادمة بذلك .

وهم يعلمون أنّ البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ليس كالبكاء على أيّ مصاب آخر ، هذا البكاء ليس على شيءٍ فُقِد وحسب ، إنّما هو بكاءٌ على أحد أولياء اللّه ظُلم ولم يجد من ينصره ، فأضحى بكاء النصر الممزوج بحبّ الولاء .

بكاءٌ على ذلك الشهيد الذي جرت عليه الدواهي والمصائب ما

لم ولن تجري على شخصٍ غيره أبداً . بكاء على أعظم مصيبة شهدها التاريخ ، وبصريح قول الإمام الزكي عليه السلام « لا يوم كيومك يا أبا عبد اللّه» .

بكاءٌ على مَن بكى النبيّ صلى الله عليه و آله غربته ومظلوميته . بكاءٌ على مَن فتّت كبد الزهراء عليهاالسلام وأقرح عيون المرتضى عليه السلام.

بكاءٌ على منحور القفا ، بكاءٌ على من طِيف برأسه من بلدٍ إلى بلد ، أمام منظرٍ من أولاده وبناته وأخواته .

بكاءٌ على سليب العمامة والردا ، ومن سُلب قميصه البالي . بكاءٌ على من لم يسلم حتّى طفله الرضيع، فنُحر بين يديه وهو يعظهم ويُذكّرهم غضب الجبّار .

بكاءٌ على من بكته الأرض والسماء.

بكت الأرض فقده وبكته/ باحمرارٍ له نواحى السماء

بكتا فقده أربعين صباحاً/ كلّ يوم عند الضحى والمساء1

وحقّاً أنّ البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أضحى سبباً لبقاء التشيّع قويّاً إلى يومنا هذا ، فلا عجب أن يسعى أعداء التشيّع إلى محاربة هذه الشعيرة ووصفها بأشنع الأوصاف ، فضلاً عن تحريمها وتسفيه أهلها .

أضحى البكاء على الإمام الحسين عليه السلام كأنّما هو فرض من فروض الديانة الحقّة ، فالتزم به الشيعة بكلّ قدسية وهم يقتدون بإمامهم الصادق عليه السلام حيث يقول :

إن كنت باكياً لشيءٍ فابكِ على الحسين بن علي بن أبي طالب ؛ فإنّه ذُبح كما يُذبح الكبش... ولقد بكت السماوات السبع والأرضون السبع لقتله2 .

ولم يترك اللّه سبحانه وتعالى الباكين على الإمام الحسين عليه السلام من دون أن يتحفهم بجوائزه التي أشارت إليها الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام؛ ترغيباً وحثّاً عليه، والتي منها أنّ البكاء عليه يوجب غفران الذنوب العظام، وأنّ الباكي على الإمام الحسين عليه السلام يكون في الدرجات العُلى من الجنان، وأنّ اللّه جعل يوم القيامة للباكي عليه

يوم سرور وفرح، يبوّئه اللّه بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً.

ولا يشكّ في ذلك إلاّ جاهل أو معاند ، أمّا المعاند فأسأل اللّه له الهداية ، وأمّا الجاهل أو الغافل فحريّ بنا أن ندلّه على حقيقة فضل البكاء على الإمام الإمام الحسين عليه السلام وأهمّيته، وذلك من خلال إبراز صحيح الأحاديث التي ذكرت فضل البكاء، وما أكثرها .

فهذا الصحيح في البكاء الحسيني يبيّن لك _ بدراسة فنّية _ صحّة الأحاديث التي ذكرت فيها فضيلة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام، كما وقدّمتُ للبحث مقدّمة بسيطة تناولت فيها البحث في بكاء النبيّ صلى الله عليه و آله على الشهداء وموتى المؤمنين بالاستعانة بما نُقل في كتب أهل السنّة من أحاديث.

ثمّ قمتُ بسرد أحد عشر حديثاً صحيحاً، وبسطت الكلام في بيان حال رواة الأحاديث، وحقّقت المصادر الأوّلية لها، وأثبتّ أنّها إنّما اُخذت من المصادر التي كان عليها المُعوّل عند قدماء أصحابنا، إذ قمت بذكر الأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح.

ومرادي من كتب الرجال هنا: رجال الكشّي، رجال النجاشي، رجال الطوسي، فهرست الطوسي، خلاصة الأقوال، رجال ابن داود، فإذا لم يَرد توثيق لواحدٍ من رواة الحديث في كتب الرجال تلك، لم أعبّر عن ذلك الحديث بالصحيح.

والجدير بالذكر أنّ هذه الأحاديث الإحدى عشرة التي سلّطت الضوء عليها، إنّما هي من الأحاديث الصحيحة الأعلائية ؛ وأعني بالأعلائية أنّ كلّ واحد من رواتها في كلّ مرتبة معلوم الإمامية والعدالة والضبط، فيعبّر عنه بالصحيح الأعلائي3 .

نعم، في موردٍ واحد ذكرت حديثاً مصححّاً ؛ لأهمّيته في الموضوع ، ألا وهو مصححّة الريان بن شبيب، وذكرت الشواهد على قبول ذلك التصحيح.

وأخيراً ، لا أدّعي الكمال فيما اُقدّمه فالكمال للّه تعالى ، أو أنّي استوفيت فيه كلّ ما

أبتغيه ، ولذا أستعين بك عزيزي القارئ ؛ لتتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه .4

وأرى من الواجب عليَّ أن أتقدّم بجزيل الشكر والثناء إلى سماحة الاُستاذ العلاّمة فقيه أهل البيت عليهم السلام، السيّد أحمد المددي أدام اللّه بقاءه _ مشجّعي في خوض هذا المضمار، والمتفضّل علَيَّ بإرشاداته القيّمة _ الذي ما زال يعرب عن حبّه وشوقه لنشر هذه الأبحاث.

كما وأتقدّم بوافر الشكر والتقدير للأخ النبيل محمّد پور صبّاغ لمشاركته وجهوده في تقييم نصّ الكتاب بأمانة ودقّة. سائلاً المولى القدير أن يوفّقه لمرضاته ويثيبه على جهوده النبيلة ، إنّه ولي التوفيق .

أحمدك اللّهمّ وأشكرك على ما أنعمت علَيَّ وتفضّلت به على عبدك من توفيق وسداد لإتمام هذا العمل اليسير، راجياً قبوله بلطفك ومنّك يا كريم ، وأن يكون نافعاً لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتاك يا ربّ بقلبٍ سليم.

وأخيراً ، أتوجّه إليك يا مولاي يا أبا عبد اللّه، يا مَن قطّعت أوصالك حبّاً لبارئك ، ببضاعتي المزجاة أضعها بين يدي الغيب راجياً وصولها إلى محطّة الرضوان وبالحضرة القدسية لسيّدي الرحمان ؛ لكي يثيبني عليها أحسن الثواب، ويضمن لي النجاة يوم «تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَ تَرَى النَّاسَ سُكَ_رَى وَ مَا هُم بِسُكَ_رَى» ، فهل أذهل عنك يامولاي وعن رجاء شفاعتك وحملي هو كتابي هذا أضعه أمامي قائلاً : اشفع لي يا حسين فأنا من محبّيك والداعين إلى محبّتك ؟

أقدّم لك يا سيّدي هذا الجهد المتواضع علّي أحضى بشفاعتك يوم يُنادى على الناس بإمامهم ، فأنت إمامي وأنت مرتجاي .

مهدي خدّاميان الآراني

محرّم الحرام 1430 _ قمّ المقدّسة

المقدّمة

اشارة

البكاء أحد

وسائل التعبير الذاتي العاطفي للإنسان ، يلجأ إليه بفطرته كلّما دعته الضرورة إلى ذلك ، وبالخصوص حينما تتراكم وتنهال عليه المشاكل والمصائب التي لا يملك إزاءها حولاً ولا قوّةً ، أو يعجز عن مواجهتها، فيطلق العنان لدموعه تنساب من مآقيه .

وبهذا المعنى لا يعني أنّ البكاء تعبير عن حالة ضعف أو هزيمة كما قد يتصوّر غالب العوامّ ، يكفيك أن تعرف أنّ علماء النفس يصفونه بالوسيلة التي يتنفّس من خلالها الإنسان معنىً جديداً للحياة تنقذه من الانسحاق الذي يعانيه تحت وطأة المشاكل والصعوبات التي يواجهها .

فالبكاء هنا وسيلة للتنفيس عن الهموم والغموم ، ويكون دافعاً للنشاط وتجديد القوى بنحوٍ أفضل .

والبكاء بكاءان : بكاء سلبي وهو بكاء الضعف والهزيمة والتراجع ، وبكاء إيجابي وهو بكاء التنفيس عن الضغوطات الداخلية لإنقاذ الروح من حال الانطواء والتعقيد العصبي .

والبكاء الديني المقدّس هو ذلك البكاء الذي يندب إليه الشارع المقدّس ويحثّ عليه ، كالبكاء المقرون بالخوف من خشية اللّه ، والبكاء على ما اقترفت النفس من أخطاء وآثام ، والبكاء من عقاب اللّه ، والبكاء على رحيل الأنبياء والأوصياء والأولياء والشهداء ممّن نفعوا الإنسانية فعُدّ رحيلهم من هذه الحياة خسارة لا تُحتمل .

كما مارس الأنبياء هذه الشعيرة، وعدد منهم سُمّي بالبكّاء ؛ لشدّة بكائه من خشية اللّه، كيحيى بن زكريا عليه السلام ، كما وبكى الأنبياء بأنواع البكاء ، وهناك كمّ من الروايات تذكر بكاء نبيّنا الأكرم صلى الله عليه و آله البكاء الإيجابي ، كبكائه على الشهداء من أصحابه وندبه لهم .

ومن المناسب قبل الدخول في هذا البحث أن نذكر أحاديثاً ذُكرت في كتب أهل السنّة وصحاحهم، جاء فيها ذكر ما يرتبط بهذا البكاء المقدّس الذي نوّهنا إليه ، وهو بكاء النبيّ

صلى الله عليه و آله على الشهداء من أصحابه .

وإنّما نخصّ كتب أهل السنّة والجماعه ؛ لأنّ بعض علماء الوهّابية ممّن يحسبون أنفسهم على مذهب أهل السنّة والجماعة ما زالوا ينعقون قائلين : «إنّ البكاء بدعة والقتل اجتهاد، والبدعة في النار»5 .

وممّا يثير العجب حقّاً أن يسمح أحدهم لنفسه _ وهو يدّعي أنّه من اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله _ تبرير فعل يزيد الشنيع بقتل سبط النبيّ صلى الله عليه و آله وولده بأنّه اجتهاد يُثاب عليه ، بينما البكاء على القتيل المظلوم سبط النبيّ صلى الله عليه و آله الإمام الحسين عليه السلام بدعة وضلالة !

انظر كيف صار المنكر عندهم معروفاً والمعروف منكراً !

نعم ، هؤلاء يدركون أنّ البكاء على الإمام الحسين عليه السلام لا يأتي إلاّ بفضيحتهم وفضيحة قادتهم ، وعلوّ وسموّ مذهب التشيّع الأصيل .

فمن الآثار المباركة لثورة الإمام الحسين عليه السلام الخالدة والتي واجهت الطاغية يزيد أنّها أضحت صوت الحقّ الهادر على مرّ العصور ، والنار المستعرة في صدور المؤمنين ، «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِ_ٔواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ و وَلَوْ كَرِهَ الْكَ_فِرُونَ»6 .

نقول لهؤلاء : لا تغالطوا أنفسكم وتكيلوا بمكيالين ، فمرّة تنطقون بشرعية البكاء كما تنقلها صحاحكم ، ومرّة تحرّمونه كونه صدر من عيون شيعية موالية لذرّية أهل بيت النبيّ عليهم السلام . ما الذي تنقمونه من البكاء ؟ كونه شيعياً ، أم حراماً ؟

دعك من ذلك وتعال معي عزيزي القارئ لأنقل لك مشروعية البكاء الإيجابي بذكر روايات صحّحتها كتب السنّة، مكتفياً بذلك لإثبات أنّ البكاء على الشهداء وموتى المؤمنين ليس فقط كونه غير بدعة ، بل ممّا مارسه النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله، وحثّ عليه .

الأوّل: البكاء على حمزة سيّد الشهداء رحمه الله

ذكر أصحاب الحديث والتراجم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بكى على عمّه حمزة سيّد الشهداء، وحثّ المسلمين على البكاء

عليه. وإليك ما ذكره ابن سعد: لمّا سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعد غزوة أُحد البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرفت عينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وبكى وقال: «لكنّ حمزة لا بواكي له».

فسمع ذلك سعد بن معاذ، فرجع إلى نساء بني عبد الأشهل، فساقهنّ إلى باب رسول اللّه صلى الله عليه و آله فبكين على حمزة ، فسمع ذلك رسول اللّه صلى الله عليه و آله فدعا لهنّ، فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك اليوم على ميّتٍ إلاّ بدأت بالبكاء على حمزة، ثمّ بكت على ميّتها7 .

ومنه يُستشفّ أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالبكاء على عمّه حمزة رحمه الله، وبكاؤه هو أيضاً عليه ، وعدم نهيه عن بكاء الأنصار قتلاهم .

وأنا أسأل هؤلاء الذين يحرّمون البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ويصفونه بالبدعة، وأقول لهم : مَن أحبّ إلى رسول اللّه، حمزة رحمه الله أم الحسين عليه السلام ؟

لا ريب أنّ الحسين بن علي عليه السلام كان أحبّ إلى رسول اللّه من غيره ؛ لأنّ الحسين كان سبطه وبضعته وحبيبه ، كيف لا وهو القائل : «حسين منّي وأنا من حسين»8 .

ألم يكن النبي يقيم عليه العزاء ويبكيه لو كان حيّاً بعد شهادته، كما بكى عمَّه حمزة وأقام عليه مجلس نائحة أمام باب داره ؟ وهل يشكّ في ذلك أحد إلاّ متعصّب لباطل أو مبغض للحقّ الساطع.

الثاني: البكاء على جعفر الطيّار رحمه الله

لمّا اُصيب جعفر رحمه الله وأصحابه في غزوة مؤتة دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله بيته وطلب بني جعفر، فشمّهم ودمعت عيناه.

فقالت أسماء زوجة جعفر: بأبي واُمّي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفرٍ وأصحابه شيء؟

قال: نعم، اُصيبوا هذا اليوم.

فقالت أسماء: فقمت أصيح وأجمع النساء، ودخلت علَيَّ فاطمة وهي تبكي وتقول: واعمّاه.

فقال رسول اللّه: «على مثل جعفر فلتبكِ البواكي»9.

ومن المعلوم أنّ هذا الخبر تضمّن بكاء النبيّ بل وحثّه

صلى الله عليه و آله على البكاء بقوله: «على مثل جعفر فلتبكِ البواكي»، وتقريره لبكاء النسوة دلالة على مشروعية البكاء على موتى المؤمنين والشهداء .

الثالث: البكاء على إبراهيم ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله

قال البخاري في صحيحه بالإسناد إلى أنس: دخلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عيناً رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول اللّه؟ !

فقال: يابن عوف، إنّها رحمة.

ثمّ أتبعها باُخرى، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ العين تدمع والقلب يحزن،ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»10 .

حيث وصف رسول اللّه صلى الله عليه و آله البكاء رحمة ، ممّا يعني حسنه ، وهل هناك من لا يرغب بالرحمة ، إلاّ من لم يرحمه اللّه !

الرابع: البكاء عند قبر اُمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله

روى مسلم في صحيحه بالإسناد إلى أبي هريرة: «زار النبيّ صلى الله عليه و آله قبر اُمّه، فبكى وأبكى من حوله»11 .

والحاصل من هذا: أنّ البكاء على الشهداء وموتى المؤمنين في عصر الرسالة كان أمراً طبيعياً، وظاهرة اجتماعية شائعة، كما أنّ الشارع أقرّ هذه الظاهرة، ويدلّ على هذا الأمر الأحاديث التي ذكرناها.

وكما تعلم فإنّ أهل السنّة يعتمدون على روايات البخاري ومسلم ، ويعدّونهما من الصحاح ، لذا ذكرنا الحديث الثالث من صحيح البخاري والحديث الرابع من صحيح مسلم.

فلذا ثبت بهذه الأحاديث جواز البكاء على الشهداء وموتى المؤمنين ، بل حسّنته السيرة النبويّة.

وقد وردت في كتب أهل السنّة أحاديث عديدة ذُكر فيها أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بكى على سبطه الحسين عليه السلام قبل استشهاده، لمّا أخبره جبرئيل أنّ اُمّته سوف تقتله.

ونحن نكتفي بذكر خمسة منها :

الرواية الاُولى: رواها الحاكم النيسابوري عن محمّد بن علي الجوهري، عن محمّد بن الهيثم، عن محمّد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شدّاد بن عبد اللّه، عن اُمّ الفضل بنت الحارث... .

ولقد قال الحاكم النيشابوري في شأن هذا الحديث: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»12 .

ومن

المناسب هنا أن نشير إلى ما قيل في توثيق رجال هذا السند، فنقول:

1 . محمّد بن أحمد بن مَخلَد الجوهري: كان معروفاً بابن المحرّم، وكان ثقة13 .

2 . محمّد بن الهيثم بن حمّاد بن واقد: كان معروفاً بأبي الأحوص، وقال الدار قطني : إنّه كان من أهل الفضل، وكان من الثقات الحفّاظ14 .

3 . محمّد بن مصعب بن صدقة القرقساني: كان من رجال الترمذي وابن ماجة، وقال ابن قانع : إنّه كان ثقة15 .

4 . عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمر الأوزاعي: كان من رجال الصحاح الستّة، ووثّقه الدارمي وابن معين، وكان ثقةً مأموناً صدوقاً فاضلاً خيّراً، كثير الحديث والعلم والفقه16 .

5 . شدّاد بن عبد اللّه القرشي: كان من رجال الصحاح غير البخاري، ووثّقه ابن حجر17 .

6 . اُمّ الفضل لُبابة بنت الحارث: وكانت زوجة العبّاس بن عبد المطّلب، ويُقال أنّها أوّل امرأة أسلمت بعد خديجة، وكان النبيّ صلى الله عليه و آله يزورها ويقيل عندها18 .

وهي كانت اُخت ميمونة اُمّ المؤمنين، وذكرها ابن حبّان في الثقات19 .

فأمّا نصّ الرواية : قالت اُمّ الفضل: دخلتُ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة .

قال: وما هو؟

فقالت: إنّه شديد؟

قال: وما هو؟

قالت: رأيت كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووضعت في حجري.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: رأيتِ خيراً؛ تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاماً فيكون في حجرك.

فولدت فاطمة الحسين عليه السلام، فكان في حجري كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله، فدخلت يوماً إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فوضعته في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله تهرقان من الدموع.

فقلت: يا نبيّ اللّه ! بأبي واُمّي، ما لك؟!

قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ اُمّتي ستقتل

ابني هذا.

قلت: هذا؟!

قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء20 .

الرواية الثانية: حديث عائشة ، قالت: ...فأتاه بتربةٍ بيضاء فقال: في هذه الأرض يُقتل ابنك هذا، واسمها الطفّ، فلمّا ذهب جبرئيل عليه السلام من عند رسول اللّه، خرج رسول اللّه والتزمه في يده يبكي، فقال: «يا عائشة، إنّ جبرئيل أخبرني أنّ ابني حسين مقتول في أرض الطفّ»21 .

الرواية الثالثة: حديث نجي الحضرمي، فإنّه روى عن عليّ عليه السلام: دخلت على النبيّ صلى الله عليه و آله ذات يوم، وإذا عيناه تذرفان، فقلت: يا نبيّ اللّه، أغضَبَكَ أحدٌ، ما شأن عينيك تفيضان؟

قال: «بل قام من عندي جبريئل عليه السلام فحدّثني أنّ الحسين يُقتل بشطّ الفرات»22 .

الرواية الرابعة: حديث اُمّ سَلَمة، حيث ذكرت فيه : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله جالساً ذات يوم في بيتي، قال: «لا يدخل علَيَّ أحد».

فانتظرت، فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول اللّه صلى الله عليه و آله يبكي، فأطللت فإذا حسين في حجره والنبيّ صلى الله عليه و آله يمسح جبينه وهو يبكي23 .

الرواية الخامسة: حديث معاذ بن جبل، حيث ذكر فيه: ثمّ ذرفت عيناه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: «نُعي إلَيَّ حسين واُوتيت بتربته واُخبرت بقاتله»24 .

وبما أنّ هدفنا إطلاع القارئ على وجود مثل هذه الروايات في كتب السنّة ، فنعتقد أنّنا حقّقنا مطلوبنا ، لذا نكتفى بهذا المقدار ، تاركين الخوض في تفاصيلها في أماكن اُخرى ، إذ استقصاء كلّ الأحاديث المذكورة بهذا الشأن أكثر ممّا يُتصوّر ، وبحاجة إلى تأليف جديد .

ولسوف نتعرّض في هذا الكتاب بشيءٍ من التفصيل لبعض الأحاديث الواردة في البكاء على الإمام الحسين عليه السلام، ونثبت صحّتها رجالياً.

ترتيب البحث

وقد ذكرنا هذه الأحاديث في ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل: إخبار اللّه رسوله بشهادة الحسين عليه السلام

اكتفينا فيه بذكر صحيحتين ، هما صحيحة أبي بصير، وصحيحة سالم بن مُكرَم.

الفصل الثاني: فضل

البكاء على الحسين عليه السلام

وذكرنا فيه الروايات المعتبرة التي تدلّ على ثواب وفضل البكاء على الحسين، وفي المقام خمس صحاح: مصححّة الريّان بن شَبيب، وصحيحة فُضَيل بن يَسَار، وصحيحة بَكر بن محمّد، وصحيحة محمّد بن مسلم، وصحيحة معاوية بن وهب.

الفصل الثالث: بكاء الملائكة على الحسين عليه السلام

ذكرنا فيه الروايات الصحيحة التي تدلّ على أنّ الملائكة يبكون على الإمام الحسين عليه السلام، ولكن اكتفينا في المقام بثلاث صحاح: صحيحة أبي حمزة الثُّمالي، وصحيحة الفُضَيل بن يَسَار، وصحيحة ربعي بن عبد اللّه.

ثمّ ذكرنا في الخاتمة ما يدلّ على علّة ابتلاء الأئمّة المعصومين عليهم السلام بالمصائب والبلايا وذلك تتميماً للفائدة، واقتصرنا على صحيحتي علي بن رِئاب وضُرَيس الكُنَاسي.

نعم، نذكر في مطاوي البحث _ بعد إثبات صحّة الأحاديث _ جملة من الأحاديث التي تكون مضامينها قريبة من الأحاديث الصحيحة.

آملاً أن أكون قد أوفيت الموضوع حقّه ، وأثبتّ لقارئي العزيز صحّة ما روي في البكاء الحسيني من نيل صاحبه الغفران والسلام من ربّ الغفران والسلام ، كرامةً للحسين عليه السلام ولمقامه عند اللّه تعالى ، طامعاً في نيل شفاعة أبي الأحرار سيّد الشهداء، أبي عبد اللّه الحسين، عليه أفضل التحيّة والسلام ، وأن يحسبني من شيعته ومواليه الذين بكوه ليس حزناً وحبّاً وحسب، بل ولاءً ومسيرةً ومنهجاً ، وأن يطفئ بدموعي نيران جهنّم التي اُعدّت للظالمين ، وأنا أبرأ إلى اللّه من موالاة الظلمة ، فلا وليّ لي سوى الحسين عليه السلام واُمّه عليهاالسلام وأبيه عليه السلام وجدّه صلى الله عليه و آلهوأخيه عليه السلام والذرّية الصالحة عليهم السلام من ولده الميامين الذين قضوا نحباً ما بين مقتول ومسموم ، إنّه وليّ المؤمنين .

يا ربّ الحسين اغفر لي بحقّ الحسين، وتقبّل منّي مداد قلمي الممزوج بدموع عيني لمحبّة من أحببته وجعلت الجنّة بضاعة

حبّه .

الفصل الأوّل: إخبار اللّه ُ رسولَه بشهادة الإمام الحسين عليه السلام

اشارة

هناك روايات عديدة منقولة من مصادر الفريقين تبيّن بصريح العبارة إخبار اللّه تعالى رسوله صلى الله عليه و آله بمقتل ولده الحسين عليه السلام على يد أُمّته ، حيث أراد اللّه أن يشترك نبيّه في الثواب مع من تُذرف دموعه على مصاب الحسين عليه السلام فينال ما يرجوه من الكرامة ، كما سنبيّن في فضيلة البكاء عليه .

وهذا الخبر فطر قلب النبيّ صلى الله عليه و آله بحياته ، فأبكاه حيّاً قبل أن يبكيه الناس ميّتاً . ولا نضيف شيئاً لو قلنا : إنّ أوّل الباكين على الحسين عليه السلام كان نبيّنا الأكرم صلى الله عليه و آله .

ولسوف نكتفي بذكر روايتين من مجموع الروايات المصرّحة ببكاء النبيّ صلى الله عليه و آلهعلى الحسين عليه السلام ، ونتعرّض إلى حال رواة كلّ واحدة منهما، وما قال الرجاليون بحقّهم؛ حتّى يتبيّن لك توثيقهم وجلالة شأنهم.

كما سنتعرّض لبيان منهج قدمائنا في تقييم الميراث الحديثي، ونشرح ما يتعلّق بتحقيق المصدر الأوّل للحديث ، فنقول :

صحيحة أبي بصير

اشارة

روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، عن النضر بن سُوَيد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام:

إنّ جبرئيل عليه السلام أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله والحسين عليه السلام يلعب بين يدي رسول اللّه، فأخبره :

أنّ اُمّته ستقتله، فجزع رسول اللّه صلى الله عليه و آله، فقال: ألا اُريك التربة التي يُقتل فيها؟ فخسف ما بين مجلس رسول اللّه إلى المكان الذي قُتل فيه حتّى التقت القطعتان، فأخذ منها ودُحيت25 في أسرع من طرفة العين، فخرج وهو يقول: طوبى لكِ من تربةٍ، وطوبى لمن يُقتل حولكِ.

وكذلك صنع صاحب سليمان تكلّم باسم اللّه الأعظم، فخُسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الأرض وحزونتها26، حتّى التقت القطعتان،

فاجتَرّ27 العرش، قال سليمان: يخيل إلَيَّ أنّه خرج من تحت سريري. ودُحيت في أسرع من طرفة العين28 .

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار29 .

وقع في هذا السند تسعة رجال، ونتعرّض لتوثيق كلّ واحد منهم رجالياً.

وثاقة جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، وكان أبوه يُلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد ، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه، عن سعد ... وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه»30 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه القمّي : يُكنّى أبا القاسم ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه»31 .

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه : يُكنّى أبا القاسم ، القمّي ، صاحب مصنّفات»32 .

وثاقة محمّد بن قُولَوَيه

ذكر النجاشي أنّه يُلقّب مسلمة ، وكان من خيار أصحاب سعد33 .

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن قُولَوَيه الجمّال : والد أبي القاسم جعفر بن محمّد ، يروي عن سعد بن عبد اللّه وغيره»34 .

وبما أنّ أصحاب سعد أكثرهم ثقات ، كعليّ بن الحسين بن بابَوَيه والد الصدوق ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، ومحمّد بن يحيى العطّار ؛ فإن كان محمّد بن قُولَوَيه من خيار أصحاب سعد كما وصفه النجاشي، فكان عداده في هؤلاء أو خيارهم ، وكلا الحُسنيين يدلّ على وثاقته .

وثاقة سعد بن عبد اللّه الأشعري

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «سعد

بن عبد اللّه بن أبي خَلَف الأشعري القمّي : أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها»35 .

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّي : يُكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة»36 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّي : عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه ».

واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «سعد بن عبد اللّه بن أبي خَلَف القمّي : جليل القدر ، صاحب التصانيف»37 .

وثاقة أحمد بن محمّد بن عيسى

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر ، الأشعري ... وأبو جعفر شيخ القمّيّين ووجههم وفقيههم غير مدافع ، وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها، ولقي الرضا عليه السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري عليهماالسلام»38 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وصرّح بأنّه كان شيخ قمّ ووجهها وفقيهها غير مدافع39 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي : ثقة ، له كتب ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : من أصحاب الرضا عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : قمّي40 ».

وثاقة الحسين بن سعيد

أورده النجاشي في رجاله ضمن ترجمة أخيه الحسن، وذكر أنّ كتب ابني سعيد كتب حسنة معمول عليها41 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن

مهران الأهوازي ، من موالي علي بن الحسين عليهماالسلام ، ثقة ، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليهم السلام ، وأصله كوفيّ ، وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قمّ، فنزل على الحسن بن أبان ، وتوفّي بقمّ»42 .

وذكره في رجاله قائلاً: «الحسين بن سعيد بن حمّاد : مولى علي بن الحسين ، صاحب المصنّفات ، الأهوازي ، ثقة»43 .

وثاقة النضر بن سُوَيد

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «النضر بن سُوَيد»44 .

أورده النجاشي في رجاله مع وصفه بالصيرفي ، وذكر أنّه كان ثقةً صحيح الحديث45 .

وذكره الشيخ في فهرسته46 .

وذكره في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «النضر بن سُوَيد : له كتاب ، وهو ثقة»47 .

وثاقة يحيى بن عمران الحلبي

أورده النجاشي بعنوان «يحيى بن عمران بن علي بن أبي شُعبة الحلبي» ، ووثّقه مرّتين48 .

وذكره الشيخ في فهرسته بعنوان «يحيى بن عمران الحلبي»49 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «يحيى بن عمران الحلبي» ، واُخرى قائلاً : «يحيى بن عمران بن علاء : كوفيّ ، كانت تجارتهم إلى حلب فقيل : الحلبي ، له كتاب»50 .

وثاقة هارون بن خارجة

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «هارون بن خارجة : أخو مراد ، كوفيّ»51 .

أورده النجاشي في رجاله ووثّقه ، وصرّح بأنّ كتبه تختلف الرواة52 .

وذكره الشيخ في فهرسته53.

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «هارون بن خارجة الصيرفي : مولىً ، كوفيّ ، أبو الحسن ، وأخوه مراد الصيرفي ، وابنه الحسن»54 .

وثاقة أبي بصير

مقتضى التحقيق أنّ أبا بصير في هذه الطبقة مشترك بين

رجلين ثقتين لا ثالث لهما، وهما: ليث بن البَختَري، ويحيى بن القاسم.

فأمّا ليث بن البَختَري فقد عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع55، ووثّقه ابن الغضائري56 . وأمّا يحيى بن القاسم فقد وثّقه النجاشي57 .

والحاصل من هذا: أنّ جميع رجال هذا الحديث من الثقات، وعليه يكون الحديث صحيحاً أعلائياً.

وأنت خبير بأنّه إذا كان كلّ واحدٍ من رواة الحديث في كلّ طبقة معلوم الإمامية والعدالة والضبط، يعبّر عنه بالصحيح الأعلائي58 .

وثاقة الراوي _ كان على المنهج الفهرستي، فهم يعتمدون على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ.

وقبل الدخول في البحث لا بدّ لنا من تمهيد مقال في هذا المقام ، فنقول:

بيان منهج قدماء أصحابنا

أكّد أئمّتنا المعصومون عليهم السلام على كتابة الحديث، وأمروا أصحابهم بتدوينه، قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل بن عمر: اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك؛ فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم59 .

وقال عليه السلام: اكتبوا ؛ فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا .

وأمر بالاحتفاظ بالكتب، حيث قال: احتفظوا بكتبكم؛ فإنّكم سوف تحتاجون إليها60 .

وعلى ضوء تأكيد الإمام الصادق عليه السلام، ظهر العصر الذهبي لتدوين كتب الحديث عند الشيعة، وأوّل كتاب اُلّف في هذا المجال هو كتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبي، وحينما عُرض على الإمام الصادق عليه السلام، قال: أترى لهؤلاء مثل هذا؟61 .

فبدأت حركة التدوين لكتب الحديث بصورة واسعة نسبياً، فكتب أبان بن تغلب وأبان بن عثمان وهشام بن الحكم وهشام بن سالم ومحمّد بن مسلم وحَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستاني وأبو حمزة الثُّمالي وعاصم بن حميد وعلاء بن رَزِين وعلي بن رِئاب، وغيرهم.

والذي ساعد على كثرة تدوين الكتب عند الشيعة في ذلك العصر هو الانبساط في الوضع السياسي الذي حصل في

أواخر الخلافة الاُموية ، بعد اشتداد الخلافات والمعارضات السياسية وحتّى المسلّحة ضدّ الدولة الاُموية، فحصلت فرصة نشر الحديث الشيعي. كما أنّ الهدف الأساس للإمام الصادق عليه السلام كان تقوية الكيان العلمي للشيعة، فلذلك نجد أنّ أساس المعارف الشيعية بُني في ذلك الزمن، واُلّفت معظم كتب الحديث الشيعية التي اُطلق عليها الاُصول وقتذاك.

وأمّا أهل السنّة، فقد قاموا بتأليف كتب الحديث بعد مضيّ أكثر من ثلاثين سنة من فترة الازدهار الحديثي الشيعي ، ويعتبر مالك بن أنس المتوفّى سنة ( 179 ه ) أوّل من دوّن في هذا المضمار، حيث ألّف موطّأه، ودوّن أحمد بن حنبل المتوفّى سنة ( 241 ه ) مسنده، وألّف البخاري المتوفّى سنة ( 256 ه ) صحيحه؛ في حين أنّ الشيعة بدأوا بتدوين كتب الحديث وبشكلٍ واسع نسبياً قبل تلك التواريخ، ويتوضّح لك ذلك حينما تعرف أنّ الإمام الصادق عليه السلام استشهد سنة ( 148 ه ).

وكان عند الشيعة كتب كثيرة في الحديث ، فأصحابنا القدماء رحمهم الله قاموا بتدوين أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام في القرن الثاني، وكانت الكوفة مركزاً في تأليف كتب الحديث، إذ إنّ أكثر أصحاب الكتب كانوا من أهل الكوفة.

ثمّ إنّ الغالب في رواية الحديث الشيعي هو الكتابة، بخلاف الحديث السنّي فإنّ الغالب فيه كان الرواية دون الكتابة. فأصحابنا في كلّ طبقة نقلوا هذه الكتب، وفي البدء قاموا بتحمّلها عن مؤلّفيها بعد تأليفها، مثلما نرى أنّ أحمد بن محمّد بن عيسي وإبراهيم بن هاشم سافرا إلى الكوفة وتحمّلا كتب الحديث عن المؤلّفين الكبار _ مثل ابن أبي عُمير والحسين بن سعيد _ ثمّ قاما بنشرها في قمّ.

ولذلك حينما بدأ البحث العلمي بين الأصحاب، كان الكلام يرتكز في مدى حجّية هذه الكتب وصحّة

طريقها والوثوق من صحّة النسخة والاعتماد على راوي الكتاب. بينما كان البحث العلمي في التراث السنّي يعتمد على الرواة؛ حيث برزت عملية تأليف الكتب في عهد عمر بن عبد العزيز، وكان تراثهم يعتمد على ذاكرة الأشخاص62 .

هذا وكانت مباحث علم الحديث عند قدماء أصحابنا ترتكز على محورية الكتب وتقييم نسخها وطرقها، وكانوا يصرّون على أن يكون لهم طريق مطمئنّ إلى كتب الحديث، ولا يعتمدون على الكتب الواصلة إليهم بالوجادة. فهذه الكتب كانت مشهورة بين الأصحاب ولهم طرق متعدّدة إليها، ولكن بعد قيام المشايخ الثلاثة بتأليف الكتب الأربعة، اعتنى أصحابنا بالكتب الأربعة أكثر ولم يهتمّوا بتلك المصادر الأوّلية ذلك الاهتمام.

ولتوضيح هذا المطلب نذكر عمل القدماء في كتاب الحلبي كمثال، فنقول:

إنّ قدماء أصحابنا تلقّوا كتابه بالقبول، حيث قام حمّاد بن عثمان نقل هذا الكتاب عن الحلبي، وكان اصطلاح قدمائنا هكذا: «كتاب الحلبي برواية حمّاد»، ومرادهم: «كتاب الحلبي بنسخة حمّاد»، وبعد ذلك قام محمّد بن أبي عُمير وغيره بتحمّل كتاب الحلبي من طريق حمّاد، فنسخة حمّاد لكتاب الحلبي تحمّلها ابن أبي عُمير،63 ثمّ قام إبراهيم بن هاشم وغيره بتحمّل كتاب الحلبي عن طريق ابن أبي عُمير، وبعد ذلك تحمّله علي بن إبراهيم عن أبيه، كما أنّ الشيخ الكليني نقل نسخة حمّاد من كتاب الحلبي عن طريق علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمير.

فتبيّن من هذا: أنّ كتاب الحلبي كان في متناول أصحابنا، وكلّ طبقة تحملها من مشايخها، فالروايات التي ينتهي سندها إلى عبيد اللّه بن علي الحلبي مأخوذة من هذا الكتاب.

وبذلك يمكن أن يتبيّن مراد الشيخ الصدوق حين قال في ديباجة الفقيه: «وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المُعوّل وإليها المرجع، مثل كتاب حَرِيز

بن عبد اللّه السِّجِستاني، وكتاب عبيد اللّه بن علي الحلبي، وكتب علي بن مَهزِيار الأهوازي، وكتب الحسين بن سعيد»64 .

وكذلك يظهر وجه الحجّية في كلامه بقوله: «ولم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته وأعتقد فيه أنّه حجّة فيما بيني وبين ربّي»65 .

فإنّ وجه الحجّية في كلامه هو وثوقه بالمصادر الأوّلية؛ لشهرة هذه المصادر في عصره.

ويتّضح ذلك من كلام ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات، حيث قال: «لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته، ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذّاذ من الرجال»66 .

فإنّ كلامه ليس في توثيق مشايخه ولا توثيق جميع رجال الكتاب ، بل كان مراده هو الوثوق بالمصادر ، بمعنى أنّ هذه المصادر كانت مشهورة ومعروفة بحيث حصل له الوثوق بها ، ولذلك نجد أنّه روى في كامل الزيارات عمّن اشتهر بالكذب، مثل عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري67 .

والظاهر أنّ وجه نقل ابن قُولَوَيه عن الأصمّ البصري إنّما لوجود روايته في كتاب الحسين بن سعيد، ولم يكن وثاقة الأصمّ البصري، بل كان اعتماده على وجود هذه الرواية في ذلك الكتاب68 .

وثاقة الراوي _ كان على ورود الحديث في كتابٍ مشهور مع صحّة انتساب الكتاب إلى المؤلّف وتحمّل المشايخ له ووصول الكتاب إليهم بطريقٍ معتبر، ولذلك نجد أنّه ربّما لم يكن الرجل موثّقاً بحسب الاصطلاح، ولكنّ الأصحاب اعتمدوا على كتابه، كما نجد في كتاب طلحة بن زيد، مع أنّه لم يُذكر له توثيق صريح، ولكنّ النجاشي صرّح بأنّ كتابه معتمد69 .

وثاقة المؤلّف والاعتماد على كتابه؛ لأنّه ربّما يكون الاعتماد على الكتاب لشواهد خارجية، كما نرى الأصحاب

وثاقة المصطلحة للنوفلي، بل المراد الاعتماد على النسخة التي رواها النوفلي من كتاب السَّكوني.

وبالجملة: أنّ كلّ ما رواه النوفلي عن السَّكوني معتبر عند القدماء، بخلاف روايات النوفلي عن غير السَّكوني70 .

وربّما يكون هناك اختلاف بين نسخ الكتب، فلذلك كانوا يهتمّون بالنسخ كما يهتمّون بالإسناد، وهذا هو مراد النجاشي، حين يكرّر في كلامه: «له كتاب، تختلف الرواية فيه»، وكما في ترجمة الحسن بن صالح الأحول : «له كتاب تختلف روايته»، وترجمة الحسن بن الجهم بن بُكَير : «له كتاب تختلف الروايات فيه»، وترجمة الحسين بن علوان الكُلَيب : «وللحسين كتاب تختلف رواياته»71.

وكذلك كلام ابن نوح ناظر إلى هذه الجهة، حين قال: «ولا تُحمل رواية على رواية ولا نسخة على نسخة؛ لئلاّ يقع فيه اختلاف»72 .

وثاقة الراوي _ فأصحابنا كانوا يعتمدون على اعتماد المشايخ وتوثيقهم، فلذلك لم تكن الشيخوخة عندهم وثاقة والضبط والدقّة والمتانة العلمية، فلذا نجد أنّ ابن نوح _ في بيان طرقه إلى كتب الحسين بن سعيد _ وصف الحسين البَزَوفَري بالشيخوخة فقط73 .

فتحصّل من هذا: أنّ قدماء أصحابنا في مجال تقييم التراث الحديثي، مضافاً إلى الجانب الرجالي، كانوا يهتمّون بالجانب الفهرستي، ويعتمدون على الخبر إذا كان مذكوراً في كتب مشهورة مع تحمّل المشايخ لها.

لذا يمكن القول: إنّ الشيعة بحثوا عن زاوية اُخرى لتقييم الحديث غير الجانب الرجالي _ مع شدّة اهتمامهم به _ ألا وهو الجانب الفهرستي.

هذا تمام الكلام في منهج قدماء أصحابنا في تقييم الحديث. وإذا عرفت هذا نقول: إنّ صحيحة أبي بصير إنّما ذُكرت في كتاب النضر بن سُوَيد الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عند أصحابنا، فإنّا إذا راجعنا فهرست الشيخ نجد أنّه ذكر لنضر بن سُوَيد كتاباً، وذكر أنّه روى الشيخ

الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي جميعاً، عن النضر بن سُوَيد74 .

ونجد في هذا السند أنّ سعداً روى عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سُوَيد، ممّا يعني أنّ هذه الرواية مذكورة في كتاب النضر بن سُوَيد.

والظاهر أنّ أبا بصير سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام في المدينة ونقله إلى الكوفة، فسمع منه هارون بن خارجة، وبدوره سمع نضر بن سُوَيد الكوفي من هارون بن خارجة، وذكره في كتابه.

ثمّ إنّ الحسين بن سعيد تحمّل كتاب نضر بن سُوَيد في الكوفة، وبعد ذلك تحمّل مشايخ قمّ هذا الكتاب منه، حيث نجد أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري سمع كتاب النضر بن سُوَيد من الحسين بن سعيد. وبعد ذلك تحمّل سعد بن عبد اللّه هذا الكتاب، وبدوره والد صاحب كامل الزيارات تحمّل الكتاب من سعد ونقله لولده.

وكيف كان، فإنّ كتاب النضر بن سُوَيد كان في أصله كوفياً ثمّ صار أهوازياً ؛ لأنّ الحسين بن سعيد سكن الأهواز، وبعد ذلك صار قمّياً، فإنّ أحمد بن محمّد بن عيسى وسعد بن عبد اللّه الأشعري ووالد صاحب كامل الزيارات كلّهم قمّيّون.

والحاصل من هذا: أنّ كتاب النضر بن سُوَيد كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه تحمّله من طريقٍ صحيح، وذكره في كتابه كامل الزيارات.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: صحّة هذه الرواية رجالياً وفهرستياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة سالم بن مُكرَم

اشارة

روى سالم بن مُكرَم رواية فيها إخبار اللّه لرسوله صلى الله عليه و آله بأنّ الحسين عليه السلام يُقتل على يد اُمّته. ولهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

السند الأوّل: روى ابن

قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

السند الثاني: روى الشيخ الكليني في الكافي عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

السند الثالث: روى الشيخ الكليني عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

ونصّ الرواية : روى سالم بن مُكرَم عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال:

لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين عليه السلام، جاء جبرئيل إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّ فاطمة ستلد ولداً تقتله اُمّتك من بعدك .

فلمّا حملت فاطمة الحسين كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام: هل رأيتم في الدنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه، ولكنّها كرهته لأنّها علمت أنّه سيُقتل .

قال: وفيه نزلت هذه الآية : «وَ وَصَّيْنَا الاْءِنسَ_نَ بِوَ لِدَيْهِ إِحْسَ_نًا حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهًا وَ وَضَعَتْهُ كُرْهًا وَ حَمْلُهُ وَ فِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا»75 .

رواها العلاّمة المجلسي في البحار، والفيض الكاشاني في تفسيره76 .

ونبدأ بتحقيق وبحث الحديث بسنديه، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

وثاقة بقيّة رجال السند.

وثاقة الحسن بن علي الوشّاء

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «أبو محمّد الحسن بن علي الوشّاء بن زياد : ابن بنت إلياس ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن علي الوشّاء : يُلقّب بربيع77 ».

وذكره الشيخ في

فهرسته قائلاً : «الحسن بن علي الوشّاء الكوفي : ويقال له : الخزّاز ، ويقال له : ابن بنت إلياس ، له كتاب أخبرنا به عدّة من أصحابنا عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء»78 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن علي الخزّاز : ويُعرف بالوشّاء ، وهو ابن بنت إلياس ، يُكنّى أبا محمّد ، وكان يدّعي أنّه عربيّ كوفيّ ، له كتاب» .

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «الحسن بن علي الوشّاء»79 .

وأورده النجاشي في رجاله بعنوان «الحسن بن علي بن زياد الوشّاء» ، وذكر أنّه كان من وجوه هذه الطائفة80 .

وثاقة أحمد بن عائِذ البَجَلي

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «أحمد بن عائِذ بن حبيب الأحمَسي البَجَلي: مولىً، ثقة، كان صحب أبا خديجة سالم بن مُكرَم وأخذ عنه وعرف به»81 .

وذكره الشيخ الطوسي في رجاله مع وصفه بالعَبسي الكوفي82 .

وثاقة أبي خديجة، سالم بن مُكرَم

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سالم أبو خديجة : صاحب الغَنَم ، ويُكنّى أيضا أبا سَلَمة ابن مُكرَم ». واُخرى مقتصرا على قوله : «سالم بن مُكرَم»83 .

وذكر الكشّي أنّه كان صالحا84 .

وأورده النجاشي في رجاله بعنوان «سالم بن مُكرَم بن عبد اللّه» ، ووثّقه مرّتين85 .

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سالم بن مُكرَم : أبو خديجة ، الجمّال ، الكوفي ، مولى بني أسد»86 .

فتبيّن من هذا: أنّ جميع رجال السند الأوّل هم من الثقات، وعليه يكون الحديث صحيحاً أعلائياً.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الكليني عن محمّد بن

يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

وثاقة الشيخ الكليني ومحمّد بن يحيى .

وثاقة الشيخ الكليني

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن يعقوب بن إسحاق : أبو جعفر ، الشيخ الكليني ، وكان خاله عَلاّن الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يُسمّى الكافي في عشرين سنة»87 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار»88 .

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، وله مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمئة في شعبان ببغداد»89 .

وثاقة محمّد بن يحيى العطّار

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن يحيى أبو جعفر العطّار، القمّي، شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث»90 .

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً: «محمّد بن يحيى العطّار: روى عنه الشيخ الكليني، قمّي، كثير الرواية»91 .

فتبيّن من هذا: أنّ جميع رجال السند الثاني لهذا الحديث من الثقات، وعليه يكون الحديث صحيحاً أعلائياً.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد الشيخ الكليني عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم.

وقد تعرّضنا لتوثيق رجال السند، وبقي الكلام في حال الحسين بن محمّد ومُعلّى بن محمّد .

وثاقة الحسين بن محمّد الأشعري

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «الحسين بن محمّد بن عمران بن أبي بَكر الأشعري القمّي: أبو عبد اللّه، ثقة»92

.

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام93 .

وثاقة مُعلّى بن محمّد البصري

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «مُعلّى بن محمّدالبصري: أبو الحسن ، مضطرب الحديث والمذهب، وكتبه قريبة»94 .

وذكره الشيخ في فهرسته95 .

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «المعلّى بن محمّد البصري : روى عنه الحسين بن محمّد»96 .

وكيف كان، ليس لمُعلّى بن محمّد توثيق صريح، وعليه فالحديث بسنده الثالث ليس صحيحاً بحسب المصطلح.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب أبي خديجة سالم بن مُكرَم، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر لسالم بن مُكرَم كتاباً رواه عن طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن سالم بن مُكرَم97 . وأنت خبير بأنّ هذا الطريق يتّحد مع السند الثالث لهذه الرواية.

كما أنّ الشيخ الطوسي روى كتاب سالم بن مُكرَم عن طريق جماعة من أصحابنا، عن الشيخ الصدوق، عن أبيه، عن سعد ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن سالم بن مُكرَم98 .

وهذا الطريق يتّحد مع السند الأوّل والثاني للرواية، ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية إنّما ذُكرت في كتاب سالم بن مُكرَم. وأنّ سالم بن مُكرَم سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام وذكره في كتابه، ثمّ سمعه أحمد بن عائِذ من اُستاذه سالم بن مُكرَم ونقله للحسن بن علي الوشّاء، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي الوشّاء وسمع كتاب سالم بن مُكرَم

منه، ونقله إلى مدينة قمّ، ولذا نعبّر عن هذه النسخة بالنسخة القمّية.

وبعد ذلك سمع سعد بن عبد اللّه هذا الكتاب من أحمد بن محمّد بن عيسى ونقله لوالد صاحب كامل الزيارات. وفي الواقع لمّا أراد ابن قُولَوَيه أن يكتب كتابه كان كتاب سالم بن مُكرَم موجوداً عنده، فأخذ الحديث من ذلك الكتاب وذكره في كتابه كامل الزيارات.

هذا وأنّ محمّد بن يحيى سمع كتاب سالم بن مُكرَم من أحمد بن محمّد بن عيسى، كما أنّ الشيخ الكليني عندما أراد أن يكتب كتابه أخذ هذا الحديث من كتاب سالم بن مُكرَم فأدرجه في كتابه الكافي.

هذا تمام الكلام في النسخة التي رواها أحمد بن محمّد بن عيسى عن الوشّاء. ولكن هناك نسخة اُخرى من كتاب سالم بن مُكرَم، وهي النسخة التي رواها المُعلّى بن محمّد البصري عن الوشّاء، الذي لقي الوشّاء وروى عنه كتاب سالم بن مُكرَم، ولذا نحن نعبّر عن هذه النسخة بالنسخة البصرية.

والظاهر أنّ الحسين بن محمّد الأشعري لمّا سافر إلى العراق لقي المُعلّى بن محمّد وتحمّل عنه كتاب سالم بن مُكرَم، وبعد ذلك تحمّل الشيخ الكليني عن الحسين بن محمّد كتاب سالم بن مُكرَم، كما أنّ ابن الوليد أيضاً سمع منه وتحمّل منه هذا الكتاب99 .

والحاصل من هذا: أنّ كتاب سالم بن مُكرَم كان عند ابن قُولَوَيه والشيخ الكليني، وأنّهما قاما بذكر هذا الحديث من ذلك الكتاب.

فتبيّن من هذا: أنّ رواية سالم بن مُكرَم من الروايات الصحيحة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

ونختم هذا الفصل بذكر بعض الأحاديث التي كان مضمونها قريباً من الأحاديث التي ذكرناها آنفاً:

الحديث الأوّل: عن سعيد بن يَسَار أو غيره، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام

يقول: لمّا أن هبط جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقتل الحسين عليه السلام، أخذ بيد علي فخلا به ملياً من النهار، فغلبتهما العبرة، فلم يتفرّقا حتّى هبط عليهما جبرئيل عليه السلام فقال لهما: ربّكما يقرؤما السلام ويقول: قد عزمتُ عليكما لَمّا صبرتما. قال: فصبرا100 .

الحديث الثاني: عن أبي أُسامة زيد الشحّام، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: نعى جبرئيلُ عليه السلام الحسينَ عليه السلام إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي بيت اُمّ سَلَمة، فدخل عليه الحسين وجبرئيل عنده، فقال: إنّ هذا تقتله اُمّتك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أرني من التربة التي يُسفك فيها دمه، فتناول جبرئيل عليه السلام قبضة من تلك التربة، فإذا هي تربة حمراء101 .

الحديث الثالث: عن سالم بن مُكرَم الجمّال، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: لمّا وَلَدت فاطمةُ عليهاالسلام الحسينَ عليه السلام جاء جبرئيل إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال له: إنّ اُمّتك تقتل الحسين من بعدك. ثمّ قال: ألا أُريك من تربته؟ فضرب بجناحه، فأخرج من تربة كربلاء وأراها إيّاه، ثمّ قال: هذه التربة التي يُقتل عليها102 .

الحديث الرابع: عن ابن عبّاس، قال: الملك الذي جاء إلى محمّد صلى الله عليه و آله يخبره بقتل الحسين عليه السلام كان جبرئيل عليه السلام الروح الأمين، منشور الأجنحة باكياً صارخاً، قد حمل من تربة الحسين وهي تفوح كالمسك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وتفلح اُمّتي تقتل فرخي ! أو قال: فرخ ابنتي. فقال جبرئيل: يضربها اللّه بالاختلاف فتختلف قلوبهم103 .

الحديث الخامس: عن عبد الملك بن أعيَن، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان في بيت اُمّ سَلَمة وعنده جبرئيل عليه السلام، فدخل عليه الحسين عليه السلام، فقال له جبرئيل: إنّ اُمّتك تقتل ابنك هذا، ألا أُريك من تربة الأرض التي يُقتل فيها؟ فقال رسول

اللّه صلى الله عليه و آله: نعم، فأهوى جبرئيل عليه السلام بيده وقبض قبضة منها، فأراها النبيّ صلى الله عليه و آله104 .

الفصل الثاني: فضل البكاء على الإمام الحسين عليه السلام

اشارة

إنّ الروايات التي ذُكر فيها فضل البكاء على الإمام الحسين عليه السلام كثيرة جدّا، ولقد عقد العلاّمة المجلسي باباً في بحار الأنوار استقصى فيه جميع ما ورد في هذا المجال105 .

وحينما يقرأ الإنسان هذه الروايات يصل إلى هذه النتيجة، وهي أنّ أفضل لحظات القرب إلى اللّه تعالى هي تلك الدموع التي تنساب بحرارة وحرقة على خدّيه ، تعبيراً عن الحزن والولاء لصاحبها أبي الأحرار الحسين عليه السلام .

نعم ، إنّ البكاء على الحسين عليه السلام يوجب غفران الذنوب العظام، وأنّ الباكي عليه يكون في الدرجات العلى من الجنان مع الأولياء والصالحين، وأنّ اللّه جعل يوم القيامة للباكي على الحسين عليه السلام يوم سرور وفرح ، إلى غير ذلك ممّا تذكره تلك الروايات .

ولقد قمنا في هذا الفصل بتحقيق الروايات المعتبرة التي ذكرت فضل البكاء على الحسين عليه السلام.

ونكتفي بذكر خمسة منها : مصححّة الريّان بن شَبيب، وصحيحة فُضَيل بن يَسَار، وصحيحة بَكر بن محمّد، وصحيحة محمّد بن مسلم، وصحيحة معاوية بن وهب.

وإليك الأحاديث الواردة في المقام:

مصحّحة الريّان بن شَبيب

اشارة

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام والأمالي عن اُستاذه محمّد بن علي ماجِيلَوَيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن شَبيب، قال:

دخلت على الرضا عليه السلام في أوّل يوم من المحرّم، فقال لي: يا بن شَبيب، أصائم أنت؟

فقلت: لا.

فقال عليه السلام: إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزّ وجلّ فقال: «رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآءِ»106، فاستجاب اللّه له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلّي في المحراب: إنّ اللّه يبشرّك بيحيى. فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللّه عزّ وجلّ استجاب اللّه له كما استجاب لزكريا عليه السلام.

ثمّ قال عليه السلام: يا بن شَبيب، إنّ

المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الاُمّة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر اللّه لهم ذلك أبداً.

يا بن شَبيب، إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلامفإنّه ذُبح كما يُذبح الكبش، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون .

ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قُتل، فهم عند قبره شُعثٌ غُبرٌ إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم : يا لثارات الحسين.

يا بن شَبيب، لقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، أنّه لمّا قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر .

يا بن شَبيب، إن بكيت على الحسين حتّى تصير دموعك على خدّيك، غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.

يا بن شَبيب، إن سَرّك أن تلقى اللّه عزّ وجلّ ولا ذنب عليك، فزر الحسين عليه السلام.

يا بن شَبيب، إن سَرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبيّ صلى الله عليه و آله، فالعن قتلة الحسين.

يا بن شَبيب، إن سَرّك أن يكون لك من الثواب مثلما لمن استشهد مع الحسين، فقل متى ما ذكرته: «يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً».

يا بن شَبيب، إن سَرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجراً لحشره اللّه معه يوم القيامة107 .

ذكرها السيّد ابن طاووس، والعلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي108 .

وثاقة رجال السند .

وثاقة الشيخ الصدوق

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «محمّد بن

علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه ، القمّي : أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمئة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة»109 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي : جليل القدر ، يُكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه»110 .

وذكره في رجاله قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي : يُكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال»111 .

حال محمّد بن علي، ماجِيلَوَيه

هناك رجلان معروفان بماجيلَوَيه؛ أوّلهما: محمّد بن عبيد اللّه بن عمران البرقي، وثانيهما: محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عمران البرقي.

ففي الواقع أنّ ماجيليويه الثاني هو حفيد الأوّل، ونحن نعبّر عن الأوّل بماجيلويه الجدّ، وعن الثاني بماجيلويه الحفيد.

أمّا ماجيلويه الجدّ فقد ذكره النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه بن عمران الجنابي البرقي، أبو عبد اللّه، الملقّب ماجِيلَوَيه، وأبو القاسم يُلقّب بُندار، سيّد من أصحابنا القمّيين، ثقة عالم فقيه...»112 .

وأمّا ماجيلويه الحفيد فلم يُذكر له في كتب الرجال توثيق صريح، وربّما يُستدلّ على وثاقته بكونه من مشايخ الصدوق، كما أنّ العلاّمة صحّح كتاب الفقيه إلى منصور بن حازم ومعاوية بن وهب، وفيه ذكر ماجيلويه الحفيد.113

والحاصل من هذا: إنّ ماجيلويه الحفيد كان طريقاً إلى تراث علي بن إبراهيم القمّي، فالشيخ الصدوق روى عن طريق ماجيلويه الحفيد كتاب علي بن إبراهيم، وسنذكر فيما بعد أنّ على بن إبراهيم

ألّف كتاب النوادر، وكان هذا الكتاب معتبراً ومشهوراً عند قدماء أصحابنا، وكان اعتماد الشيخ الصدوق على ماجيلويه الحفيد لأنّه كان مجرّد طريق إلى كتابٍ مشهور.

وثاقة علي بن إبراهيم الهاشمي

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمّي: ثقة في الحديث، ثبت ، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنّف كتباً وأضرّ في وسط عمره»114 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، له كتب، منها كتاب التفسير»115 .

ووثّقه ابن داود في رجاله قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب»116 .

وكذلك العلاّمة في خلاصة الأقوال قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع وأكثر، صنّف كتباً، وأضرّ في وسط عمره»117 .

وثاقة إبراهيم بن هاشم القمّي

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمّي، أصله كوفي، انتقل إلى قمّ، قال أبو عمرو الكشّي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن، من أصحاب الرضا عليه السلام، هذا قول الكشّي، وفيه نظر، وأصحابنا يقولون: أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ هو»118 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمّي، أصله الكوفة، وانتقل إلى قمّ ، وأصحابنا يقولون: إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام»119 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً: «إبراهيم بن هاشم الهاشمي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن»120 .

وقال العلاّمة في خلاصة الأقوال: «لم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا على تعديله بالتنصيص، والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله»121 .

ثمّ إنّه وقع الكلام في توثيق الرجل، فقيل بأنّه لم

يصرّح الرجاليون بتوثيقه، ونحن نعتقد أنّ شأن إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق، وفي الواقع أنّه غنيّ عن التصريح بالتوثيق.

وبيان ذلك: ذكر الشيخ والنجاشي أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على اعتماد القمّيّين على روايات إبراهيم بن هاشم.

وأنت خبير بأنّ القمّيّين كانوا مستصعبين ومتشدّدين في قبول التراث الحديثي وتوثيقه، فلو كان في إبراهيم بن هاشم شائبة من غمز لم يعتمدوا على رواياته.

والشواهد تشير بأنّه لمّا هاجر من الكوفة إلى قمّ وقام بنشر الحديث في هذه المدينة، اعتمد أصحابنا القمّيون عليه واهتمّوا برواياته أكبر اهتمام، وكلّ ذلك إنّما يكون بسبب أنّهم وجدوه ثقة جليلاً معتمداً.

فعدم التصريح بتوثيق إبراهيم بن هاشم لم يكن إلاّ لعدم الحاجة إلى ذلك.

وثاقة علي بن إبراهيم، حيث قال عند ذكر رواية في سندها علي بن إبراهيم: «ورواة الحديث ثقات بالاتّفاق»122 .

وذكر الشهيد الثاني أنّ إبراهيم بن هاشم كان من أجلّ الأصحاب وأكبر الأعيان، وحديثه من أحسن مراتب الحسن123 .

ولقد أجاد المحقّق الهمداني حين قال: «قد يناقش في وصف حديث إبراهيم بن هاشم بالصحّة، حيث إنّ أهل الرجال لم ينصّوا بتوثيقه، وهذا لا ينبغي الالتفات إليه، فإنّ إبراهيم بن هاشم _ باعتبار جلالة شأنه وكثرة رواياته واعتماد ابنه والكليني والشيخ وسائر العلماء والمحدّثين _ غنيّ عن التوثيق، بل هو أوثق في النفس من أغلب الموَثّقين الذين لم يُثبت وثاقتهم إلاّ بظنونٍ اجتهادية غير ثابتة الاعتبار. والحاصل من هذا: أنّ الخدشة في روايات إبراهيم في غير محلّها»124 .

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الشيخ الكليني في كتابه الكافي نقل عن اُستاذه علي بن إبراهيم عن إبراهيم بن هاشم في أكثر من 4800 رواية، وكما هو معلوم

إنّ مجموع ما أورده الشيخ الكليني في الكافي حدود 15000 حديث، ممّا يعني أنّ حدود ثلث التراث الحديثي عند الشيخ الكليني إنّما يكون من طريق إبراهيم بن هاشم.

وإليك كلام السيّد الداماد في المقام: «الأشهر الذي عليه الأكثر عدّ الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم حسناً، ولكن في أعلى درجات الحسن التالي لدرجة الصحّة... والصحيح الصريح عندي أنّ الطريق من جهته صحيح، فأمره أجلّ وحاله أعظم من أن يعدّل بمعدّل أو يُوثّق بموثّق، حكى القول بذلك جماعة من أعاظم الأصحاب ومحقّقيهم، وعن شيخنا البهائي، عن أبيه أنّه كان يقول : إنّي لأستحيي أن لا أعدّ حديثه صحيحاً، يفهم توثيقه من تصحيح العلاّمة طرق الصدوق»125 .

وثاقة إبراهيم بن هاشم126 .

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق بكلام أحد غيره، بل غيره يوثّق به.

وثاقة الريّان بن شَبيب

مدحه الكشّي في رجاله127 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «ريّان بن شَبيب، خال المعتصم، ثقة، سكن قمّ، روى عنه أهلها»128 .

ووثّقه العلاّمة في خلاصة الأقوال129، وكذا ابن داود في رجاله130 .

وبالجملة: أنّ الشواهد تدلّ على قبول رواية رجال هذا الحديث، وعليه يكون الحديث مصححّاً.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو تصفّحنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ، نجد أنّهما ذكرا في عداد كتب إبراهيم بن هاشم كتاب النوادر ، كما ورويا بالإسناد عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.131

وإنّ إبراهيم بن هاشم سمع هذا الحديث من ريّان بن شَبيب فأدرجه في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه علي بن

إبراهيم بتحمّل هذا الكتاب من أبيه، كما أنّ ماجِيلَوَيه تحمّل هذا الكتاب من شيخه علي بن إبراهيم.

فتحصّل لدينا أنّه كان عند ماجِيلَوَيه نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهي نسخة ابنه علي. فإذا راجعت التراث الحديثي للشيخ الصدوق تجد أنّه في أكثر من أربعين حديثاً روى عن ماجِيلَوَيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وهذه الأخبار تؤيّد ما ذكرنا من أنّ ماجِيلَوَيه روى كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم القمّي132 .

فكتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق، وهو قد تحمّل هذا الكتاب من اُستاذه ماجِيلَوَيه، عن علي بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم.

فتبيّن من هذا: أنّ مصححّة الريّان بن شَبيب من الروايات المعتبرة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

تتميم :

صرّحت مصححّة الريّان بن شَبيب بأنّ البكاء على أهل البيت عليهم السلام يوجب غفران جميع الذنوب .

ومن المناسب أن اُشير هنا إلى آثار الذنوب وعواقبها على الإنسان؛ حتّى نعرف فضيلة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام وأثره على الإنسان فيمسح كلّ الذنوب التي تُبعد الإنسان عن اللّه ، فنقول على لسان الروايات:

1 _ ما روي عن أبي عبد اللّه عليه السلام : أما إنّه ليس من عِرقٍ يضرب، ولا نَكبَةٍ ولا صَداعٍ ولا مَرضٍ، إلاّ بذنبٍ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه: «وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ»133 ، 134 .

2 _ وعن أبي جعفر عليه السلام : ما من نَكبةٍ تصيب العبد إلاّ بذنبٍ، وما يعفو اللّه عنه أكثر135 .

3 _ وعن أبي اُسامة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : تعوّذوا باللّه من سَطوَات اللّه بالليل والنهار، قال: قلت له: وما سطوات اللّه؟ قال:

الأخذ على المعاصي136 .

4 _ وعن أبي جعفر عليه السلام : إنّ العبد ليذنب الذنب فيُزوى137 عنه الرزق138 .

5 _ وعن أبي عبد اللّه عليه السلام : إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نُكتة139 سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتّى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً140 .

وبعد أن عرفت آثار الذنوب وتبعاتها، فاعلم إنّ اللّه تعالى أقرّ طرقاً لمحو آثارها وإزالة تبعاتها ، فاللّه تعالى لا تضرّه معصية من عصاه ، وهو غنيّ عن عذابهم، لذا سبقت رحمته غضبه ، فمن آثار رحمته أنّه وضع أسباباً لمحو تبعات هذه الذنوب والتجاوز عنها بعفوه ، منها الاستغفار والتوبة والإنابة إليه ، ومنها تعظيم نبيّه صلى الله عليه و آلهوالتقرّب إليه وإلى أهل بيته أئمّة الهدى عليهم السلام . وأفضل الطرق للتقرّب إلى نبيّ اللّه وأهل بيته عليهم السلام هو البكاء وإسالة الدموع لمصابهم .

ومن المؤّد أنّ النبيّ وأهل بيته عليهم السلام هم من ارتضى اللّه شفاعتهم يوم القيامة بصريح القرآن والسنّة ، فهم سفينة النجاة التي من تمسّك بها نجا ، والتمسّك بهم ليس مقيّداً بأزمنتهم حتّى إذا ما ماتوا حرمت الأجيال القادمة من هذه النجاة ، فهم وسيلة النجاة إلى يوم القيامة ، وهم الشفعاء المرضيّون عند ربّهم، يشفعون لمن ارتضى اللّه ، وينقذون المذنبين من تبعات ذنوبهم ، وإلاّ ما معنى «من تمسّك بهم نجا» ؟

فمن مشيئته تعالى أن جعل البكاء على أهل البيت عليهم السلام، وخصوصاً الإمام الحسين عليه السلام، من أهمّ أسباب غفران الذنوب . وهذا ما أقرّته تلك الصحيحة حيث أخبر الإمام الصادق عليه السلام بأنّ اللّه يغفر ذنوب من بكى لما جرى من المصائب على الإمام الحسين عليه السلام .

فله عليه السلام مصائب وأيّة مصائب ؛ العطش، الجوع، الأسر، السبي، قتل

الأطفال، انتهاك الحرمات، القتل الشنيع، التمثيل بالأجساد وسلبها وتركها عارية للسباع تنهشها وما إلى ذلك من مصائب .

مصائب لا تمرّ على صاحب قلب سليم إلاّ أمرضته ، فهي مصائب تُقرح الجفون وتُذبل الأجساد .

صحيحة فُضَيل بن يَسَار

روى أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن فُضَيل بن يَسَار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال:

مَن ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب، غفر اللّه له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر .141

رواها العلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي، والمحدّث النوري142 .

وقد وقع في هذا السند أربعة رجال، ونتعرّض لتوثيق كلّ واحد منهم رجالياً.

وثاقة أحمد بن محمّد بن خالد البرقي

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان «أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي» ، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام بنفس العنوان 143 .

أورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان ثقةً في نفسه، يروي عن الضعفاء، واعتمد المراسيل144 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وصرّح بأنّ أصله كوفيّ ، وكان جدّه محمّد بن علي حبسه يوسف بن عمر والي العراق بعد قتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، ثمّ قتله ، وكان خالد صغير السنّ ، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قمّ فأقاموا بها ، وكان ثقةً في نفسه ، غير أنّه أكثر الرواية من الضعفاء واعتمد المراسيل ، وصنّف كتبا كثيرة145 .

وقال ابن الغضائري في رجاله : «أحمد بن محمّد بن خالد بن محمّد بن علي البرقي : يُكنّى أبا جعفر ، طعن عليه القمّيّون ، وليس الطعن فيه، إنّما الطعن فيمن يروي عنه ؛ فإنّه لا يبالي عمّن يأخذ ، على طريقة أهل الأخبار ،

وكان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قمّ ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه»146 .

وثاقة يعقوب بن يزيد الأنباري

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «يعقوب بن يزيد الكاتب» ، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام147 .

وذكر الكشّي أنّه كان كاتباً لأبي دُلَف القاسم148 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري السُّلَمي: أبو يوسف... وكان ثقة ، صدوقاً»149 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري : كثير الرواية ، ثقة»150 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب ، يزيد أبوه ، ثقتان ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب: ثقة»151 .

وثاقة محمّد بن أبي عُمَير

وعدّه البرقي في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير ، الأزدي»152 .

وذكر الكشّي مدحه وفضله ، ونقل أنّ ابن أبي عُمَير اُخذ وحُبس واُخذ كلّ شيء كان له ، وذهبت كتبه، فلم يخلّص كتب أحاديثه ، فكان يحفظ أربعين مجلّدا، فسمّاه نوادر ، فلذلك توجد أحاديث منقطعة الأسانيد153 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن أبي عُمَير زياد بن عيسى : أبو أحمد ، الأزدي ، من موالي المُهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني اُميّة ، والأوّل أصحّ ، بغداديّ الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه في بعضها فقال : يا أبا أحمد ، وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، وعظيم المنزلة فينا وعند المخالفين»154 .

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير : يُكنّى أبا أحمد ، من موالي الأزد

، واسم أبي عُمَير زياد ، وكان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة»155 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير : يُكنّى أبا أحمد ، واسم أبي عُمَير زياد ، مولى الأزد ، ثقة»156 .

وثاقة فُضَيل بن يَسَار

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «الفُضَيل بن يَسَار النَّهديّ أبو القاسم ، عربي بصري، صميم، ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام»157.

وذكره الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً: «فُضَيل بن يَسَار: بصري، ثقة ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام مع وصفه بالنَّهدي158 .

فتحصّل من هذا: أنّ جميع رجال هذا الحديث من الثقات، وعليه يكون الحديث صحيحاً أعلائياً.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لابن أبي عُمَير الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجد أنّهما ذكرا في جملة كتب ابن أبي عُمير كتاب النوادر159 ، ويُستفاد من فهرست الشيخ أنّ يعقوب بن يزيد روى نسخة من كتاب ابن أبي عُمَير.

وفي سند هذه الرواية نجد أنّ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي روى عن يعقوب بن يزيد عن أبي أبي عُمَير، ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب ابن أبي عُمَير.

وبالجملة : أنّ الفُضَيل بن يَسَار الذي كان يسكن البصرة سافر إلى الحجّ ودخل المدينة، وسمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، وبعد ذلك سمع ابن أبي عُمَير منه هذا الحديث، فذكره في كتابه النوادر، وبعد ذلك قام يزيد بن يعقوب بتحمّل الكتاب من ابن أبي عُمَير، فصارت عنده نسخة من هذا

الكتاب، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي إلى بغداد تحمّل كتاب نوادر ابن أبي عُمَير من يعقوب بن يزيد ونقله إلى قمّ، وأخرج هذا الحديث منه وذكره في كتابه المحاسن.

فتبيّن من هذا: أنّ رواية فُضَيل بن يَسَار من الروايات الصحيحة رجالياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة بَكر بن محمّد

اشارة

ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى الحِميَري في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق، عن بَكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن إسحاق، عن بَكر بن محمّد الأزدي .

ونصّ الرواية : روى بَكر بن محمّد أنّه سأله أبو عبد اللّه عليه السلام : تجلسون وتحدّثون؟ قال: نعم جُعلت فداك، قال عليه السلام:

إنّ تلك المجالس اُحبّها، فأحيوا أمرنا يا فُضَيل، فرحم اللّه من أحيا أمرنا، يا فُضَيل، مَن ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر160 .

ذكرها ابن إدريس الحلّي، والعلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي161 .

ونبدأ بتحقيق وبحث الحديث بسنديه، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

وثاقة رجال السند .

وثاقة عبد اللّه بن جعفر الحِميَري

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر الحِميَري الذي سمعتُ منه بالفتح»162 .

قال الكشّي : «قال نصر بن الصبّاح : أبو العبّاس الحِميَري، اسمه عبد اللّه بن جعفر ، كان اُستاذ أبي الحسن»163 .

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع ، الحِميَري ، أبو العبّاس ، القمّي : شيخ القمّيّين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيّف وتسعين ومئتين ، وسمع أهلها منه فأكثروا ، وصنّف كتبا كثيرة»164 .

وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر الحِميَري القمّي ، يُكنّى أبا العبّاس ، ثقة ، له كتب ».165

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «عبد اللّه بن جعفر الحِميَري» ، واُخرى في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه

بن جعفر الحِميَري ، قمّي ، ثقة»166 .

وثاقة أحمد بن إسحاق القمّي

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً: «أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري القمّي»167 .

وأورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان وافد القمّيّين، وروى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام، وكان من خاصّة أبي محمّد عليه السلام168 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان شيخ القمّيّين ووافدهم169 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الجواد، واُخرى في أصحاب العسكري عليهماالسلامقائلاً: «أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري: قمّي، ثقة»170 .

وثاقة بَكر بن محمّد الأزدي

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام ، واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام171 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «بَكر بن محمّد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي : أبو محمّد ، وجهٌ في هذه الطائفة ، من بيت جليل بالكوفة»172 .

وذكره الشيخ في فهرسته173 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «بَكر بن محمّد : أبو محمّد الأزدي الكوفي، عربي ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «بَكر بن محمّد الأزدي : له كتاب ».

وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «بَكر بن محمّد الأزدي : له كتاب ، من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ».

ورابعةً فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «بَكر بن محمّد الأزدي : روى عنه العبّاس بن معروف»174 .

وذكر الكشّي أنّه كان خيّرا فاضلاً ، وأنّ بَكر بن محمّد الأزدي كان ابن أخى سَدير ، وذلك لرواية رواها بالإسناد عن ابن أبي عُمَير ، عن بَكر بن محمّد ، قائلاً : «حدّثني عمّي سَدير»175 .

ولذلك ذهب ابن داود والعلاّمة إلى أنّ المُسمّى ببكر بن محمّد اثنان ، أحدهما :

بَكر بن محمّد بن العبد، كان ثقة ، وثانيهما : بَكر بن محمّد الأزدي ، ابن أخي سَدير الصيرفي176 .

وأكّد المحقّق الأردبيلي إلى وقوع تصحيف في نسخة رجال الكشّي في سند الرواية التي رواها الكشّي ، حيث ذكر عن رجال الكشّي : عن بَكر بن محمّد ، قال : «حدّثني عمّي سَدير» ، ولكنّ الصحيح هو «حدّثني عمّي شديد»177 .

ويؤيّده ما ذهب النجاشي إليه من أنّ عمومة بَكر بن محمّد : شديد وعبد السلام ، وعليه فبكر بن محمّد واحد وهو ثقة178 .

فتحصّل ممّا ذكرنا: أنّ هذا الحديث بسنده الأوّل صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب بَكر بن محمّد الأزدي الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر لبكر بن محمّد الأزدي كتاباً، وكان هذا الكتاب مشهوراً معتمداً، حيث قام عدّة من قدماء أصحابنا بروايته.

ثمّ إنّ النجاشي يذكر طريقه إلى كتاب بَكر بن محمّد، عن ابن شاذان القزويني، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار، عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أحمد بن إسحاق القمّي، عن بَكر بن محمّد179 .

ونجد في السند الأوّل لهذا الحديث أنّ الحِميَري روى عن أحمد بن إسحاق، عن بَكر بن محمّد، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ هذا الحديث إنّما ذُكر في كتاب بَكر بن محمّد. والظاهر أنّ بَكر بن محمّد الأزدي سافر إلى المدينة والتقى بالإمام الصادق عليه السلام، وسمع كلام الإمام عليه السلام، ولمّا رجع إلى الكوفة كتب هذا الحديث في كتابه، ولمّا سافر أحمد بن إسحاق القمّي إلى الكوفة وسمع هذا

الكتاب من بَكر بن محمّد نقله إلى مدينة قمّ.

ثمّ إنّ الحِميَري قام بتحمّل كتاب بَكر بن محمّد عن إسحاق بن محمّد، ولمّا أراد أن يكتب كتابه قرب الإسناد أخذ هذا الحديث من كتاب بَكر بن محمّد وذكره في كتابه.

وكيف كان، فإنّ الحديث كان في أصله كوفياً، وبعد ذلك صار قميّاً، فإنّ أحمد بن إسحاق والحِميَري قمّييان.

فتحصّل من هذا: أنّ كتاب بَكر بن محمّد كان عند الحِميَري، وأنّه قد تحمّل هذا الكتاب من طريق صحيح.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن إسحاق القمّي، عن بَكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة ابن الوليد القمّي

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد : أبو جعفر ، شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قمّ وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه»180 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي : جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به»181 .

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي : جليل القدر ، بصير بالفقه ، ثقة ، يروي عن الصفّار وسعد ، وروى عنه التلّعُكبَري ، وذكر أنّه لم يلقه ، لكن وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر بن الحسين المؤمن بجميع رواياته ، أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جِيد بجميع رواياته»182 .

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال183، وابن داود في رجاله184 .

وثاقة محمّد بن الحسن الصفّار

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «محمّد بن الحسن

بن فَرّوخ : الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عُبَيد اللّه بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري : أبو جعفر ، الأعرج ، كان وجها في أصحابنا القمّيّين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب»185 .

وذكره الشيخ في فهرسته ، بعنوان «محمّد بن الحسن الصفّار : قمّي»186 .

وذكره في رجاله في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسن الصفّار : له إليه مسائل ، يُلقّب ممولة»187 .

فتبيّن من هذا: أنّ الحديث بسنده الثاني أيضاً صحيح أعلائي.

والظاهر أنّ السند الثاني للحديث في الواقع طريق آخر إلى كتاب بَكر بن محمّد الذي بسطنا الكلام فيه، ففي الواقع أنّ محمّد بن الحسن الصفّار تحمّل كتاب بَكر بن محمّد عن أحمد بن إسحاق، كما أنّ ابن الوليد سمع هذا الكتاب من الصفّار، وأنّه وصل كتاب بَكر بن محمّد إلى الشيخ الصدوق بطريقٍ صحيح، وطريق اُستاذه ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن إسحاق، عن بَكر بن محمّد.

فالشيخ الصدوق لمّا أراد أن يكتب ثواب الأعمال أخذ هذا الحديث من كتاب بَكر بن محمّد وذكره في كتابه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: صحّة هذا الرواية رجالياً وفهرستياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة محمّد بن مسلم

اشارة

ولهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

السند الأوّل: روى الشيخ الصدوق عن ابن المتوكّل، عن الحِميَري، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

السند الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن الحكيم بن داود، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن الحسن بن علي، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

السند الثالث: روى ابن قُولَوَيه

عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

ونصّ الرواية : روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام، أنّه قال:

كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: أيُّما مؤنٍ دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي دمعةً حتّى تسيل على خدّه، بوّأه اللّه بها في الجنّة غُرَفاً يسكنها أحقاباً، وأيُّما مؤنٍ دمعت عيناه دمعاً حتّى يسيل على خدّه لأذىً مسّنا مِن عدوّنا في الدنيا، بوّأه اللّه مُبوّأ صدقٍ في الجنّة، وأيُّما مؤنٍ مسّه أذىً فينا فدمعت عيناه حتّى يسيل دمعه على خدّيه من مَضاضة188 ما أوذي فينا، صرف اللّه عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار189 .

ولم يُذكر في السند الثالث ذيل الحديث.

ورواها السيّد ابن طاووس مرسلاً، وذكرها العلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي، والشيخ الحويزي190 .

ونبدأ بتحقيق وبحث الحديث بأسانيده الثلاثة، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن ابن المتوكّل، عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة محمّد بن موسى المتوكّل

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله قائلاً: «محمّد بن موسى بن المتوكّل: روى عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، روى عنه ابن بابَوَيه»191 .

ووثّقه ابن داود في رجاله قائلاً: «محمّد بن موسى المتوكّل: ثقة»192 .

وكذا العلاّمة في خلاصة الأقوال193 .

وترحّم عليه الشيخ الصدوق في أكثر من 120 موضعاً194 .

ولقد أكثر الشيخ الصدوق الرواية عنه، فنجد أنّه روى في مشيخة كتاب الفقيه أكثر من أربعين موضعاً عن هذا الشيخ195 . والإنصاف أن نقول: إنّ لمحمّد بن موسى المتوكّل شأناً عظيماً في نقل

التراث الحديثي إلى الشيخ الصدوق.

وقال السيّد ابن طاووس عند ذكر رواية في طريقها محمّد بن موسى المتوكّل: «ورواة الحديث ثقاة بالاتّفاق»196 .

ووثّقه السيّد الخوئي عند تعرّضه لطريق الشيخ الصدوق إلى إسماعيل بن مهران، قائلاً: «والطريق صحيح، فإنّ محمّد بن موسى المتوكّل ثقة بالاتّفاق»197 .

وثاقة الحسن بن محبوب

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام، تارةً مع وصفه بالسرّاد ، واُخرى مع وصفه بالزرّاد198 .

ومدحه الكشّي ، وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم199 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسن بن محبوب السرّاد، ويقال له : الزرّاد ، ويُكنّى أبا علي ، مولى بَجِيلة ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، ويعدّ في الأركان الأربعة في عصره»200 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام، واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلامقائلاً : «الحسن بن محبوب السرّاد : مولىً لبَجِيلة ، كوفيّ ، ثقة»201 .

وثاقة العلاء بن رَزِين

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «العلاء بن رَزين : مولىً ، كوفيّ»202 .

أورده النجاشي في رجاله مع وصفه بالقلاّء. وذكر أنّه صحب محمّد بن مسلم وتفقّه عليه، وكان ثقةً وجهاً203 .

ووثّقه الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان جليل القدر204 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «العلاء بن رَزين القَلاّء : مولى ثقيف ، كوفيّ»205 .

وثاقة محمّد بن مسلم الثقفي

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الثقفي : طائفيّ ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم بن رَبَاح ، ثمّ الثقفي الطائفي ،

ثمّ انتقل إلى الكوفة ، عربيّ ، والعامّة تروي عنه وكان منّا ، وأنس الراوي يروي عنه»206 .

وعدّه الكشّي ممّن اجتمعت العصابة على تصديقهم والانقياد لهم بالفقه207 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن مسلم بن رَبَاح : أبو جعفر ، الأوقص ، الطحّان ، مولى ثقيف الأعور ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، ورع ، صحب أبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهماالسلام وروى عنهما ، وكان من أوثق الناس»208 .

وذكره الشيخ في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الثقفي الطحّان : طائفي ، وكان أعور ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم بن رَبَاح الثقفي : أبو جعفر ، الطحّان ، الأعور ، اُسند عنه ، قصير ، دحداح209 ، روى عنهما عليهماالسلام ، وأروى الناس عنه العلاء بن رَزِين القلاّء ، مات سنة خمسين ومئة وله نحو من سبعين سنة» .

وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الطحّان : لقي أبا عبد اللّه عليه السلام»210 .

ولا يخفى عليك أنّه ليس لعبد اللّه بن محمّد بن عيسى (الذي كان مشهوراً ببنان) توثيق صريح، وهذا لا يضرّ بصحّة الحديث ؛ لأنّ أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري (الذي كان ثقةً جليلاً) روى هذه الرواية أيضاً في هذه الطبقة.

فتحصّل ممّا ذكرنا: أنّ هذا الحديث صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب العلاء بن رَزِين القلاّء الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجد أنّهما ذكرا أنّ لعلاء بن رَزِين كتاباً وروى

هذا الكتاب الحسن بن محبوب211.

وقد قال الشيخ الطوسي في فهرسته عند ذكر كتب الحسن بن محبوب: «له كتاب، وهو أربع نسخ، منها رواية الحسن بن محبوب»212.

ثمّ إنّ الشيخ روى كتاب العلاء بن رَزِين من طريق الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق، عن والده وابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين213.

وقد روى النجاشي كتاب العلاء بن رَزِين بالإسناد عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين214 .

وهذا إن دلّ على شيء دلّ على أنّ هذه الرواية إنّما ذُكرت في كتاب العلاء بن رَزِين.

فالعلاء بن رَزِين سمع هذا الحديث من محمّد بن مسلم فأدرجه في كتابه، ثمّ قام الحسن بن محبوب بتحمّل كتاب العلاء بن رَزِين واستنسخه.

وهذه النسخة نسخة كوفية ؛ لأنّ الحسن بن محبوب كان كوفياً، ولمّا وصل الأمر إلى أحمد بن محمّد بن عيسى ، خرج من مدينة قمّ لطلب الحديث، فدخل الكوفة فسمع كتاب العلاء من الحسن بن محبوب، ونقله إلى مدينة قمّ، فوصل الكتاب إلى مدرسة قمّ من طريق أحمد بن محمّد بن عيسى.

والظاهر أنّ عبد اللّه بن محمّد بن عيسى الذي كان مشهوراً ببنان _ أيضاً _ سافر إلى الكوفة ونقل الكتاب إلى مدينة قمّ، وبعد ذلك قام الحِميَري بتحمّل كتاب العلاء من أحمد بن محمّد بن عيسى، كما أنّ ابن المتوكّل تحمّله من الحِميَري، ونقل ابن المتوكّل كتاب العلاء للشيخ الصدوق.

فقد يكون في الواقع أنّ كتاب العلاء بن رَزِين كان عند الشيخ الصدوق، وأنّه لمّا أراد أن يكتب كتابه ثواب الأعمال أخذ هذا الحديث

من كتاب العلاء وذكره في كتابه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: صحّة هذه الرواية بسندها الأوّل رجالياً وفهرستياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الاعتبار.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن الحكيم بن داود، عن سَلَمة بن الخطّاب، عن الحسن بن علي، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

وثاقة ابن قُولَوَيه، والعلاء، ومحمّد بن مسلم، والآن نتعرّض لبقيّة رجال السند ، فنقول :

وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه فهو بالنتيجة ثقة215 .

أمّا سَلَمة بن الخطّاب البَرَاوِستاني216 فقد ذكر النجاشي أنّه كان ضعيفا في حديثه217 ؛ والمراد من «ضعيف في حديثه» الضعف في رواية الراوي، لا ضعف فينفسه218 . فيفهم من تقييد الضعف بالحديث عدم القدح في عدالة الراوي219 .

وأمّا الحسن بن علي الوشّاء، فقد ذكر النجاشي أنّه كان من وجوه هذه الطائفة220 .

والحاصل من هذا: أنّ الرواية مصحّحة بحكيم بن داود.

كما أنّ السند الثاني للحديث طريق آخر إلى كتاب العلاء بن رَزِين، فإنّ الحسن بن الوشّاء الكوفي روى كتاب العلاء، كما أنّ سَلَمة بن الخطّاب نقل هذا الكتاب، وتحمّله حكيم بن داود عنه، ونقله لابن داود.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه221، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين، عن محمّد بن مسلم.

ولكن ليس للحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى الأشعري توثيق صريح، نعم إنّه كان من مشايخ ابن قُولَوَيه، وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه فهو ثقة، وإلاّ فلا.222

وأيضاً قد سبق أنّه ليس لعبد اللّه بن محمّد بن عيسى (الذي كان مشهوراً ببنان) توثيق صريح، فيما صرّح ابن داود في رجاله بأنّه مهمل223 ؛ وعليه فالرواية بسندها الرابع لا تكون صحيحة.

والظاهر أنّ هذا السند طريق آخر إلى كتاب العلاء بن رَزِين، فإنّ عبد اللّه بن محمّد بن عيسى سافر إلى الكوفة وسمع كتاب العلاء من الحسن بن محبوب ونقله إلى قمّ،

ثمّ قام ابنه الحسن بنقل هذا الكتاب من والده عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك سمع ابن قُولَوَيه منه كتاب العلاء بن رَزِين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ هذه الرواية صحيحة بسندها الأوّل، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الاعتبار.

صحيحة معاوية بن وهب

روى الشيخ الطوسي في أماليه عن الشيخ المفيد، عن ابن قُولَوَيه، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الأنصاري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام:

كلّ الجزع والبكاء مكروه، سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام224 .

رواها العلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي225 .

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة الشيخ الطوسي

ذكره النجاشي في رجاله، وصرّح بأنّه كان جليلاً في أصحابنا، ثقة، عين226 .

وهو رئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم الشأن، ولقد أجاد ابن داود حين قال: «أوضح من أن يوضّح حاله»227 .

وثاقة الشيخ المفيد

أورده النجاشي في رجاله بعنوان «محمّد بن محمّد بن النعمان» وذكر أنّ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم228 .

وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته قائلاً: «انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام»229 .

وثاقة أبي محمّد الأنصاري

أورده النجاشي في رجاله بعنوان «عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري»، وذكر أنّه كان من شيوخ أصحابنا230 .

وذكره الشيخ في فهرسته231 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «عبد اللّه بن إبراهيم»232 .

ثمّ لا يخفى عليك أنّ تعبير النجاشي في وصفه بأنهّ كان من شيوخ أصحابنا، يدلّ على وثاقته ؛ لأنّ أصحابنا القدماء كانوا يستعملون هذا التعبير فيمن يكون مستغنياً عن التوثيق لشهرته، وإيماءً إلى أنّ التوثيق دون مرتبته ومنزلته233 .

وثاقة

معاوية بن وهب

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «معاوية بن وهب البَجَلي : كوفي ، عربي ، وكان معاوية يُكنّى أبا القاسم»234 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «معاوية بن وهب البَجَلي : أبو الحسن ، عربي ، صميمي ، ثقة ، حسن الطريقة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام»235 .

وذكره الشيخ في فهرسته236 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «معاوية بن وهب البَجَلي الكوفي : أبو الحسن»237 .

والحاصل من هذا: أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، فالحديث صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر للحسن بن محبوب الذي كان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا إلى ترجمة الحسن بن محبوب في فهرست الشيخ نجد أنّه ذكر للحسن بن محبوب كتاب النوادر، كما ويُستفاد من كلام الشيخ الطوسي أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى روى كتب الحسن بن محبوب238 .

وكيف كان، فإنّ أبا محمّد الأنصاري سمع هذا الحديث من معاوية بن وهب ونقله للحسن بن محبوب، ولمّا أراد الحسن بن محبوب أن يكتب كتابه النوادر ذكر هذا الحديث في كتابه، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي الحسن بن محبوب وتحمّل نوادره ونقله إلى قمّ، وبعد ذلك تحمّل سعد بن عبد اللّه هذا الكتاب من أحمد بن محمّد بن عيسى، كما أنّ محمّد بن قُولَوَيه سمع الكتاب من سعد ونقله لابنه جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه، ثمّ سمع الشيخ المفيد هذا الكتاب من أستاذه جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه

ونقله للشيخ الطوسي.

وبالجملة: أنّه كان عند الشيخ الطوسي نسخة من كتاب النوادر للحسن بن محبوب بطريق صحيح، وأنّه نقل هذا الحديث الشريف من ذلك الكتاب.

تتميم الفصل الثاني

اشارة

ذكرنا أحاديث صحيحة في فضل البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ، والآن نتعرّض لبيان الأحاديث المصحّحة التي وردت في هذا المجال تتميماً للفائدة.

ومرادنا من الرواية المصحّحة: هي الرواية التي لم يكن لبعض رواتها توثيق خاصّ في الكتب الرجالية، ولكن نثبت توثيقها من التوثيقات العامّة.

ومرادنا من التوثيق الخاصّ: هو التوثيق الوارد في حقّ شخص من دون أن تكون هناك ضابطة خاصّة تعمّه وغيره، وبإزائه التوثيقات العامّة؛ والمراد منها توثيق جماعة من الرواة تحت ضابطة معيّنة .

وبما أنّنا أثبتنا توثيق بعض رجال الأسانيد مستدلّين بأنّهم كانوا من مشايخ ابن قُولَوَيه ومشايخ ابن أبي عُمَير، فلا بدّ لنا من تمهيد مقالين في هذه الجهة:

التمهيد الأوّل: مشايخ ابن قُولَوَيه

وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه الذين روى هو عنهم بلا واسطة، والأصل في ذلك ما ذكره ابن قُولَوَيه في مقدّمة كتابه كامل الزيارات، حيث قال: «وأنا مبيّن لك _ أطال اللّه بقاءك _ ما أثاب اللّه به الزائر لنبيّه وأهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين ، بالآثار الواردة عنهم ... لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته ، ولا أخرجتُ فيه حديثا روي عن الشذّاذ من الرجال»239 .

فيقع الكلام في بيان مراد ابن قُولَوَيه من قوله: «ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا »، في قولين :

وثاقة جميع من وقع في الأسانيد : ذهب الشيخ الحرّ إلى أنّ ظاهر كلام ابن قُولَوَيه هو توثيق كلّ مَن ذُكر في أسانيد كتابه ، بل كونهم من المشهورين بالحديث والعلم240 .

وثاقة من ذُكر في طريق ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات ، إلاّ أن يُبتلى بمعارض241 .

وثاقة أكثر من 380 راوٍ . وقد بنى على هذا المبنى السيّد الخوئي في معجمه ، وصرّح

به في مواضع عديدة من كتابه ، لكنّه عدل عن هذا المبنى في أواخر عمره الشريف .

ولا يمكن البناء على إطلاق هذا القول ، فإنّ ابن قُولَوَيه روى عن مثل عمرو بن شمر الجُعفي الذي أجمع أصحابنا القدماء على تضعيفه242 .

وثاقة خاصّة مشايخ ابن قُولَوَيه : استظهر المحدّث النوري في مستدركه أنّه نصّ على توثيق كلّ من صدر بهم سند أحاديث كتابه ، لا كلّ من ورد في إسناد الروايات ، وصرّح بهذا الأمر في موضعين ، فقال أوّلاً : «إنّ المهمّ في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدّمنا من مشايخ الأجلّة ، فإنّه قال في أوّل الكتاب _ بعد نقل عبارة ابن قُولَوَيه _ : فتراهُ نصّ على توثيق كلّ من روى عنه فيه ، بل كونه من المشهورين في الحديث والعلم ، ولا فرق في التوثيق بين النصّ على أحدٍ بخصوصه أو توثيق جمع محصور بعنوانٍ خاصّ ، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكّيا ومعدّلاً»243 .

وثاقة محمّد بن جعفر الرزّاز: «ويشير إلى وثاقته، بل يدلّ عليها كونه من مشايخ الشيخ جعفر بن قُولَوَيه ، وقد أكثر مِن الرواية عنه في كامله، مع تصريحه في أوّله بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقات مشايخه»244 .

والذي يقتضيه التحقيق هو القول الثاني، وبناءً على هذا القول أثبتنا صحّة الروايات التي سنذكرها في المقام.

التمهيد الثاني: مشايخ ابن أبي عُمَير

اشتهر بين أصحابنا أنّ محمّد بن أبي عُمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي، لا يروون وثاقة، وهذه نتيجة رجالية تترتّب على هذه القاعدة.

والأصل في ذلك ما ذكره الشيخ في عدّة الاُصول، حيث قال: «وإذا كان أحد الراويين

مسنداً والآخر مرسلاً، نُظر في حال المرسل، فإن كان ممّن يُعلم أنّه لا يرسل إلاّ عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عُمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، وغيرهم من الثقات الذين عُرفوا بأنّهم لا يروون ولا يرسلون إلاّ عمّن يوثق به، وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم.

فأمّا إذا لم يكن كذلك ويكون ممّن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنّه يقدّم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقّف في خبره إلى أن يدلّ دليل على وجوب العمل به»245 .

والحاصل من هذا: أنّ الشيخ الطوسي اطّلع على نظرية مجموعة كبيرة من علماء الطائفة وفقهائهم في مورد توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير وصفوان والبَزَنطي، وفي الواقع الشيخ يحكي اطّلاعه على عدد كبير من العلماء، يزكّون عامّة هؤاء المشايخ الثلاثة، ولأجل ذلك يسوّون بين مراسيلهم ومسانيدهم.

هذا والنجاشي صرّح بأنّ قدماء أصحابنا كانوا يسكنون إلى مراسيل ابن عُمير، وإليك نصّ كلامه: «روي أنّه حبسه المأمون حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد، وقيل: إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله»246 .

فالنجاشي وافق الشيخ الطوسي في هذا التوثيق العامّ في خصوص محمّد بن أبي عُمير، وكان يعتقد أنّ قدماء أصحابنا كانوا يعتقدون توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير، ولأجل ذلك يعتمدون على مراسيله.

تذكرة

اشارة

وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه ومشايخ ابن أبي عُمَير، وهي : مصحّحة أبي بصير،

ومصحّحة هارون بن خارجة، ومصحّحة ابن فضّال، ومصحّحة عبد اللّه بن غالب.

وإليك تفصيل الكلام في تحقيق هذه المصحّحات الأربعة:

المصححة الاُولى: مصحّحة ابن فضّال

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام وعلل الشرائع و الأمالي، عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن بكران النقّاش ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، قال:

مَن ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء، قضى اللّه له حوائج الدنيا والآخرة، ومَن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينه، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر فيه لمنزله شيئاً، لم يُبارَك له فيما ادّخر، وحُشر يوم القيامة مع يزيد وعُبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد _ لعنهم اللّه _ إلى أسفل دركٍ من النار247 .

رواها الفتّال النيشابوري، وابن شهر آشوب، والسيّد ابن طاووس، والحرّ العاملي ، والعلاّمة المجلسي248 .

وروى الشيخ الصدوق هذه الرواية عن ثلاثة من مشايخه:

1 _ أحمد بن الحسن القطّان، المعروف بابن عبد ربّه الرازي249 .

2 _ محمّد بن بَكران النقّاش250 .

3 _ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني251 .

وكلّ واحد من هؤاء من مشايخ الإجازة، ولم يوثّقوا صريحاً في كتب الرجال، ومع ذلك يمكن تصحيح هذه الرواية.

وبيان ذلك: إنّ السيّد الخوئي في بحث كراهية إتيان الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها، قد ذكر الرواية التي رواها الشيخ الصدوق في كمال الدين عن محمّد بن أحمد الشيباني وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وعلي بن عبد اللّه الورّاق، وقال : «إنّ هذه الرواية وإن لم تكن

صحيحة على الاصطلاح ؛ لعدم توثيق كلّ واحد من مشايخة الذين قد أطبقوا على نقل الرواية، إلاّ أنّ رواية كلّ من مشايخه الأربعة الرواية التي رواها الآخر، تستتبع تعاضد بعضها ببعض، وقد رواها في كمال الدين عن محمّد بن أحمد السنائي وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم المؤّب وعلي بن عبد اللّه الورّاق، ورجّحها على الرواية الناهية. ومن البعيد جدّاً أن تكون رواياتهم مخالفة للواقع بأجمعها بأن يكذّب جميعهم»252 .

فيستفاد من كلام السيّد الخوئي أنّه إذا نقل جمع من مشايخ الصدوق رواية فلنا الاعتماد عليها.

ثمّ إنّا نجد في المقام أنّ ثلاثة من مشايخ الصدوق قد رووا هذه الرواية، ولذلك نحن نطمئنّ إلى هذا الطريق، فإنّه من البعيد جدّاً _ كما قال السيّد الخوئي _ أن يكذّب جمعهم، وسيأتي بيان أكثر في تحليلنا الفهرستي.

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة أحمد بن محمّد بن سعيد

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد اللّه بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السَّبيعي الهمداني: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفياً زيدياً جارودياً على ذلك حتّى مات، وذكره أصحابنا؛ لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته»253 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد اللّه بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السَّبيعي الهمداني، المعروف بابن عُقدة الحافظ ، أخبرنا بنسبه أحمد بن عبدون، عن محمّد بن أحمد بن الجُنَيد. وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يُذكر،

وكان زيدياً جارودياً وعلى ذلك مات، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا؛ لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم»254 .

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً: «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني السَّبيعي الكوفي ، المعروف بابن عُقدة، يُكنّى أبا العبّاس، جليل القدر، عظيم المنزلة، له تصانيف كثيرة، ذكرناها في كتاب الفهرست، وكان زيدياً جارودياً، إلاّ أنّه روى جميع كتب أصحابنا، وصنّف لهم وذكر اُصولهم، وكان حفظة، سمعت جماعة يحكون أنّه قال: أحفظُ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وأذاكر بثلاثمئة ألف حديث»255 .

كما أنّ العلاّمة وابن داود تعرّضا لشرح حاله ووثّقاه256 .

وثاقة علي بن الحسن بن فضّال

ذكر الكشّي أنّه كان من جملة فقهاء أصحابنا، وكان من الفطحيّة257 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «علي بن الحسن بن علي بن فضّال بن عمر بن أيمن مولى عِكرِمة بن ربعي الفيّاض: أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سمع منه شيئاً كثيراً258، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّما روى عن ضعيف، وكان فطحياً، ولم يروِ عن أبيه شيئاً ، وقال: كنت أقابله _ وسنّي ثمان عشرة سنة _ بكتبه، ولا أفهم إذ ذاك الروايات، ولا أستحلّ أن أرويها عنه. وروى عن أخويه، عن أبيهما»259 .

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «علي بن الحسن بن فضّال : فطحيّ المذهب ، ثقة ، كوفيّ ، كثير العلم ، واسع الرواية والأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالاثني عشر ،

وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار، حسنة»260 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «علي بن الحسن بن فضّال» ، واُخرى في أصحاب العسكري عليه السلام مع وصفه بالكوفي261 .

وذكره العلاّمة في الخلاصة وابن داود في رجاله، وذكرا أنّه كان وجه أصحابنا بالكوفة وفقيههم262 .

وثاقة الحسن بن علي بن فضّال

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام263 .

ومدحه الكشّي وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم264 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «الحسن بن علي بن فضّال، كوفي، يُكنّى أبا محمّد بن عمر بن أيمن، مولى تيم اللّه، لم يذكره أبو عمرو الكشّي في رجال أبي الحسن الأوّل... وكان مصلاّه بالكوفة في الجامع عند الاُسطُوانة التي يقال لها السابعة، ويقال لها اُسطوانة إبراهيم عليه السلام، وكان يجتمع هو وأبو محمّد الحجّال وعلي بن أسباط، وكان الحجّال يدّعي الكلام، وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضّال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يجيبني جواباً سديداً. وكان الحسن عمره كلّه فطحياً، مشهوراً بذلك حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحقّ رضي اللّه عنه»265 .

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسن بن علي بن فضّال : كان فطحيّا يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر ، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن عليه السلام عند موته ، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين ، وهو ابن التيملي بن ربيعة بن بَكر ، مولى تيم اللّه بن ثعلبة ، روى عن الرضا عليه السلام وكان خصّيصا به ، كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهدا ، ورعا ، ثقة في الحديث وفي رواياته»266 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن علي بن فضّال : مولىً

لتيم الرباب ، كوفيّ ، ثقة»267 .

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ، ولذلك نتعرّض لبيان منهج قدمائنا في تقييم هذا الحديث الشريف، فنقول:

إنّ هذه الرواية ذُكرت في الكتاب الذي اشتهر بين أصحابنا بنسخة عن الرضا عليه السلام لعلي بن الحسن بن علي بن فضّال. وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه قال في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال: «وذكر أحمد بن الحسين رحمه اللّه أنّه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابَوَيه، وقال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، ولا يعرف الكوفيّون هذه النسخة، ولا رويت من غير هذا الطريق»268 .

فيُستفاد من كلام النجاشي :

1 _ إنّ ابن الغضائري رأى كتاباً جمع فيه أحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام.

2 _ إنّ هذه النسخة كانت في الأصل لعلي بن الحسن بن علي بن فضّال.

3 _ إنّ الشيخ الصدوق عندما سافر إلى بغداد سمع علماء الإمامية هذه النسخة منه، والظاهر أنّ هذا السفر كان بعد منصرفه من الحجّ سنة ( 355 ه )، وسمع منه شيوخ الطائفة269 .

4 _ إنّ الشيخ الصدوق نقل لشيوخ الطائفة هذه النسخة التي رواها عن جملة من مشايخه، عن ابن عُقدة الهمداني، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه.

5 _ إنّه ليس لعلمائنا البغداديّين طريق إلى هذه النسخة، وإنّهم لا يعرفونها أساساً.

6 _ إنّ شيوخ الطائفة عجبوا من هذا الطريق؛ لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ الحسن بن علي بن فضّال لم يروِ عن أبيه إلاّ بواسطة أخويه،

فيما وجدوا في هذا الطريق أنّه روى عن أبيه.

فإنّك إذا نظرت إلى سند الحديث تجد أنّ الشيخ الصدوق روى عن الطالقاني وغيره، عن ابن عُقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، وهذا الطريق هو نفس الطريق الذي أشار إليه النجاشي في رجاله.

فتبيّن من هذا: أنّ النسخة التي جمع فيها الحسن بن علي بن فضّال مجموعة من أحاديث الإمام الرضا عليه السلام كانت موجودة عند الشيخ الصدوق، فنقل منها هذا الحديث.

ونشير إلى بعض المواضع التي نقل فيها الشيخ الصدوق عن هذه النسخة في تراثنا الحديثي:

1 _ روى في أماليه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن ابن عُقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا عليه السلام270 .

2 _ وروى في الخصال بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: للإمام علامات، يكون أعلم الناس271 .

ولا يخفى عليك أنّه قال في الفقيه: وروى أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي... إلى آخر الرواية272 .

3 _ وروى في علل الشرائع بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم ؛ لأنّهم كانوا أصحاب العزائم273 .

4 _ روى بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه سأل الرضا عليه السلام: لِمَ كُنّي النبيّ صلى الله عليه و آلهبأبي القاسم؟ فقال عليه السلام: لأنّه كان له ابن يقال له قاسم274 .

5 _ كذلك بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام، قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء ، قضى اللّه له حوائج الدنيا والآخرة275 .

6 _ روى في معاني الأخبار بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام في قول اللّه : «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ»276، قال: العفو من غير عتاب277 .

7 _ كذلك روى بنفس

الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام في قول اللّه : «هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَ طَمَعًا»278، قال: خوفاً للمسافر279 .

وكيف كان، فهذه النسخة تلقّت بالقبول عند الشيخ الصدوق.

ثمّ إنّا نجد أنّ الشيخ الطوسي نقل في موردٍ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا280 .

ويذكر في المشيخة طريقه إلى أحمد بن محمّد بن سعيد هكذا: «وما ذكرته عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، فقد أخبرني به أحمد بن محمّد بن موسى، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد»281 .

والمراد من أحمد بن محمّد بن موسى: هو ابن الصَّلت الأهوازي، وهو ثقة ؛ لأنّه كان من مشايخ النجاشي282 .

بقي شيء: إنّ النجاشي في رجاله عند ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال قال: «ولم يروِ عن أبيه شيئاً، وقال: كنت أقابله وسنّي ثمان عشرة سنة بكتبه، ولا أفهم إذ ذاك الروايات ولا أستحلّ أن أرويها عنه. وروى عن أخويه، عن أبيهما»283 .

ولكن في طريق الشيخ الصدوق إلى نسخةٍ عن الرضا عليه السلام لابن فضّال، روى علي بن الحسن بن علي بن فضّال عن أبيه، وهذا لا يلائم مع ما ذكره النجاشي، فكيف التوفيق بين كلام النجاشي والطريق الذي ذكره الشيخ الصدوق؟

قال السيّد الخوئي: «فلا مناصّ من الالتزام إمّا بعدم صحّة ما ذكره النجاشي، أو بعدم صحّة هذه الروايات».

ثمّ قال: «أو يقال: إنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال لعدم فهمه الروايات لم يروِ عن أبيه فيما يرجع إلى الحلال والحرام، وأمّا روايته عنه فيما يرجع إلى اُمور اُخر كالزيارات وما يلحق بها، فلا مانع عنها، والفرق بينهما أنّ الروايات

فيما يرجع إلى الحلال والحرام تُبتلى بالمعارضات والمخصّصات والمقيّدات ونحو ذلك، فلا بدّ في فهمها من قوّة واستعداد. وأمّا ما يرجع إلى الزيارات، فيكفي في فهمها أن يكون للإنسان ثماني عشرة سنة»284 .

والحاصل من هذا: أنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال روى هذه النسخة عن أبيه، وسمع ابن عُقدة هذه النسخة. نعم، أنّ محمّد بن بَكران النقّاش القمّي لمّا سافر إلى الكوفة لطلب الحديث تحمّل هذه النسخة ونقلها إلى قمّ، فصارت النسخة قمّية، كما أنّ ثلاثة اُخر من مشايخ الشيخ الصدوق تحمّلوا هذه النسخة من ابن عُقدة، وتحمّل منهم الشيخ الصدوق.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ رواية ابن فضّال من الروايات المصحّحة رجالياً على ما حقّقناه، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية هو من المصادر المعتبرة عند مدرسة الحديث في قمّ

المصححة الثانية: مصحّحة هارون بن خارجة

اشارة

روى هارون بن خارجة رواية في المقام، ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن هارون بن خارجة.

السند الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزّاز، عن هارون بن خارجة.

ونصّ الرواية : ذكر هارون بن خارجة :

إنّا كنا عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكرنا الحسين بن علي عليه السلام وعلى قاتله لعنة اللّه، فبكى أبو عبد اللّه عليه السلام وبكينا.

ثمّ رفع رأسه عليه السلام فقال: قال الحسين بن عليّ: أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤن إلاّ بكى، قُتلت مكروباً، وحقيق علَيَّ أن لا يأتيني مكروب إلاّ ردّه اللّه وأقبله إلى أهله

مسروراً285 .

رواها العلاّمة المجلسي، والمحدّث النوري286 .

وقال العلاّمة المجلسي: «قوله "قتيل العبرة"؛ أي قتيل منسوب إلى العبرة والبكاء وسبب لها، أو أقتل مع العبرة والحزن وشدّة الحال، والأوّل أظهر»287.

ونبدأ بتحقيق وبحث الحديث بسنديه، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن ابن مُسكان، عن هارون بن خارجة.

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة علي بن الحسين السعد آبادي

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله قائلاً: «علي بن الحسين السعد آبادي: روى عنه الشيخ الكليني، وروى عنه الزُّرَاري، وكان معلّمه»288 .

وبالجملة: ليس له توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن قُولَوَيه، وقد سبق الكلام في تحقيق وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه، وعليه فالرجل ثقة.

وثاقة محمّد بن خالد البرقي

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «محمّد بن خالد البرقي» ، وفي أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «أبو عبد اللّه محمّد بن خالد البرقي : قمّي ».

وفي أصحاب الجواد عليه السلام بنفس العنوان289 .

أورده النجاشي في رجاله بعنوان «محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي البرقي الأشعري» ، وذكر أنّه كان ضعيفا في الحديث290 .

وذكره الشيخ في فهرسته291 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «محمّد بن خالد البرقي» ، واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلامقائلاً : «محمّد بن خالد البرقي : ثقة ، هؤلاء من أصحاب أبي الحسن موسى عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «محمّد بن خالد البرقي : من أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهماالسلام»292 .

وثاقة عبد اللّه بن مُسكان

عدّه البرقي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن مُسكان : من موالي عنزة»293 .

وعدّه

الكشّي ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم294 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «عبد اللّه بن مُسكان : أبو محمّد ، مولى عنزة ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام»295 .

وذكره الشيخ في فهرسته ووثّقه296 .

وذكره في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن مُسكان : مولى عنزة»297 .

وثاقة هارون بن خارجة

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «هارون بن خارجة : أخو مراد ، كوفيّ»298 .

أورده النجاشي في رجاله ووثّقه ، وصرّح بأنّ كتبه تختلف الرواة299 .

وذكره الشيخ في فهرسته300 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «هارون بن خارجة الصيرفي : مولىً ، كوفيّ ، أبو الحسن ، وأخوه مراد الصيرفي ، وابنه الحسن»301 .

والحاصل من هذا: أنّ رجال السند من الذين صُرّح بوثاقتهم، إلاّ علي بن الحسين السعد آبادي، فإنّا ذهبنا إلى وثاقته لكونه من مشايخ ابن قُولَوَيه، وعليه فالرواية مصحّحة.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزّاز، عن هارون بن خارجة.

وثاقة رجال السند، وبقي الكلام في حال أبان بن عثمان بن محمّد بن الحسين الخزّاز.

وثاقة أبان بن عثمان الأحمر

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «أبان بن عثمان الأحمر»302 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً : «أبان بن عثمان البَجَلي : مولاهم ، أصله كوفيّ، كان يسكنها تارةً والبصرة تارةً ، وقد أخذ عنه أهلها... روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى عليهماالسلام»303 .

وذكره الشيخ في فهرسته304 .

وذكره في رجاله في أصحاب

الصادق عليه السلام305 .

هذا وقد عدّه الكشّي فيمن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وذكر أنّه كان من أهل البصرة، وكان يسكن الكوفة، وكان من الناووسيّة306 .

والناووسية: أتباع رجل يقال له ناووس، وقيل : نُسبوا إلى قرية ناووسا، وذهبوا إلى أنّ الإمام الصادق حيّ بعد ولن يموت حتّى يظهر أمره، وهو القائم المهدي307 .

ولذلك ذهب العلاّمة في خلاصة الأقوال إلى أنّ أبان بن عثمان كان فاسد المذهب، وصرّح بأنّ الأقرب عنده هو قبول رواية أبان بن عثمان؛ للإجماع الذي ذكره الكشّي308 .

وأفاد ابن داود في رجاله: «إنّ أبان كان ناووسياً، فهو بالضعفاء أجدر، لكنّه ذكرته هنا لثناء الكشّي عليه وإحالته على الإجماع المذكور»309 .

هذا، وذكر السيّد الخوئي أنّه ذُكر في بعض نسخ الكشّي «كان من القادسيّة» بدل «كان من الناووسيّة» ، ثمّ قال : «الظاهر أنّ الصحيح هو الأخير ، وقد حُرّف وكُتب : وكان من الناووسيّة»310 .

ويشهد لذلك شهادة النجاشي والشيخ على أنّ أبان روى عن أبي الحسن عليه السلام ، ومع هذه الروايات _ التي روى أبان عنه عليه السلام _ كيف يمكن قبول نسبة أبان إلى الناووسيّة الذين وقفوا على أبي عبد اللّه عليه السلام ولم يقبلوا إمامة مَن بعده؟

وأمّا محمّد بن الحسين الخزّاز، فليس له توثيق صريح، وعليه فالرواية بسندها الثاني لا يمكن الاعتماد عليها.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن خالد البرقي الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

فلو راجعنا فهرست الشيخ نجد أنّه ذكر أنّ لمحمّد بن خالد البرقي كتاب النوادر، ورواه بالإسناد الأوّل عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن محمّد بن خالد جميعاً،

عنه311 .

ومراد الشيخ الطوسي من الإسناد الأوّل: عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن محمّد بن خالد.

كما أنّ النجاشي روى كتب محمّد بن خالد من طريق ابن نوح، عن الحسن بن حمزة الطبري، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن خالد البرقي312 .

ونجد في هذه الرواية أنّه روى ابن قُولَوَيه بالإسناد عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي وأحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ هذه الرواية إنّما ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن خالد البرقي.

والظاهر أنّ محمّد بن خالد سمع هذا الحديث عن عبد اللّه بن مُسكان وأبان بن عثمان، وذكره في كتابه النوادر، ثمّ وصل هذا الكتاب إلى ابن قُولَوَيه بطريق اُستاذه علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وبطريق ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

فيبدو أنّه كان عند ابن قُولَوَيه نسختان من كتاب النوادر لمحمّد بن خالد البرقي، وهما نسخة أحمد الأشعري، ونسخة أحمد البرقي.

والحاصل من هذا: أنّ كتاب النوادر لمحمّد بن خالد البرقي كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه قد تحمّل هذا الكتاب بطريقين معتبرين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ رواية هارون بن خارجة من الروايات المصحّحة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

المصححة الثالثة: مصحّحة أبي بصير

اشارة

نقل أبو بصير رواية ذُكر فيها أنّه ما من مؤمنٍ يذكر الحسين عليه السلام إلاّ واستعبر، ولهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب

عن الحكم بن مِسكين الثقفي، عن أبي بصير.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في أماليه عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مِسكين الثقفي، عن أبي بصير.

السند الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير.

ونصّ الرواية : عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه قال:

أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤن إلاّ استعبر313 .

ونبدأ بتحقيق هذه الرواية بأسانيدها الثلاث، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مِسكين الثقفي، عن أبي بصير.

وليس لمحمّد بن جعفر الرزّاز توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن قُولَوَيه، وقد سبق الكلام في وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه، وعليه فالرجل ثقة، وبقي الكلام في محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب والحكم بن مِسكين.

وثاقة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب

ذكره النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : أبو جعفر ، الزيّات ، الهمداني ، _ واسم أبي الخطّاب زيد _ ، جليل ، من أصحابنا ، عظيم القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، عين ، حسن التصانيف ، مسكون إلى روايته»314 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة»315 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «محمّد

بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات ، الكوفي : ثقة ، من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، زيّات»316 .

وثاقة الحكم بن مِسكين الثقفي

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «حكم بن مِسكين المكفوف : مولى ثقيف»317 .

وأورده النجاشي في رجاله318 ، وذكره الشيخ في فهرسته319 ، وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام320 .

وبالجملة : ليس للحكم بن مِسكين توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن أبي عُمَير، وقد سبق وثاقة مشايخ ابن أبي عُمَير، وعليه فالرجل ثقة321 .

وأمّا أبو بصير، فقد ذكرنا أنّه في هذه الطبقة مشترك بين رجلين ثقتين لا ثالث لهما، وهما: ليث بن البَختَري، ويحيى بن القاسم.

وأمّا ليث بن البَختَري المرادي، فقد عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع322، ووثّقه ابن الغضائري323.

وأمّا يحيى بن القاسم الأسدي، فلقد وثّقه النجاشي324 .

وكيف كان، فالرواية مصحّحة بمحمّد بن جعفر الرزّاز والحكم بن مِسكين.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مِسكين الثقفي، عن أبي بصير.

وثاقة رجال السند، وبقي الكلام في حال الحسين بن أحمد بن إدريس وأبيه.

وثاقة الحسين بن أحمد بن إدريس

ذكره الشيخ في رجاله مرّتين فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، تارة قائلاً: «الحسين بن أحمد بن إدريس القمّي الأشعري، يُكنّى أبا عبد اللّه، وروى عنه التلّعُكبري، وله منه إجازة ».

واُخرى قائلاً: «الحسين بن أحمد بن إدريس: روى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه»325 .

وكيف كان، ليس للحسين بن أحمد بن إدريس توثيق صريح في

كتب الرجال.

وثاقة أحمد بن إدريس

أورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان ثقةً فقيهاً في أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية326 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وصرّح بأنّه كان ثقةً صحيح الحديث327 .

وذكره في رجاله328 .

وثاقة الحسين بن أحمد بن إدريس.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية بسندها الأوّل والثاني ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الذي يعد من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا فهرست الطوسي في ترجمة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، نجد أنّه ذكر أنّ له كتاب النوادر329 . ومن هنا فإنّ أبا بصير سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، ونقله الحكم بن مِسكين، وبعد ذلك سمع محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب هذا الحديث من الحكم بن مِسكين، ثمّ لمّا أراد أن يكتب محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كتاب نوادره، ذكر هذا الحديث في كتابه.

وكتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب دوّن واُلّف في الكوفة، وبعد ذلك انتقل إلى مدرسة الحديث في قمّ بواسطة أحمد بن إدريس، كما وقام محمّد بن جعفر الرزّاز أيضاً بتحمّله من مؤلّفه.

فيبدو أنّ لكتاب محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب نسختين: نسخة ابن إدريس، ونسخة محمّد بن جعفر الرزّاز.

فوصلت نسخة محمّد بن جعفر الرزّاز إلى ابن قُولَوَيه، ووصلت نسخة أحمد بن إدريس إلى الشيخ الصدوق.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير.

وقد سبق توثيق بعض رجال السند، وبقي الكلام في حال الحسن بن موسى الخشّاب، وإسماعيل

بن مهران، وعلي بن أبي حمزة.

وثاقة الحسن بن موسى الخشّاب

أورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان من وجوه أصحابنا ، مشهور ، كثير العلم والحديث330 .

وذكره الشيخ في فهرسته331 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب العسكري عليه السلام مقتصرا على قوله : «الحسن بن موسى الخشّاب» ، واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «الحسن بن موسى الخشّاب : روى عنه الصفّار»332 .

وثاقة إسماعيل بن مهران السَّكوني

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «إسماعيل بن مهران»333 .

وذكر الكشّي أنّه كان تقيّا ، ثقةً ، خيّرا ، فاضلاً334 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً : «إسماعيل بن مهران بن أبي نصر ، السَّكوني ، _ واسم أبي نصر زيد _ ، مولىً ، كوفيّ ، يُكنّى أبا يعقوب ، ثقة ، معتمد عليه ، روى عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام»335 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان ثقة ، معتمد عليه336 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام337 .

وثاقة علي بن أبي حمزة البطائني

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «علي بن أبي حمزة البطائني : مولى الأنصار ، كوفيّ ، _ واسم أبي حمزة سالم _ ، وكان علي قائد أبي بصير ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «علي بن أبي حمزة البطائني ، الأنصاري ، البغدادي»338 .

وأورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم ، وأنّه كان أحد عُمد الوقف339 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وصرّح بأنّه كان واقفيّ المذهب340 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «علي بن أبي حمزة البطائني : مولى الأنصار ، كوفيّ

».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «علي بن أبي حمزة البطائني ، الأنصاري : قائد أبي بصير ، واقفيّ ، له كتاب»341 .

وبالجملة : ليس له توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن أبي عُمَير، فإنّ ابن أبي عُمَير روى في وثاقة مشايخ ابن أبي عُمَير، وعليه فالرجل ثقة342 .

والظاهر أنّ قدماء أصحابنا قد أخذوا وسمعوا من علي بن أبي حمزة البطائني قبل وقفه وانحرافه.

وبالجملة: أنّ هذا الحديث بسنده الثالث مصحّح، ونحن نستظهر أنّه كان مذكوراً بسنده الثالث في كتاب النوادر لسعد بن عبد اللّه الأشعري.

وبيان ذلك: لو راجعنا رجال النجاشي نجده قد ذكر لسعد بن عبد اللّه كتاب النوادر، وروى كتب سعد عن طريق الشيخ المفيد وغيره، عن ابن قُولَوَيه (صاحب كامل الزيارات)، عن أبيه، عن سعد، وهو نفس الطريق الموجود في السند الثالث للرواية343 .

وكيف كان، فسعد بن عبد اللّه ذكر هذه الرواية في كتابه النوادر، وبعد ذلك قام والد صاحب كامل الزيارات بتحمّل هذا الكتاب وسماعه من مؤلّفه ونقله لولده.

والحاصل من هذا: أنّ كتاب المزار لسعد كان عند ابن قُولَوَيه وأنّه قام بإخراج الحديث منه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ الرواية مصحّحة بسندها الأوّل والثالث، وأنّها كانت مذكورة في مصدرين من المصادر الأوّلية للحديث، وهما: كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وكتاب النوادر لسعد بن عبد اللّه الأشعري.

المصحّحة الرابعة: مصحّحة عبد اللّه بن غالب

روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن ابن أبي عُمَير، عن عبد اللّه بن حسّان، عن عبد اللّه بن علي بن شُعبة الحلبي، عن عبد اللّه بن غالب، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلامفأنشدته مرثية الحسين عليه السلام، فلمّا

انتهيت إلى هذا الموضع :

لَبليّةٌ تَسقُو حسيناً بمِسقاةِ/ الثَّرى غيرِ التُّرابِ فصاحت باكية من وراء الستر: «وا أبتاه»344 .

رواها العلاّمة المجلسي، والمحدّث النوري345 .

وثاقة ابن قُولَوَيه، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وابن أبي عُمَير، كما أشرنا أنّه ليس لمحمّد بن جعفر وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة عبد اللّه بن حسّان

ليس له توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن أبي عُمَير (حيث نجد في هذه الرواية أنّ ابن أبي عُمَير وثاقة مشايخ ابن أبي عُمَير، وعليه فالرجل ثقة.

وثاقة عُبيد اللّه بن علي الحلبي

عدّه البرقي في رجاله ، بعنوان «عُبَيد اللّه بن علي الحلبي» ، وذكر أنّه كان ثقةً صحيحا ، وذكر أنّ له كتاباً، وهو أوّل كتاب صنّفه الشيعة346 .

وأورده النجاشي في رجاله بعنوان «عُبَيد اللّه بن علي بن أبي شُعبة الحلبي» ، ووثّقه347 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّ له كتابا مصنّفّا معوّلاً عليه348 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عُبَيد اللّه بن علي بن أبي شُعبة : الحلبي ، الكوفي ، مولى بني عجل349 ».

وثاقة عبد اللّه بن غالب الأسدي

وثّقه النجاشي في رجاله في ترجمة أخيه إسحاق بن غالب350 .

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً: «عبد اللّه بن غالب الأسدي الذي قال له أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ مَلَكاً يُلقي عليك، وإنّي لأعرف ذلك الملك»351 .

فالرواية مصحّحة بمحمّد بن جعفر الرزّاز، وعبد اللّه بن حسّان. والظاهر أنّ هذه المصحّحة كانت مذكورة في كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب على شرحٍ بيّناه فيما سبق، وأنّ ابن قُولَوَيه إنّما أخذ هذه الرواية من ذلك الكتاب .

وأخيراً نختم هذا الفصل من الكتاب بذكر بعض الأحاديث التي

يبدو أنّ مضمونها قريب من هذه الأحاديث التي ذكرناها:

الحديث الأوّل: عن أبي يحيى الحذّاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: نظر أمير المؤنين عليه السلام إلى الحسين عليه السلام فقال: يا عبرة كلّ مؤن، فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يا بني352 .

الحديث الثاني: عن أبي عُمَارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين عليه السلام عند أبي عبد اللّه عليه السلام في يومٍ قطّ فرُئي أبو عبد اللّه عليه السلاممتبسّماً في ذلك اليوم إلى الليل، وكان عليه السلاميقول: الحسين عليه السلام عبرة كلّ مؤنٍ353 .

الحديث الثالث: عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال الحسين عليه السلام : أنا قتيل العبرة354 .

الحديث الرابع: عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا أبا هارون، أنشدني في الحسين عليه السلام، فأنشدته فبكى، فقال: أنشدني كما تنشدون، يعني بالرقّة، فأنشدته... فبكى، ثمّ قال: زدني، فأنشدته القصيدة الاُخرى فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر355 .

الحديث الخامس: عن أبي عُمَارة المنشد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لي: يا أبا عُمَارة، أنشدني في الحسين عليه السلام، فأنشدته فبكى، ثمّ أنشدته فبكى، ثمّ أنشدته فبكى، فواللّه ما زلت أنشده ويبكي حتّى سمعت البكاء من الدار356 .

الحديث السادس: عن أبي هارون المكفوف، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال لي: أنشدني، فأنشدته، فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، فأنشدته... فبكى وتهايج النساء357 .

الفصل الثالث بكاء الملائكة على الإمام الحسين عليه السلام

اشارة

ما أعظم مصيبة الحسين عليه السلام! حتّى أنّها أبكت الجنّ كما أبكت الإنس، وأبكت ملائكة السماوات السبع. وبكاء الملائكة ليس كبكائنا محدود بزمانٍ معيّن، إنّه بكاء أبدي لا ينتهي، فهم لا يمكنهم نسيان واقعة بهذه المظلومية أبداً.

وهذا هو سرّ خلود وبقاء هذه المظلومية على مرّ التاريخ، فما أكثر

ما جرت من ويلات ومصائب على الأفراد على طول تاريخ البشرية، ولكن ليست كيوم كربلاء كما قال الإمام الحسن عليه السلام: «لا يوم كيومك يا أبا عبد اللّه».358

انظر كم هو عظيم مقام الحسين عليه السلام عند اللّه حتّى أمر ملائكته بالبكاء عليه، وكيف لا تبكيه وهو بضعة المصطفى، ومن بشّرت الملائكة بمولده، والمدّخر ليومه ذاك؟ حتّى أعاد الإسلام إلى صفائه بعد اعوجاج حكّامه، فأخلده اللّه تعالى بأن أبكى عليه ملائكته إلى يوم القيامة. شخص تبكيه الملائكة كيف يبخل الناس بدموعهم عليه؟

ولا نقول ذلك من وحي عواطفنا، فهناك روايات كثيرة تذكر بكاء الملائكة على الحسين عليه السلام، ولا يسعنا في هذا الفصل أن نذكرها كلّها، فبعد أن انتهينا من ذكر الصحيح من الروايات التي دلّت على فضيلة البكاء عليه عليه السلام، نذكر في هذا الفصل صحيح الروايات التي تدلّ على بكاء الملائكة عليه عليه السلام.

وكما قلنا هناك أخبار كثيرة تؤيّد ذلك، وسنكتفي هنا بذكر الأحاديث والأخبار الصحيحة منها، ونخصّ ثلاثة منها، وهي: صحيحة أبي حمزة الثُّمالي، وصحيحة الفُضَيل بن يَسَار، وصحيحة ربعي بن عبد اللّه.

ومن ثمّ نتعرّض للروايات المصحّحة التي ذُكر فيها بكاء السماء والأرض على الإمام الحسين عليه السلام؛ تتميماً للفائدة.

صحيحة أبي حمزة الثُّمالي

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:

إنّ اللّه وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبرا، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيّعونه إلى أهله، ويعودونه إذا

مرض، ويصلّون عليه إذا مات359 .

ذكرها العلاّمة المجلسي، والمحدّث النوري360 .

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة الحسن بن علي بن المغيرة

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «الحسن بن علي بن عبد اللّه بن المغيرة ، البَجَلي : مولى جندب بن عبد اللّه ، أبو محمّد ، من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ثقة»361 .

وذكره الشيخ في فهرسته362 ، ووثّقه ابن داود في رجاله363 ، وكذا العلاّمة في خلاصة الأقوال364 .

وثاقة العبّاس بن عامر

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «العبّاس بن عامر بن رَبَاح : أبو الفضل ، الثقفي ، القصباني ، الصدوق ، الثقة ، كثير الحديث»365 .

وذكره الشيخ في فهرسته366 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «العبّاس بن عامر» ، واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «العبّاس بن عامر القَصَباني : روى عنه أيّوب بن نوح»367 .

وثاقة أبي حمزة الثُّمالي

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب السجّاد عليه السلام قائلاً : «أبو حمزة الثُّمالي ، ثابت بن دينار : وكنية دينار أبو صفيّة ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام، وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بنفس العنوان368 .

ووثّقه الكشّي ، وروى رواياتٍ عديدة في مدحه369 .

وأورده النجاشي بعنوان «ثابت بن أبي صفيّة : أبو حمزة الثُّمالي» ، ووثّقه ، وذكر أنّه لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأباعبد اللّه وأبا الحسن عليهم السلام ، وكان من خيار أصحابنا ومعتمدهم في الرواية والحديث370 .

وذكره الشيخ في رجاله تارةً في أصحاب السجّاد عليه السلام قائلاً : «ثابت بن أبي صفيّة ، دينار الثُّمالي الأزدي : يُكنّى أبا حمزة ، الكوفي ، مات سنة مئة وخمسين ».

واُخرى في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «ثابت بن دينار : أبو صفيّة ،

الأزدي ، الثُّمالي ، يُكنّى أبا حمزة ».

وثالثةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «ثابت بن أبي صفيّة ، دينار الأزدي ، الثُّمالي ، الكوفي : يُكنّى أبا حمزة ، مات سنة خمسين ومئة ».

ورابعةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «ثابت بن دينار» ، وقال : «اختُلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام ، روى عن علي بن الحسين ومَن بعده عليهم السلام ، له كتاب371 ».

وذكره في فهرسته قائلاً : «ثابت بن دينار : يُكنّى أبا حمزة ، الثُّمالي ، وكنية دينار أبو صفيّة ، ثقة»372 .

والحاصل من هذا: أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار للصفّار الذي كان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

فلو راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب الصفّار373 .

ثمّ إنّ الشيخ الطوسي روى جميع كتب الصفّار عن طريق جماعة من مشايخه، عن الشيخ الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفّار؛ ومعنى ذلك أنّ ابن الوليد روى كتاب المزار للصفّار أيضاً، حيث نجد في سند هذا الرواية أنّ ابن قُولَوَيه روى عن ابن الوليد عن الصفّار.

والظاهر أنّ ابن قُولَوَيه لمّا أراد أن يكتب كتاب كامل الزيارات، كان كتاب المزار للصفّار موجوداً عنده، فأخذ منه هذا الحديث وأدرجه في كتابه.

فتبيّن من هذا: أنّ رواية أبي حمزة الثُّمالي من الروايات الصحيحة رجالياً وفهرستياً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة الفُضَيل بن يَسَار

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن

الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن حَرِيز، عن الفُضَيل بن يَسَار، عن أحدهما عليهماالسلام، قال:

إنّ على قبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثٌ غُبرٌ، يبكونه إلى يوم القيامة374 .

رواها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار375 .

وثاقة صفوان بن يحيى وحَرِيز.

وثاقة صفوان بن يحيى

عدّه البرقي في رجاله ممّن نشأ في عصر الرضا عليه السلام، وذكره أيضا في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى : بيّاع السابري ، مولى بَجِيلة ، كوفيّ»376 .

وذكر الكشّي في شأنه مدائح عظيمة، وكذلك ذكر ذمّه، وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم377 .

أورده النجاشي في رجاله مع وصفه بالبَجَلي ، وذكر أنّه كان بيّاع السابري ، ووثّقه مرّتين ، وذكر أنّه كانت له منزلة شريفة عند الرضا عليه السلام ، وأنّه صنّف ثلاثين كتابا378 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «صفوان بن يحيى : مولى بَجِيلة ، يُكنّى أبا محمّد ، بيّاع السابري ، أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم ... وروى عن أبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهماالسلام»379 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى : وكيل الرضا عليه السلام ، ثقة ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى البَجَلي : بيّاع السابري ، مولىً ، ثقة ، وكيله عليه السلام ، كوفيّ ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى البَجَلي : بيّاع السابري»380 .

وثاقة حَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستاني

عدّه البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «جرير بن عبد اللّه السِّجِستاني الأزدي : عربيّ ، كوفيّ انتقل إلى سجستان فقُتل بها ، له كتب»381 .

ولقد وقع في نسخة رجال البرقي تصحيف ، حيث

ذكر «جرير» بدل «حَرِيز» .

وذكر الكشّي أنّه لم سمع أبا عبد اللّه عليه السلام إلاّ حديثا أو حديثين382 .

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «حَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستاني : أبو محمّد الأزدي، من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجِستان فعُرف بها ، وكانت تجارته في السَّمن والزيت ، قيل : روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، وقال يونس : لم يسمع أبا عبد اللّه عليه السلام إلاّ حديثين ، وقيل : روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام، ولم يثبت ذاك ، وكان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجِستان في حياة أبي عبد اللّه عليه السلام ، وروي أنّه جفاه وحجبه عنه»383 .

ووثّقه الشيخ في فهرسته384 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستاني : مولىً للأزد»385 .

والحاصل من هذا: أنّ رجال الحديث كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لصفوان بن يحيى الذي كان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

فلو راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب نوادر من جمله كتب صفوان بن يحيى386 . ثمّ إنّه روى هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان.

وكذلك روى الشيخ الطوسي في فهرسته كتب صفوان بنفس هذا الطريق الذي ذكره النجاشي في رجاله387 .

ونجد في سند هذا الرواية أنّ ابن قُولَوَيه روى عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ هذه الرواية

كانت مذكورة في كتاب صفوان.

وكيف كان، فإنّ الفُضَيل بن يَسَار _ الذي كان يسكن البصرة _ سمع هذا الحديث في سفره إلى المدينة عن الإمام الباقر أو الصادق عليهماالسلام ونقله لحريز بن عبد اللّه، وبعد ذلك سمع صفوان بن يحيى هذا الحديث الشريف من حَرِيز وذكره في نوادره، ثمّ قام محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بتحمّل كتاب صفوان.

فالحديث كان في أصله بصرياً ؛ والفُضَيل بن يَسَار كان يسكن البصرة، وبعد ذلك صار كوفياً، فإنّ حَرِيز وصفوان ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كانوا كوفيّين.

والظاهر أنّ محمّد بن الحسن الصفّار القمّي سافر إلى الكوفة فتحمّل كتاب صفوان من محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، ونقل هذا الكتاب إلى مدينة قمّ، وبعد ذلك صار الحديث قميّاً. كما أنّ ابن الوليد تحمّل كتاب صفوان من اُستاذه الصفّار، ثمّ تحمّل ابن قُولَوَيه هذا الكتاب من اُستاذه ابن الوليد، ونقل منه هذا الحديث.

وبالجملة : أنّ ابن قُولَوَيه لمّا أراد أن يكتب كتابه كامل الزيارات كان كتاب صفوان عنده موجوداً، وكان له طريق صحيح إلى هذا الكتاب، فأخذ هذا الحديث من كتاب صفوان وذكره في كامل الزيارات.

فتبيّن من هذا: أنّ رواية الفُضَيل بن يَسَار من الروايات الصحيحة رجالياً وفهرستياً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة ربعي بن عبد اللّه

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام بالمدينة:

أين قبور الشهداء؟، فقال: أليس أفضل الشهداء عندكم؟! والذي نفسي بيده، إنّ حوله أربعة آلاف ملك شُعثٌ غُبرٌ يبكونه إلى

يوم القيامة388 .

وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار389 .

وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة العبّاس بن معروف

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «العبّاس بن معروف : أبو الفضل ، مولى جعفر بن عبد اللّه الأشعري ، قمّي ، ثقة ، له كتاب الآداب، وله نوادر ، أخبرنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن العبّاس بجميع حديثه ومصنّفاته»390 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «عبّاس بن معروف : له كتب عدّة، أخبرنا بها جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عنه»391 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «العبّاس بن معروف : قمّي ، ثقة ، صحيح ، مولى جعفر بن عمران بن عبد اللّه الأشعري»392 .

وثاقة حمّاد بن عيسى

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عيسى الناب : مولى الأزد ، له قصيدة تذكر موته ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام ، وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام393 .

وذكر الكشّي أنّه كان فاضلاً ، خيّراً ، ثقة ، وعدّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم394 .

وأورده النجاشي في رجاله ووثّقه ، وذكر أنّه روى عن الكاظم والرضا عليهماالسلام395 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان ثقة ، جليل القدر396 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : ذو الناب ، مولىً ، غني ، كوفيّ ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : لقبه الناب ،

مولى الأزد ، كوفيّ ، له كتاب ».

وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان ، الناب : من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام»397 .

وثاقة ربعي بن عبد اللّه

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «أبو نعيم رِبعي بن عبد اللّه بن الجارود ، الهُذَلي : عربيّ ، بصريّ»398 .

وذكر الكشّي أنّه كان بصريّا ووثّقه399 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً : «رِبعي بن عبد اللّه بن الجارود بن أبي سَبرَة الهُذَلي : أبو نعيم ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، وصحب الفُضَيل بن يَسَار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصّيصا به»400 .

وذكره الشيخ في فهرسته401 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «رِبعي بن عبد اللّه بن الجارود العبدي ، البصري : أبو نعيم»402 .

والحاصل من هذا: أنّ جميع رجال هذا الحديث من الثقات، وعليه يكون الحديث صحيحاً أعلائياً.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجد أنّهما ذكرا من جملة كتب أحمد بن محمّد بن عيسى كتاب النوادر403 . فالنجاشي روى هذا الكتاب من طريق ابن الغضائري وابن شاذان القزويني، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد، فيما روى الشيخ الطوسي هذا الكتاب من طريق عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .

فابن قُولَوَيه في هذه الرواية روى عن أبيه، عن سعد، عن

أحمد بن محمّد بن عيسى.

وكيف كان فإنّ الحديث في أصله بصرياً وربعي بن عبد اللّه كان من أهل البصرة، والظاهر أنّه لمّا سافر في أيّام الحجّ إلى المدينة سمع الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، وبعد رجوعه من المدينة سافر إلى الكوفة ونقل الحديث لحمّاد بن عيسى.

ونحن نستظهر أنّ العبّاس بن معروف القمّي لمّا سافر إلى الكوفة سمع هذا الحديث من حمّاد بن عيسى، ثمّ سمع أحمد بن محمّد بن عيسى هذا الحديث من العبّاس بن معروف فذكره في كتابه النوادر، ثمّ تحمّل سعد كتاب النوادر من مؤلّفه أحمد بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك تحمّل محمّد بن قُولَوَيه (والد صاحب كامل الزيارات) هذا الكتاب من سعد، كما أنّ جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه (صاحب كامل الزيارات) تحمّله من والده.

فكتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى كان عند صاحب كامل الزيارات، وأنّه قام بإخراج هذا الحديث منه.

والآن نتعرّض لذكر روايات اُخرى صحيحة تؤيّد بكاء الملائكة على الإمام الحسين عليه السلام ، ونكتفى في هذا المقام بخمسة منها:

الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن ابن بَزيع، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن يحيى بن مُعمّر العطّار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام: أربعة آلاف ملك شُعثٌ غُبرٌ، يبكون الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلاّ استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلاّ شيّعوه، ولا يمرض أحد إلاّ عادوه، ولا يموت أحد إلاّ شهدوه404 .

الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام،

مثله405 .

الحديث الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن جعفر بن محمّد الرزّاز، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن نُهَيك، عن ابن أبي عُمَير، عن سَلَمة صاحب السابري، عن أبي الصبّاح الكِناني، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلاّ نفّس اللّه كربه وقضى حاجته، وأنّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قُبض شُعثاً غُبراً، يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيّعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتّبعوا جنازته406 .

الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن الحسن بن علي بن عبد اللّه، عن العبّاس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبراً، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيّعونه إلى أهله، ويعودونه إذا مرض ويصلّون عليه إذا مات407 .

الحديث الخامس: روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن الحِميَري، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن تغلب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه السلام شُعثاً غُبراً، يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه، ولا يودّعه مودّع إلاّ شيّعوه، ولا يمرض إلاّ عادوه، ولا يموت إلاّ صلّوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته408 .

تتميم الفصل الثالث

بعد أن ذكرنا بكاء الملائكة على الإمام الحسين عليه السلام، نتعرّض هنا لبيان الروايات التي ورد فيها بكاء أهل السماء والأرض عليه عليه السلام.

فما أعظمها

من مصيبة أبكت الجن والإنس والملائكة والسماوات والأرض وما بينهما، مصيبة أعزّ خلق اللّه إلى نبيّه صلى الله عليه و آله، وحجّه اللّه في السماوات والأرض.

بكته السماء والأرض منذ تلك اللحظة التي خرّ فيها على رمضاء كربلاء مضرّجاً بدمائه وقد جفّ لسانه كأنّه خشبة يابسة من شدّة العطش، وهو يجود بنفسه الزكية، يتعجّب من فعل الطواغيت الكفرة به وهم يعرفون أنّه من عترة النبيّ صلى الله عليه و آله وخيرة ولده، ومن قال بحقّه صلى الله عليه و آله : «حسين منّي وأنا منه ، أحبّ اللّه مَن أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط»، وعشرات الروايات المؤّدة التي كان النبيّ صلى الله عليه و آله يعبّر فيها عن حبّه وشغفه بالحسين عليه السلام.

لقد اضطربت السماء وماجت واحمرّت أطرفها فتلوّنت بصفرة داكنة، كأنّها تبكي دماً لمصاب هذا الزكي. وكسفت الشمس كسفة بدت فيها الكواكب نصف النهار، كما جاء في خبر رواه البيهقي : حتّى ظننّا أنّها هي، أي القيامة409 .

واسودّت السماء وظهرت الكواكب نهارا ، حتّى رؤيت الجوزاء عند العصر ، وسقط التراب الأحمر410 .

وكما ورد أيضاً في مصححّة الريّان بن شَبيب التي سبق الكلام في صحّتها : «ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله عليه السلام».

ونحن ذاكرون هنا أربعة أحاديث معتبرة، وهي: موثّقة حنان بن سدير، وموثّقة عبد الخالق بن عبد ربّه، وموثّقة أبي بصير، ومصحّحة كُلَيب بن معاوية.

وثاقة رواتها:

تذكرة

الرواية الاُولى: موثّقة حنان بن سدير

روى الحِميَري في قرب الإسناد عن محمّد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمّد، جميعاً عن حنان بن سدير في حديثٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال _ بعد ذكر فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام _ :

زوروه ولا تجفوه، فإنّه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة، وشبيه يحيى بن زكريا، وعليهما بكت السماء والأرض411 .

رواها العلاّمة المجلسي، والحرّ العاملي412 .

وكما تعلم فإنّ

كتاب قرب الإسناد الذي ألّفه عبد اللّه بن جعفر الحِميَري من الكتب المعتمدة عند أصحابنا، وهو مجموعة من الأخبار المسندة إلى المعصوم عليه السلاملقلّة وسائطه . وقد كان الإسناد العالي عند القدماء ممّا يُشدّ له الرحال وتبتهج به أعيَن الرجال ، ولذا أفردوه بالتصنيف413 .

وثاقة بقيّة رجال السند.

وثاقة محمّد بن عبد الحميد

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «محمّد بن عبد الحميد العطّار»414 .

وأورده النجاشي في رجاله بعنوان «محمّد بن عبد الحميد بن سالم العطّار» ، وذكر أنّه كان ثقةً من أصحابنا الكوفيّين415 .

وذكره الشيخ في فهرسته416 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «محمّد بن عبد الحميد العطّار : أبوه عبد الحميد بن سالم العطّار ، مولىً لبَجِيلة ».

واُخرى في أصحاب العسكري عليه السلام قائلاً : «محمّد بن عبد الحميد العطّار : كوفيّ ، مولى بَجِيلة ».

وثالثةً فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن عبد الحميد : روى عنه ابن الوليد»417 .

وثاقة عبد الصمد بن محمّد

ذكره الشيخ في رجاله قائلاً: «عبد الصمد بن محمّد: قمّي»418 .

وليس للرجل توثيق صريح في كتب الرجال، وهذا لا يضرّ باعتبار الرواية ؛ لأنّ محمّد بن عبد الحميد الثقة روى هذه الرواية في هذه الطبقة أيضاً.

وثاقة حنان بن سدير

أورده النجاشي في رجاله بعنوان «حَنَان بن سَدِير بن حكيم بن صُهَيب الصيرفي» ، وذكر أنّه عمّر عمرا طويلاً419 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «حَنَان بن سَدِير : له كتاب ، وهو ثقة»420 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حَنَان بن سَدِير بن حكيم بن صُهَيب الصيرفي الكوفي ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «حَنَان بن سَدِير الصيرفي

: واقفيّ»421 .

والحاصل من هذا: أنّ جميع رجال الرواية من ثقات الإمامية، إلاّ حنان بن سدير، فإنّه كان واقفياً، فالرواية بالنتيجة موثّقة422 .

الرواية الثانية: موثّقة عبد الخالق بن عبد ربّه

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد اللّه بن بُكَير، عن زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربّه، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

لم يجعل له من قبل سميّاً الحسين بن علي، لم يكن له من قبل سميّاً، ويحيى بن زكريا عليه السلام لم يكن له من قبل سميّاً، ولم تبك السماء إلاّ عليهما أربعين صباحاً .

قال: قلت: ما بكاؤا؟

قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء423 .

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار424 .

وثاقة ابن قُولَوَيه، وأبيه، وسعد بن عبد اللّه، وأحمد بن محمّد بن عيسى، والحسن بن علي بن فضّال، والآن وثاقة بقيّة رجال السند .

وثاقة عبد اللّه بن بُكَير

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن بُكَير بن أعيَن : من موالي بني شيبان ، ويُكنّى أبا علي»425 .

وذكره الكشّي ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم426 .

أورده النجاشي في رجاله427 .

ووثّقه الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان فطحياً428 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن بُكَير بن أعيَن، الشيباني» .

واُخرى بعنوان «عبد اللّه بن بُكَير بن أعيَن الشيباني»429 .

وثاقة زرارة بن أعيَن

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «زُرارة وحُمرَان ابنا أعيَن مولى بني شيبان ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام، وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام مع وصفه بالشيباني430 .

وصنّفه الكشّي من حواريي الباقر والصادق عليهماالسلام

، وذكر له مدائح عظيمة، وكذلك ذكر له ذموما ، وعدّه ممّن اجتمعت العصابة على تصديقهم بالفقه431 .

ذكر النجاشي في رجاله أنّه كان شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه432 .

وذكره الشيخ في فهرسته433 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «زُرارة بن أعيَن الشيباني : مولاهم ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «زُرارة بن أعيَن الشيباني: مولاهم ، كوفيّ ، يُكنّى أبا الحسن ، مات سنة خمسين ومئة بعد أبي عبد اللّه عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «زُرارة بن أعيَن الشيباني : ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام»434 .

وثاقة عبد الخالق بن عبد ربّه

وثّقه النجاشي في رجاله في ترجمة أخيه إسماعيل بن عبد ربّه435 .

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً: «عبد الخالق بن عبد ربّه: أخو شهاب436 ».

فالرواية موثّقة بعبد اللّه بن بُكَير ؛ لأنّ الشيخ صرّح في فهرسته بأنّه كان فطحياً437 .

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب عبد اللّه بن بُكَير، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

فلو راجعنا فهرست الشيخ نجد أنّه ذكر لعبد اللّه بن بُكَير كتابا رواه الشيخ بالإسناد عن ابن بطّة، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ابن بُكَير438 .

ونجد في هذا السند أنّ ابن قُولَوَيه روى عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد اللّه

بن بُكَير. ممّا يعني أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب عبد اللّه بن بُكَير.

والظاهر أنّ عبد اللّه بن بُكَير ذكر هذا الحديث في كتابه، ثمّ تحمّل ابن فضّال الكتاب منه، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة سمع هذا الكتاب من ابن فضّال ونقله إلى مدينة قمّ، ومن ثمّ تحمّل سعد بن عبد اللّه الكتاب من أحمد بن محمّد بن عيسى ونقله لوالد صاحب كامل الزيارات.

وبالجملة : أنّ كتاب ابن بُكَير كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه تحمّله من والده، عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عنه.

الرواية الثالثة: موثّقة أبي بصير

اشارة

روى أبو بصير رواية ذكر فيها بكاء أهل السماء والأرض على الحسين عليه السلام، ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن وهيب بن حفص النحّاس، عن أبي بصير .

السند الثاني: ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن وهيب بن حفص النحّاس، عن أبي بصير.

ونصّ الرواية : روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال:

إنّ الحسين عليه السلام بكى لقتله السماء والأرض واحمرّتا، ولم تبكيا على أحدٍ قطّ، إلاّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهماالسلام439 .

رواها الراوندي في قصص الأنبياء، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار440 .

وبتحقيق الرواية بسنديها، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن وهيب بن حفص النحّاس، عن أبي بصير.

وثاقة وهيب بن حفص.

وثاقة وُهَيب بن حَفص النحّاس

أورده النجاشي في رجاله قائلاً: «وُهَيب بن حَفص : أبو علي ، الجريري ، مولى بني أسد ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، ووقف ، وكان ثقة»441 .

وذكره الشيخ في فهرسته442 .

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام ، بعنوان «وهب بن حَفص»443 .

فهذه الرواية موثّقة بوهَيب بن حفص ؛ لأنّه كان واقفياً.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن وهيب بن حفص النحّاس، عن أبي بصير.

وثاقة محمّد بن جعفر الرزّاز.

وبيّنا أنّه ليس لمحمّد بن جعفر الرزّاز توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن قُولَوَيه، وسبق الكلام وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه، وعليه فالرجل ثقة.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية بسندها الأوّل والثاني ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الذي يعدّ من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

فلو راجعنا فهرست الطوسي نجد أنّه ذكر أنّ لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كتاب النوادر444 .

ويبدو أنّ أبا بصير سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ونقله لوهَيب بن حفص، وبعد ذلك سمع محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الحديث من وهَيب بن حفص، ثمّ لمّا أراد محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب أن يكتب نوادره، ذكره في كتابه.

فكتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب دوّن واُلّف في الكوفة، وبعد ذلك انتقل هذا الكتاب إلى مدرسة الحديث

في قمّ بواسطة سعد بن عبد اللّه، وقام محمّد بن جعفر الرزّاز بتحمّل هذا الكتاب من مؤلّفه.

فيبدو أنّه وصلت إلى ابن قُولَوَيه نسختان من كتاب محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وهما: نسخة سعد بن عبد اللّه، ونسخة محمّد بن جعفر الرزّاز.

والحاصل من هذا: أنّ الرواية بسندها الأوّل والثاني مصحّحة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

الرواية الرابعة: مصحّحة كُلَيب بن معاوية

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد، عن كُلَيب بن معاوية.

ونصّ الرواية : روى كُلَيب بن معاوية عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال:

كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زِناً، وكان قاتل الحسين عليه السلام ولد زِناً، ولم تبكِ السماء إلاّ عليهما445 .

رواها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار446 .

وثاقة جعفر بن بشير وحمّاد بن عيسى وكُلَيب بن معاوية447 .

وثاقة جعفر بن بشير

ذكر الكشّي أنّه مولى بَجِيلة ، وكان كوفيّا448 .

وأورده النجاشي في رجاله قائلاً: «جعفر بن بشير أبو محمّد البَجَلي الوشّاء : من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ... كان أبو العبّاس بن نوح يقول : كان يُلقّب فقحة449 العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه»450 .

ذكره الشيخ في فهرسته ووثّقه451 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «جعفر بن بشير البَجَلي»452 .

وثاقة حمّاد بن عيسى

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام ، واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام ، وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام453 .

وذكر الكشّي أنّه كان فاضلاً ، خيّراً ، ثقة ، وعدّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم454 .

وأورده

النجاشي في رجاله ووثّقه ، وذكر أنّه روى عن الكاظم والرضا عليهماالسلام455 .

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان ثقة ، جليل القدر456 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : ذو الناب ، مولىً ، غنيّ ، كوفيّ ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : لقبه الناب ، مولى الأزد ، كوفيّ ، له كتاب ».457

وثاقة كُلَيب بن معاوية

عدّه البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام بعنوان «كُلَيب بن معاوية الأسدي» ، واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلامبنفس العنوان مع وصفه بالصيداوي458 .

وذكر الكشّي أنّه سُمّي بكُلَيب التسليم ، وذكر مدحه459 .

وأورده النجاشي في رجاله بعنوان «كُلَيب بن معاوية بن جَبَلَة ، الصيداوي ، الأسدي»460 .

وذكره الشيخ في فهرسته461 .

وذكره في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام والصادق462 .

وبالجملة : ليس لكُليب بن معاوية توثيق صريح في كتب الرجال، ولكنّه من مشايخ ابن أبي عُمَير463 ، وقد سبق وثاقة مشايخ ابن أبي عُمَير، وعليه فالرجل ثقة من هذا الاعتبار.

فالحاصل: أنّ هذه الرواية مصحّحة بكُلَيب بن معاوية.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت أيضاً في كتاب النوادر لجعفر بن بشير، وهذا الكتاب من الكتب المعتبرة عند قدماء أصحابنا، فلو راجعنا رجال النجاشي في ترجمة جعفر بن بشير، نجد أنّه ذكر له كتاب النوادر، ورواه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب464 .

ونجد أيضاً أنّ ابن قُولَوَيه روى عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير. ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لجعفر بن بشير.

ويشهد لذلك أنّ محمّد بن

الحسين بن أبي الخطّاب روى عن جعفر بن بشير في الكافي والتهذيب والاستبصار أكثر من مئة مورد465 .

وبالجملة : أنّ جعفر بن بشير الكوفي سمع هذا الحديث في الكوفة من اُستاذه حمّاد بن عيسى وذكره في كتابه النوادر، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن محمّد بن عيسى تحمّلا الكتاب من مؤلّفه جعفر بن بشير.

فيبدو أنّ لهذا الكتاب نسختين: نسخة كوفية، وهي نسخة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، ونسخة قمّية، وهي نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى.

وكيف كان، فإنّ سعد بن عبد اللّه الأشعري القمّي تحمّل هاتين النسختين، ووصلتا إلى ابن قُولَوَيه بطريقٍ معتبر، وقام هو بذكر هذا الحديث من نوادر جعفر بن بشير بنسختيه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ رواية كُلَيب بن معاوية من الروايات المصحّحة، كما أنّها مذكورة في نسختين من كتاب النوادر لجعفر بن بشير، وهذا المصدر كان في غاية الاعتبار.

ونختم هذا الفصل من الكتاب بذكر بعض الأحاديث التي كان مضمونها قريباً من الأحاديث التي ذكرناها:

الحديث الأوّل: عن الحسن بن الحكم النَّخَعي، عن رجلٍ، قال: سمعت أمير المؤنين عليه السلام وهو يقول في الرحبة، وهو يتلو هذه الآية: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا كَانُوا مُنظَرِينَ»466، وخرج عليه الحسين من بعض أبواب المسجد، فقال: أمَا أنّ هذا سيُقتل وتبكي عليه السماء والأرض467 .

الحديث الثاني: عن حمّاد بن عثمان، عن عبد اللّه بن هلال، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ السماء بكت على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا، ولم تبكِ على أحدٍ غيرهما. قلت: وما بكاؤا؟، قال: مكثوا أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة، قلت: فذاك بكاؤا؟ قال: نعم468 .

الحديث الثالث: عن إبراهيم النَّخَعي، قال: خرج

أمير المؤنين عليه السلام فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله، وجاء الحسين عليه السلام حتّى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه فقال: يا بُنيّ، إنّ اللّه عيّر أقواماً بالقرآن، فقال: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا كَانُوا مُنظَرِينَ»، وايم اللّه، ليَقتُلنّك بعدي ثمّ تبكيك السماء والأرض469 .

الحديث الرابع: عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا كَانُوا مُنظَرِينَ»، قال: لم تبكِ السماء على أحدٍ منذ قُتل يحيى بن زكريا، حتّى قُتل الحسين عليه السلام فبكت عليه470 .

الحديث الخامس: عن داود بن فرقد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: احمرّت السماء حين قُتل الحسين عليه السلام سنة . ثمّ قال : بكت السماوات والأرض على الحسين وعلى يحيى بن زكريا، وحمرتها بكاؤا471 .

الخاتمة

اشارة

وكما نعلم أنّ لأهل البيت عليهم السلام مقاماً وجاهاً عند اللّه محموداً ، وأنّ لهم عند اللّه محبّة ليست لأحدٍ من خلقه مثلها . ولكنّ السؤال الذي يلحّ على الأذهان: لو كانت لهم كلّ هذه المقامات عند اللّه وهذه الكرامات ، فلمَ هم مبتلون بكلّ هذه الابتلاءات ، ولمَ جرت عليهم النوائب بما لم تجرِ على أحدٍ من الخلق ؟

ما السبب أنّ الحسين مع ما له من المقام المحمود عند اللّه وأنّه بضعة نبيّه الكريم، يُقتل غريباً عطشاناً ، ويُحزّ رأسه من القفا ويُسلب ما عليه من الردا، وتطأ الخيل صدره ، ثمّ يُسبى عياله وبناته بأبشع صورة من صور السبي والإذلال ، فلا يهيّئ اللّه تعالى له أسباب النصر على أعدائه ؟

ألسنا نعتقد أنّ دعاء أهل البيت عليهم السلام مستجاب عند اللّه ؟ أوَ لم يدعو الإمام الحسين عليه السلام بطلب النصر ؟

فيا

ترى ما السرّ بنزول كلّ هذا البلاء والمصائب على الإمام الحسين عليه السلام حتّى كان يومه ولا كلّ يوم مثله؟

وفي ختام هذا الكتاب نحاول أن نجيب عن هذه الأسئلة ولعلّنا نصل إلى سرّ هذ الابتلاءات ؛ كي تكون على بصيرة ويتّضح لك أنّ سرّ كلّ هذه المصائب والويلات التي جرت على الإمام الحسين عليه السلام ، وكان ما حصل لهم على جميع أئمّة أهل البيت: ، إنّما هو لتصفيتهم والعبور بهم للوصول إلى المقام السامي الذي يقرّبهم من المقام الإلهي المحمود ، فيصفون من الشوائب والكدورات الدنيوية ، فيكملون ويتمّون وما حصل لهم هو شبيه بعمل النار بالذهب وتصفّيه وتنقّيه ممّا اختلط به من كدورات وشوائب تؤثّر على صفائه ورونقه . فلا تنال كرامة من اللّه دون الصبر على بلائه .

وإليك روايتين صحيحتين تؤيّدان ما نرمي إلى توضيحه لك ، لكي تكون على بصيرة وبصيرة بحقيقة بلاء الأولياء .

صحيحة علي بن رِئاب

اشارة

ولهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

السند الأوّل: روى الشيخ الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

السند الثاني: روى الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

السند الثالث: روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

ونصّ الرواية : قال علي بن رِئاب:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ»472، أرأيت ما أصاب عليّاً وأهل بيته، هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟

فقال عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يتوب

إلى اللّه عزّ وجلّ ويستغفره في كلّ يوم وليلة مئة مرّة من غير ذنبٍ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يخصّ أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب473 .

رواها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار474 .

ونبدأ بتحقيق وبحث الحديث بأسانيده الثلاثة، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

وثاقة علي بن رِئاب.

وثاقة علي بن رِئاب

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «علي بن رِئاب : مولى حزم475 ».

وأورده النجاشي في رجاله476 .

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «علي بن رِئاب الكوفي : له أصل كبير ، وهو ثقة جليل القدر»477 وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «علي بن رِئاب الطحّان ، السعدي : مولاهم ، كوفيّ»478 .

فالحديث بسنده الأوّل صحيح أعلائي.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

قال النجاشي في حقّ سهل بن زياد : إنّه كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد عليه479، كما ضعّفه الشيخ في فهرسته480 .

إذن فالرواية بسندها الثاني ليست صحيحة.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب.

وثاقة جميع رجال السند، وعليه فالحديث بسنده الثالث أيضاً صحيح أعلائي.

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، والآن نقول : إنّ هذه الرواية ذُكرت في أصل علي بن رِئاب481 .

فلو راجعنا فهرست الشيخ، نجد أنّه ذكر لعلي بن رِئاب أصلاً كبيراً ورواه بالإسناد عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب482 .

وكما تعلم فإنّ هذا الطريق يتّحد مع السند الثالث لهذه الرواية، ممّا يدلّ على أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في أصل علي بن رِئاب الذي سمعها عن الإمام الصادق عليه السلام وذكرها في أصله، كما أنّ الحسن بن محبوب تحمّل هذا الأصل من علي بن رِئاب، ثمّ تحمّل ثلاثة من مشايخ مدينة قمّ ( إبراهيم بن هاشم، وسهل بن زياد، وأحمد بن محمّد بن عيسى ) أصل علي بن رِئاب من الحسن بن محبوب.

وبالجملة : أنّه وصل إلى الشيخ الكليني والشيخ الصدوق أصل علي بن رِئاب بطريقٍ صحيح، وأنّهما قاما بنقل هذا الحديث منه.

فتبيّن من هذا: أنّ رواية علي بن رِئاب صحيحة بسندها الأوّل والثالث، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه الرواية كان في غاية الاعتبار.

صحيحة ضُرَيس الكُنَاسي

اشارة

ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى الشيخ الكليني في الكافي عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب، عن ضُرَيس الكُنَاسي.

السند الثاني: روى الصفّار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن

محبوب، عن علي بن رِئاب، عن ضُرَيس الكُنَاسي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول واُناس من أصحابه حوله:

عجبت من قومٍ يتولّوننا ويجعلوننا أئمّة، ويصفون بأنّ طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة رسول اللّه، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصون حقّنا ويعيبون بذلك علينا من أعطاه اللّه برهان حقّ معرفتنا، والتسليم لأمرنا.

أترون أنّ اللّه تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده، ثمّ يُخفي عنهم أخبار السماوات والأرض، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟

فقال له حُمرَان: جُعلت فداك يا أبا جعفر، أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين وخروجهم وقيامهم بدين اللّه وما أُصيبوا به من قتل الطواغيت إيّاهم والظفر بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: يا حُمرَان، إنّ اللّه تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه، وحَتَمه على سبيل الاختبار، ثمّ أجراه، فبتقدّم علمٍ من رسول اللّه إليهم في ذلك قام عليّ والحسن والحسين عليهم السلام، وبعلمٍ صمت من صمت منّا.

ولو أنّهم يا حُمرَان حيث نزل بهم ما نزل من أمر اللّه وإظهار الطواغيت عليهم سألوا اللّه دفع ذلك عنهم وألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم، إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم، ثمّ كان انقضاء مدّة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلكٍ منظوم انقطع فتبدّد .

وما كان الذي أصابهم من ذلك يا حُمرَان لذنبٍ اقترفوه، ولا لعقوبة معصيةٍ خالفوا اللّه فيها، ولكن لمنازل وكرامة من اللّه أراد أن يبلغوها، فلا تذهبنّ فيهم المذاهب483 .

ذكرها الراوندي في الدعوات، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار484 .

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد الشيخ الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن

محبوب، عن علي بن رِئاب، عن ضُرَيس الكُنَاسي.

وثاقة ضُرَيس الكُنَاسي.

وثاقة ضُرَيس الكُنَاسي

عدّه البرقي في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام485 .

وذكره الكشّي في رجاله قائلاً: «ضُرَيس إنّما سُمّي الكناسي ؛ لأنّ تجارته بالكُناسة، وكانت تحته بنت حُمرَان، وهو خيّر فاضل، ثقة»486 .

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً: «ضُرَيس بن عبد الملك بن أعيَن الشيباني الكوفي، أبو عُمَارة، وأخوه علي»487 .

فالحديث بسنده الأوّل صحيح أعلائي.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الصفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رِئاب، عن ضُرَيس الكُنَاسي.

وثاقة جميع رجال هذا السند، وعليه فالحديث بهذا السند أيضاً صحيح أعلائي.

والظاهر أنّ هذا الحديث إنّما ذُكر في أصل علي بن رِئاب على شرحٍ بينّاه آنفاً، وشرحنا أنّ أصل علي بن رِئاب كان من المصادر المعتبرة عند قدماء أصحابنا.

فتحصّل من جميع ما سردناه لك في هذا الكتاب صحّة 11 حديثاً من الأحاديث الواردة في البكاء على

الإمام الحسين عليه السلام، والتي جاء فيها أنّ البكاء عليه يوجب غفران الذنوب العظام، وأنّ الباكي للحسين عليه السلاميكون في الدرجات العلى من الجنان مع الأئمّة عليهم السلام، وأنّ اللّه جعل يوم القيامة للباكي عليه يوم سرور وفرح، وبوّأه اللّه بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً.

سيّدي ومولاي ، أيّها الشهيد يابن رسول اللّه ! لا يمكن لشيعتك نسيان مصابك ؛ مصاب عطشك ، مصاب مقتلك بهذه الطريقة اللاّإنسانية ، مصاب ذبح طفلك الرضيع بين يديك ، مصاب أسر أهل بيتك ، كيف ينسون ذلك وهم يتبرّكون بالبكاء عليك رجاء أن تنزل عليهم رحمة من اللّه .

سيّدي أبا عبد اللّه، نبكيك لا طمعاً أو حزناً أو مواساتاً وحسب ، بل نبكيك سيرتاً وتقليداً

وإدامةً لمسيرتك التي لخّصتها بقولك : « ومثلي لا يبايع مثله » ، فنحن مثلك لا مثل أعدائك .

وأنّ بقاءنا يا سيّدي مرهون بهذه الدموع، فمتى جفّت فلا خير فينا ولا في دنيانا ، وكيف تجفّ وملائكة اللّه تبكيك إلى يوم القيامة ؟

سيّدي ومولاي ، لطالما كان بين جوانحي قلب ينبض بحبّك ، فلن أدع حبري يجفّ عن الدفاع عنك ، يواسي بذلك دموع عيني التوّاقة للنظر إلى نور وجهك، والحشر معك تحت رحمة المليك المقتدر .

يا عينُ جودي بالعبر وابكي فقد حقّ الخبر

ابكي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فما صدر

الجنّ تبكي شجوها لمّا أتى منه الخبر

قُتل الحسينُ ورهطُهُ تَعساً لذلك مِن خبر

فلأبكينّك حُرقَةً عند العشاء وبالسحر

ولأبكينّك ما جرى عرقٌ وما حملَ الشجَر وكما تعلم فإنّ هذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي وجوانحي كان حافزي على كتابة هذه السطور وتسويد هذه الوريقات ، ليس لي همّ غير أن أحظى برضاك وقبولك هديتي المزجاة ، راجياً الشفاعة، وأن أحصل على كلّ ما وُعِدنا بتلك الأحاديث التي أثبتُّ صحّتها لإخواني من شيعتك .

وأحمد اللّه وأشكره أن هيّأ لي الفرص لإتمام هذا الكتاب، ووفّقني وسهّل عليّ ما صعب من مراحله ، وأثني عليه على جزيل عطائه وجميل فعاله، أنّه وليّ حميد .

سائلاً أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعله كتاباً ينتفع به المؤمنون ، ويمحي الشكّ به عن قلوب اُولئك الذين تساءلوا عن مضامين هذه الروايات التي بذلنا لإثبات صحّة مضامينها ما نرجو عليه الإثابة، واللّه وليّ المؤمنين.

وختاماً، أرجو منه تبارك وتعالى لي ولإخواني القرّاء قبول هذا العمل المتواضع خالصاً لوجهه الكريم ، فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخيرة للفوز في

المعاد والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، والحمد للّه ربّ العالمين .

مهدي خدّاميان الآراني

محرّم الحرام 1430 _ قمّ المقدّسة

قائمة المصادر

1 . اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : مير داماد الإسترآبادي ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .

2 . الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي الخرسان ، طهران : دار الكتب الإسلامية .

3 . الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، يوسف بن عبد اللّه القُرطُبي المالكي (ت 363 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1415 ه ، الطبعة الاُولى .

4 . اُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّالدين عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض ، وعادل أحمد ، بيروت : دارالكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

5 . أعيان الشيعة ، محسن بن عبد الكريم الأمين الحسينيّ العامليّ الشقرائيّ (ت 1371 ه ) ، إعداد : السيّد حسن الأمين ، بيروت : دارالتعارف ، الطبعة الخامسة، 1403 ه .

6 . إقبال الأعمال، السيّد ابن طاووس، (ت 664 ه)، تحقيق: جواد القيّومي الإصفهاني، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الاُولى.

7 . الأمالي (الأمالي

الخميسيّة) ، يحيى بن الحسين الشجري (ت 499 ه ) ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1403 ه .

8 . الأمالي، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : دار الثقافة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

9 . الأمالي ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، بيروت : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

10 . الأمالي ، محمّد بن علي بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

11 . إمتاع الأسماع فيما للنبيّ من الحفدة والمتاع ، الشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845 ه ) .

12 . أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ (ت 279 ه ) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، بيروت : دار المعارف ، الطبعة الثالثة.

13 . ايضاح الاشتباه في ضبط أسماء الرجال وألقابهم ، الحسن بن يوسف بن علي المطهّر الحلّي ( ت 726 ه ) ، تحقيق : محمّد الحسّون ، قمّ : جماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

14 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد بن محمّد تقي المجلسي ( ت 1110 ه ) ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1386 ه .

15 . البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق :

مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف .

16 . بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّي المعروف بابن فروخ (ت 290 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .

17 . تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّد بن محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ( ت 1205 ه ) ، تحقيق : علي الشيري ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، 1414 ه .

18 . تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي (ت 284 ه ) ، بيروت : دار صادر .

19 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطاء ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى .

20 . تاريخ مدينة دمشق ، علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي ( ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، 1415 ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

21 . تحفة الأحوذي، المباركفوري (ت 1282 ه )، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1410 ه .

22 . تفسير نور الثقلين ، عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 ه ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان _ قمّ ، الطبعة الرابعة، 1412 ه .

23 . تقريب التهذيب ، أحمد بن علي العسقلاني ابن حجر ت 852 ه ) ، تحقيق : محمّد عوّامة ، دمشق : دار الرشيد ، 1412 ه .

24 . تنوير الحوالك شرح على

موطّأ مالك ، الإمام جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي ، تحقيق : عبد العزيز الخالدي ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .

25 . التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه .

26 . توضيح المقال في علم الرجال ، المولى علي الكني ( ت 1306 ه ) ، طبعة طهران ، 1302 ه .

27 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ، محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، 1364 ش .

28 . تهذيب التهذيب ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت 852 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

29 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمن المزّي ( ت 742 ه ) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ، 1406 ه .

30 . الثقات ، محمّد بن حبّان البستي (ت 354 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

31 . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، قمّ : منشورات

الشريف الرضي ، الطبعة الثانية ، 1368 ش .

32 . جامع أحاديث الشيعة ، السيّد البروجردي ( ت 1383 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

33 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .

34 . الخصال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، قمّ : منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية .

35 . خلاصة الأقوال ، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي ( ت 726 ه ) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، قمّ : مؤّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

36 . الدعوات ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .

37 . ذكر أخبار إصفهان الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الإصفهاني ، مدينة ليدن : مطبعة بريل ، 1934 م .

38 . رجال ابن الغضائري ، أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري الواسطي البغدادي ( ق 5 ه ) ، تحقيق : السيّد محمّد رضا الجلالي ، قمّ : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1422 ه .

39 . رجال ابن داود ، الحسين بن علي بن داود الحلّي ( ت 740 ه

) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، قمّ : بالاُوفسيت عن طبعة منشورات مطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، منشورات الرضي ، 1392 ه .

40 . رجال البرقي ، أحمد بن محمّد البرقي الكوفي (ت 274 ه ) ، طهران : جامعة طهران ، 1342 ش .

41 . رجال الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

42 . رجال النجاشي ( فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ) ، أبو العبّاس أحمد بن علي النجاشي ( ت 450 ه ) ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الخامسة ، 1416 ه .

43 . الرسائل الرجالية ، أبو المعالي محمّد بن محمّد إبراهيم الكلباسي (ت 1315 ه ) ، تحقيق : محمّد حسين الدرايتي ، قمّ : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1422 ه .

44 . الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإماميّة، مير محمّد باقر الحسيني المرعشي الداماد (ت 1041 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

45 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن عليّ الفتّال النيسابوري (ت 508 ه ) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه .

46 . سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، الإمام محمّد بن يوسف الصالحي الشامي ( ت 942 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوّض ، بيروت :

دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

47 . سنن ابن ماجة ، أبو عبداللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني ( ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤد عبد الباقي ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

48 . سنن أبي داود ، أبو داود سليمان بن أشعث السِّجِستاني الأزدي ( ت 275 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللحّام ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

49 . سنن الترمذي ( الجامع الصحيح ) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ( ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد الرحمن محمّد عثمان ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1403 ه .

50 . السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي ( ت 303 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1348 ه .

51 . سير أعلام النبلاء ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة ، 1414 ه .

52 . السيرة النبويّة ، إسماعيل بن عمر البصروي الدمشقي (ابن كثير) (ت 747 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، بيروت : دار إحياء التراث العربى .

53 . شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبد الحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه ) ، تحقيق : محمّد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة

الثانية ، 1387 ه .

54 . صحيح ابن حبّان ، عليّ بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

55 . صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة 1410 ه .

56 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري ( ت 261 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، طبعة مصحّحة ومقابلة على عدّة مخطوطات ونسخ معتمدة .

57 . الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة ، أحمد بن حجر الهيثمي الكوفي (ت 974 ه ) ، إعداد : عبد الوهّاب بن عبد اللطيف ، مصر : مكتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، 1385 ه .

58 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي ( ت 230 ه ) ، بيروت : دار صادر .

59 . عدّة الاُصول ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : محمّد مهدي نجف ، قمّ : مؤسّسة آل البيت للطباعة والنشر .

60 . عدّة الرجال ، السيّد محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي ، تحقيق : مؤسّسة الهداية لإحياء التراث ، قمّ : مطبعة إسماعيليان ، الطبعة الاُولى ، 1425 ه .

61 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تقديم : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ،

1385 ه ، النجف الأشرف : منشورات المكتبة الحيدرية .

62 . عمدة القاري شرح البخاري ، أبو محمّد بدر الدين أحمد العيني الحنفي (ت 855 ه ) ، مصر : دار الطباعة المنيرية .

63 . عوائد الأيّام ، المولى أحمد النراقي ( ت 1245 ه ) ، تحقيق مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ، قمّ : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

64 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي ، 1404 ه ، بيروت : مؤّسة الأعلمي للمطبوعات .

65 . فتح الباري ، أحمد بن على العسقلاني (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .

66 . الفتوح، أبو محمّد أحمد بن أعثم الكوفيّ (ت 314 ه )، تحقيق : علي شيري، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الاُولى، 1411 ه .

67 . الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ، تحقيق : محمّد بن محمّد الحسين القائيني ، قمّ : مؤسّسة معارف إسلامي، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .

68 . فلاح السائل ، علي بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ه ) ، تحقيق : غلامحسين مجيدي ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1419 ه .

69 . الفوائد الرجالية (رجال السيّد بحر العلوم) ، آية اللّه السيّد محمّد المهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت

1212 ه ) ، تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم ، طهران : مكتبة الصادق ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه .

70 . الفهرست ، محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قمّ : مؤسّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

71 . فيض القدير شرح الجامع الصغير، محمّد عبد الرؤوف المناوي، تحقيق: أحمد عبد السلام، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1415 ه .

72 . قرب الإسناد، أبو العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحِميَري القمّي (ت بعد 304 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

73 . قصص الأنبياء ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه )، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، قم : مؤسة الهادي ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .

74 . الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ( ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثانية ، 1389 ه .

75 . كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه ( ت 367 ه ) ، قمّ : مؤّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

76 . كتاب الصلاة (التنقيح في شرح العروة الوثقى) تقريرات لبحث آية اللّه السيّد الخوئي ، ميرزا علي التبريزي الغروي ، قمّ : دار الهادي للمطبوعات ، الطبعة الثالثة ، 1410 ه .

77 . كتاب من لا يحضره الفقيه ، محمّد

بن علي بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية .

78 . كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

79 . كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي ( ت 975 ه ) ، ضبط وتفسير : الشيخ بكري حيّاني ، تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا ، بيروت : مؤّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1397 ه .

80 . لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور ( ت 711 ه ) ، قمّ : نشر أدب الحوزة ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

81 . لسان الميزان ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الثالثة ، 1406 ه .

82 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت 807 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

83 . المحاسن ، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ( ت 280 ه ) ، تحقيق : السيّد جلال الحسيني ، طهران : دار الكتب الإسلامية .

84 . مدينة المعاجز، السيّد هاشم البحراني، (1107 ه )، تحقيق: عزّة

اللّه المولائي الهمداني، قمّ: مؤسّسة المعارف الإسلامية، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

85 . مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام ، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قمّ : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

86 . مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوري ( ت 1320 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

87 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ه )، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

88 . مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

89 . مصادقة الإخوان ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه ) ، تحقيق: مؤسّسة الإمام المهدي (عج) ، قمّ: مدرسة الإمام المهدي (عج) ، 1410 ه .

90 . مصباح الفقيه محمّد رضا بن محمّد هادي الهمداني (ت 1322 ه) .

91 . المصنّف ، أبو بكر عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي .

92 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ،

1379 ه ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى، 1361 ه .

93 . معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي ( ت 626 ه ) بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى ، 1399 ه .

94 . المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .

95 . معجم رجال الحديث ، أبو القاسم بن علي أكبر الخوئي ( ت 1413 ه ) ، الطبعة الخامسة ، 1413 ه ، طبعة منقّحة ومزيدة .

96 . مقباس الهداية في علم الدراية ، الشيخ عبد اللّه المامقاني (ت 1351 ه ) ، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قمّ ، 1411 ه .

97 . مقتل الحسين عليه السلام ، موفّق بن أحمد المكّي الخوارزميّ (ت 568 ه ) ، تحقيق : محمّد السماويّ ، قمّ : مكتبة المفيد .

98 . مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 ه ) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

99 . الملل والنحل ، أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 548 ه ) ، بيروت : دار المعرفة ، 1406 ه .

100 . الملهوف على قتلى الطفوف ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحسيني الحلّي (ت 664 ه ) ، تحقيق : فارس تبريزيان ، طهران : دار الأسوة ، الطبعة الاُولى

، 1414 ه .

101 . مناقب آل أبي طالب (مناقب ابن شهر آشوب ) ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( ت 588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

102 . منتقى الجمّان في الأحاديث الصحاح والحسان ، جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد ( ت 1011 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، قمّ : جامعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1362 ه .

103 . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر .

104 . النوادر (مستطرفات السرائر) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت 598 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

105 . نهاية الدراية في شرح الرسالة المسومة بالوجيزة للبهائي ، السيّد حسن الصدر ( ت 354 ه ) ، تحقيق : ماجد الغرباوي ، قمّ : نشر المشعر .

106 . نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار ، العلاّمة محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1255 ه ) ، بيروت : دار الجيل .

107 . وسائل الشيعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ( ت 1104 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

108 . ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه ) ، تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني

، طهران : دارالاُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه .

الإتصال بالمؤف

بإمكانكم الإتصال بالمؤف عن طريق موقع الانترنت:

وعن طريق البريد الالكترونى: 

وشكراً جزيلاً

1 . مناقب آل شهر آشوب 4 : 54. 2 . عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 268، الأمالي للصدوق : 192. 3 . للاستزادة انظر : توضيح المقال : 245، مقباس الهداية 1 : 155. 4 . فتراسلنا على صندوق البريد: « إيران _ 311/87415 » . 5 . نقلاً من شبكه الحقّ الثقافية على الموقع WWW.Alhag.net 6 . التوبة : 32 . 7 . الطبقات الكبرى 3 : 11، مسند أحمد 2 : 40، المستدرك على الصحيحين 3 : 195، فتح الباري 3 : 129، المصنّف للصنعاني 3 : 561، نيل الأوطار 4 : 153، البداية والنهاية لابن كثير 4 : 55 . 8 . مسند أحمد 4 : 172، سنن الترمذي 5 : 324، المستدرك على الصحيحين 3 : 177، تحفة الأحوذي 10 : 190. 9 . المصنّف 3 :550، الاستيعاب 1 : 243، شرح نهج البلاغة 15 : 71، الجامع الصغير 2 : 159، كنز العمّال 11 : 660، الطبقات الكبير 8 : 287، اُسد الغابة 1 : 289، تهذيب الكمال 5 : 61، أنساب الأشراف : 43، تاريخ اليعقوبي 2 : 65، إمتاع الأسماع 1 : 343، ينابيع المودّة 2 : 96. 10 . صحيح البخاري 2 : 85 ، أحكام الجنائز : 21، عمدة القاري 8 : 101، فيض القدير 2 : 717، سبل الهدى والرشاد 8 : 356. وراجع مسند أحمد 3 : 194، المحلّى لابن حزم 5 : 146، سنن ابن ماجة 1 : 506،

سنن أبي داود 2 : 64، المستدرك على الصحيحين 4 : 40، السنن الكبرى للبيهقي 4 : 69، مجمع الزوائد 3 : 17، فتح الباري 3 : 195. 11 . صحيح مسلم 3 : 65، مسند أحمد 2 : 441، سنن ابن ماجة 1 : 501، المستدرك على الصحيحين 1 : 375، عمدة القاري 8 : 69، صحيح ابن حبّان 7 : 440، فيض القدير 3 : 209، البداية والنهاية لابن كثير 2 : 341، السيرة النبويّة لابن كثير 1 : 237. 12 . المستدرك على الصحيحين للحاكم 3 : 176 . 13 . تاريخ بغداد 3 : 174. 14 . المصدر السابق 4 : 132. 15 . تهذيب التهذيب 9 : 405. 16 . سير أعلام النبلاء 7 : 109. 17 . تقريب التهذيب 1 : 413. 18 . تاريخ مدينة دمشق 48 : 329، تهذيب الكمال 35 : 297. 19 . الثقات 5 : 346. 20 . المستدرك على الصحيحين 3 : 176، تاريخ مدينة دمشق 14 : 196، البداية والنهاية لابن كثير 6 : 258، إمتاع الأسماع 12 : 237، كتاب الفتوح 4 : 323، مجمع الزوائد 9 : 179، مقتل الخوارزمي 1 : 159، أمالي الشجري : 188، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : 15، الصواعق المحرقة : 115، كنز العمّال 6 : 223. 21 . مجمع الزوائد 9 : 188، المعجم الكبير 3 : 107. 22 . مجمع الزوائد 9 : 187، إمتاع الأسماع 12 : 236. 23 . مجمع الزوائد 9 : 188. 24 . المعجم الكبير 3 : 120، مجمع الزوائد 9 : 190. 25 . الدحو : البسط

، دحا الأرض يدحوها دحواً : بسطها لسان العرب 14 : 251 « دحو » . 26 . الحَزْنُ : ما غلظ من الأرض ، ويُجمع حُزُن ، وفيها حُزُونة... والحُزَنُ : الجبال الغلاظ لسان العرب 13 : 112 « حزن » . 27 . انجرّ واجترّ : انجذب ( لسان العرب 4 : 125 « جرر » ) . 28 . كامل الزيارات : 128. 29 . انظر : بحار الأنوار 14 : 115، و 44 : 235 . 30 . رجال النجاشي : 123 الرقم 318 . 31 . فهرست الطوسي : 91 الرقم 141 . 32 . رجال الطوسي : 418 الرقم 6038 . 33 . رجال النجاشي : 123 الرقم 318 . 34 . رجال الطوسي : 439 الرقم 6272 . 35 . رجال النجاشي : 177 الرقم 467 . 36 . فهرست الطوسي : 75 الرقم 306 . 37 . رجال الطوسي : 399 الرقم 5854 ، و 427 الرقم 6141 . 38 . رجال النجاشي : 81 الرقم 198 . 39 . فهرست الطوسي : 68 الرقم 75 . 40 . رجال الطوسي : 351 الرقم 5197 ، و 373 الرقم 5519 ، و 383 الرقم 5632 . 41 . رجال النجاشي : 58 الرقم 136 و 137 . 42 . فهرست الطوسي : 112 الرقم 230 . 43 . رجال الطوسي : 355 الرقم 5257 . 44 . رجال البرقي : 49 . 45 . رجال النجاشي : 428 الرقم 1147 . 46 . انظر : فهرست الطوسي : 254 الرقم 772 . 47 . رجال الطوسي :

345 الرقم 5147 . 48 . رجال النجاشي : 444 الرقم 1199 . 49 . فهرست الطوسي : 260 الرقم 790 . 50 . رجال الطوسي : 323 الرقم 4823، و 346 الرقم 5166 . 51 . رجال البرقي : 30 . 52 . رجال النجاشي : 437 الرقم 1176 . 53 . انظر : فهرست الطوسي : 260 الرقم 787 . 54 . رجال الطوسي : 318 الرقم 4734 . 55 . اختيار معرفة الرجال 2 : 507 الرقم 431 . 56 . رجال ابن الغضائري : 111 الرقم 165 . 57 . «يحيى بن القاسم، أبو بصير الأسدي، وقيل : أبو محمّد، ثقة، وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام» : رجال النجاشي : 440 الرقم 1187 . 58 . انظر : توضيح المقال : 245، مقباس الهداية 1 : 155. 59 . روى الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27: 82 ، جامع أحاديث الشيعة 1: 235. 60 . روى الشيخ الكليني عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27: 81 ؛ وروى الشيخ الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ابن بُكَير، عن عبيد بن بُكَير، عن زرارة: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27 : 81 ، جامع أحاديث

الشيعة 1: 244. 61 . رجال النجاشي : 231 الرقم 612، رجال البرقي : 23 . 62 . كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: انظروا حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فاجمعوه، فإنّي أخاف دروس العلم وذهاب العلماء: ذكر أخبار إصفهان 1: 312، تنوير الحوالك: 5، فتح الباري 1: 174، عمدة القاري 2: 129؛ وأوّل من دوّن الحديث ابن شهاب الزُّهري بأمر عمر بن عبد العزيز: فتح الباري 1 : 185. 63 . وبعبارةٍ اُخرى: «كتاب الحلبي بنسخة حمّاد من طريق محمّد بن أبي عُمير» . 64 . كتاب من لا يحضره الفقيه 1: 2. 65 . المصدر السابق : 1. 66 . كامل الزيارات: 20. 67 . ذكره النجاشي في رجاله : 217 الرقم 566، وذكر أنّه كان ضعيفاً غالياً. 68 . في كامل الزيارات: 206: «عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن عبد اللّه بن بُكَير الأرّجاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام. وفي ص 470 من نفس المصدر : « عن محمّد بن الحسن بن علي بن مَهزِيار، عن جدّه علي بن مَهزِيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ ...». 69 . انظر : رجال النجاشي: 207 الرقم 550. 70 . نعم، لنا في التراث الشيعي روايات أصلها كانت أخباراً منقولة بصورة شفوية وليست من كتابٍ خاصّ، ولكن سبق أن ذكرنا أنّ الغالب في التراث الشيعي هوالنقل عن كتب. 71 . رجال النجاشي: 50 الرقم 107 والرقم 109، و 52 الرقم 116. 72 . المصدر السابق : 60 الرقم 137 نقلاً عن ابن

نوح السيرافي. 73 . ذكر النجاشي في رجاله برقم 137 ص 59 قائلاً: «أخبرنا الشيخ الفاضل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البَزَوفَري» . 74 . فهرست الطوسي : 254 الرقم 772 . 75 . الأحقاف : 15 . 76 . كامل الزيارات : 122، الكافي 1 : 464. وانظر : بحار الأنوار 44 : 231، و 66 : 266، التفسير الصافي 5 : 14، و 6 : 453. 77 . رجال البرقي: 55 الرقم 51 . 78 . فهرست الطوسي: 106 الرقم 202 . 79 . رجال الطوسي: 354 الرقم 5244 ، و 385 الرقم 5665 . 80 . رجال النجاشي: 39 الرقم 80 . 81 . المصدر السابق : 98 الرقم 246 . 82 . رجال الطوسي : 155 الرقم 1710 . 83 . رجال البرقي : 32 و 33 . 84 . اختيار معرفة الرجال : 353. 85 . رجال النجاشي : 188 الرقم 501 . 86 . رجال الطوسي : 217 الرقم 2878 . 87 . رجال النجاشي : 377 الرقم 1026 . 88 . فهرست الطوسي : 210 الرقم 602 . 89 . رجال الطوسي : 439 الرقم 6277 . 90 . رجال النجاشي : 353 الرقم 946 . 91 . رجال الطوسي : 439 الرقم 6274. 92 . رجال النجاشي : 66 الرقم 156 . 93 . رجال الطوسي : 424 الرقم 6106 . 94 . رجال النجاشي : 418 الرقم 1117 . 95 . انظر : فهرست الطوسي : 247 الرقم 734 . 96 . رجال الطوسي : 449 الرقم 6383 . 97 . رجال النجاشي

: 188 الرقم 501 . 98 . فهرست الطوسي : 141 الرقم 337 . 99 . انظر : رجال النجاشي : 188 الرقم 501 . 100 . كامل الزيارات : 121، بحار الأنوار 44 : 231. 101 . كامل الزيارات : 129، بحار الأنوار : 44 : 236. 102 . كامل الزيارات : 130 . 103 . المصدر السابق : 131، بحار الأنوار 44 : 237. 104 . كامل الزيارات : 129، بحار الأنوار 44 : 236. 105 . انظر : بحار الأنوار 44 : 279. 106 . آل عمران : 38 . 107 . عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 268، الأمالي للصدوق : 192. 108 . انظر : إقبال الأعمال 3 : 29، بحار الأنوار 14 : 164، و 44 : 285، و 98 : 102، وسائل الشيعة 10 : 469. 109 . رجال النجاشي : 389 الرقم 1049 . 110 . فهرست الطوسي : 237 الرقم 710 . 111 . رجال الطوسي : 439 الرقم 6275 . 112 . رجال النجاشي : 353 الرقم 947 وذكره ابن داود في رجاله ص 289 قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه بن عمران الخبابي _ بالخاء المعجمة المفتوحة والباءين المفردتين _ البرقي المُلقّب بماجِيلَوَيه، وأبو القاسم مُلقّب بُندار، سيّد من أصحابنا، فقيه». 113 . خلاصة الأقوال : 436، 437. 114 . رجال النجاشي : 260 الرقم 680 . 115 . فهرست الطوسي : 152 الرقم 380 . 116 . رجال ابن داود : 237. 117 . خلاصة الأقوال : 100. 118 . رجال النجاشي : 16 الرقم 18 . 119 . فهرست الطوسي :

35 الرقم 6 . 120 . رجال الطوسي : 353 الرقم 5224 . 121 . خلاصة الأقوال : 4. 122 . فلاح السائل : 158. 123 . مسالك الأفهام 9 : 75 . 124 . مصباح الفقيه 3 : 25. 125 . انظر : أعيان الشيعة 2 : 234، والفوائد الرجالية للسيّد بحر العلوم : 235 نقلاً عن الرواشح السماوية. 126 . انظر : معجم رجال الحديث 1 : 317. 127 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 609 . 128 . رجال النجاشي : 165 الرقم 436 . 129 . انظر : خلاصة الأقوال : 71 . 130 . انظر : رجال ابن داود : 154. 131 . رجال النجاشي : 260 الرقم 680، فهرست الطوسي : 152 الرقم 380 . 132 . انظر : الأمالي للصدوق : 192، و 344، و 366، و 400، و 572، و 640، و 759، الخصال : 5، و 55، و 138، و 293، و 484، و 538، ثواب الأعمال : 32، و 34، و 81 ، و 190، و 232، علل الشرائع 1 : 168، و 2 : 358، و 496، و 499، و 527، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 55، و 90، و 95، و 286، و 2 : 84 ، و 268، و 279، كمال الدين : 260، معاني الأخبار : 164، و 374، كتاب من لا يحضره الفقيه : 424، و 428، و 431، و 432، و 433، و 434، و 445، و 451، و 491، و 511. 133 . الشوري : 30. 134 . الكافي 2: 269، وسائل الشيعة 15: 299، مكارم

الأخلاق: 357، بحار الأنوار 70:15. 135 . الكافي 2: 269. 136 . المصدر السابق 2: 269، وسائل الشيعة 15: 258، مستدرك الوسائل 11: 336، الأمالي للمفيد: 184، بحار الأنوار 70: 360. 137 . زَوى الشيء يَزويه زَيّاً وزُويّاً فانزوى : نحّاه فتنحّى لسان العرب 14 : 363 « زوى » . 138 . الكافي 2: 270، بحار الأنوار 70: 318، جامع أحاديث الشيعة 13: 340. 139 . كلّ نَقط في شيء خالف لونه : نكت ... والنُّكتة شبه وقرة في العين لسان العرب 2 : 101 « نكت » . 140 . الكافي 2: 271، وسائل الشيعة 15 : 302، جامع أحاديث الشيعة 13: 366. 141 . المحاسن 1 : 63، كامل الزيارات : 207. 142 . انظر : بحار الأنوار 44 : 285، وسائل الشيعة 14 : 501، مستدرك الوسائل 10 : 312. 143 . رجال البرقي : 57 و 59 . 144 . رجال النجاشي : 76 الرقم 182 . 145 . فهرست الطوسي : 62 الرقم 65 . 146 . رجال ابن الغضائري : 39 الرقم 10 . 147 . رجال البرقي : 52 ، و 60 . 148 . اختيار معرفة الرجال : 612 . 149 . رجال النجاشي : 450 الرقم 1215 . 150 . فهرست الطوسي : 264 الرقم 807 . 151 . رجال الطوسي : 369 الرقم 5488 ، و 393 الرقم 5759 . 152 . رجال البرقي : 49 . 153 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 589 _ 592. 154 . رجال النجاشي : 326 الرقم 887 . 155 . فهرست الطوسي : 218 الرقم

617 . 156 . رجال الطوسي : 365 الرقم 5413 . 157 . رجال النجاشي : 310 الرقم 846 . 158 . رجال الطوسي : 134 الرقم 1545 ، و 269 الرقم 3868 . 159 . انظر : رجال النجاشي: 326 الرقم 887 ، فهرست الطوسي : 218 الرقم 617 . 160 . قرب الإسناد : 36 ، ثواب الأعمال : 187 وفيه «مَن ذَكرنا وذُكرنا عنده» بدل «مَن ذَكرنا أو ذُكرنا عنده». 161 . انظر : مستطرفات السرائر : 626، بحار الأنوار 44 : 282، و 71 : 351، وراجع : مصادقة الإخوان : 32، جامع أحاديث الشيعة 16 : 33 . 162 . رجال البرقي : 60 . 163 . اختيار معرفة الرجال : 605 . 164 . رجال النجاشي : 219 الرقم 573 ، وذكر أبو غالب الزُّراري في رسالته سنة ورود الحِميَري إلى الكوفة : «سنة سبع وتسعين ومئتين» : رسالة في آل أعيَن : 38 . 165 . فهرست الطوسي : 167 الرقم 439 . 166 . رجال الطوسي : 389 الرقم 5727 ، و 400 الرقم 5859 . 167 . رجال البرقي : 56. 168 . انظر : رجال النجاشي : 91 الرقم 225 . 169 . انظر : فهرست الطوسي : 70 الرقم 78 . 170 . رجال الطوسي : 373 الرقم 5526 ، و 397 الرقم 5817 . 171 . رجال البرقي : 40 ، و 48 . 172 . رجال النجاشي : 108 الرقم 273 . 173 . انظر : فهرست الطوسي : 233 الرقم 686 . 174 . رجال الطوسي : 170 الرقم 1987 ،

و 333 الرقم 4955 ، و 353 الرقم 5232 ، و 417 الرقم 6032 . 175 . اختيار معرفة الرجال 1 : 592 . 176 . انظر : رجال ابن داود : 73 ، خلاصة الأقوال : 25 و 26 . 177 . جامع الرواة 1 : 127 . 178 . انظر : رجال النجاشي : 108 الرقم 273 . 179 . انظر : المصدر السابق . 180 . المصدر السابق: 383 الرقم 1042 . 181 . فهرست الطوسي: 237 الرقم 709 . 182 . رجال الطوسي: 439 الرقم 6273 . 183 . انظر : خلاصة الأقوال: 147 . 184 . انظر : رجال ابن داود: 304 . 185 . رجال النجاشي : 354 الرقم 948 . 186 . فهرست الطوسي : 220 الرقم 621 . 187 . رجال الطوسي : 402 الرقم 5900 . 188 . المَضَضُ : وجع المصيبة لسان العرب 7 : 233 « مضض » . 189 . ثواب الأعمال : 83 ، كامل الزيارات : 201، و 207، ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره 2 : 291 عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رَزِين عن محمّد بن مسلم. 190 . انظر : اللهوف : 9، بحار الأنوار 44 : 281، وسائل الشيعة 14 : 509، تفسير نور الثقلين 4 : 627، وراجع مدينة المعاجز 4 : 152. 191 . رجال الطوسي: 437 الرقم 6253 . 192 . رجال ابن داود: 337. 193 . انظر : خلاصة الأقوال: 149. 194 . انظر : الأمالي للصدوق : 55، و 60، و 64، و 71، و 87 ، و 92،

و 97، و 110، و 115، و 116، و 120، و 123، و 169، و 184، و 198، و 203، و 228، و 234، و 243، و 248، و 268، و 286، و 294، و 305، و 311، و 337، و 339، و 340، و 344، و 351، و 357، و 358، و 431، و 440، و 480، و 483، و 486، و 489، و 503، و 507، و 528، و 549، و 560، و 561، و 578، و 606، و 633، و 637، و 672، و 688، و 698، و 752، و 773، التوحيد: 68، و 94، و 101، و 103، و 104، و 107، و 118، و 138، و 142، و 144، و 152، و 171، و 174، و 175، و 312، و 313، و 317، و 329، و 360، و 383، و 394، صفات الشيعة: 2، و 5، و 7، و 11، و 15، و 17، و 27، علل الشرائع 1: 142، و 178، و 179، و 280، و 290، و 308، و 2: 377، و 383، و 384، و 391، و 397، و 453، و 475، و 505، و 520، و 526، و 532، و 535، و 538، و 548، و 553، و 559، و 560، و 562، و 565، و 583، و 584، و 598، و 605، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 105، فضائل الأشهر الثلاثة : 86 ، و 103، فضائل الشيعة: 12، و 41، كمال الدين وتمام النعمة: 17، و 25، معاني الأخبار: 125، و 174، و 228، و 317، كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 470،

و 479. 195 . كتاب من لا يحضره الفقيه 4: و 423، و 426، و 427، و 432، و 434، و 436، و 438، و 441، و 443، و 448، و 450، و 453، و 454، و 459، و 468، و 469، و 470، و 472، و 479، و 488، و 490، و 494، و 495، و 496، و 498، و 500، و 510، و 511، و 516، و 517، و 518، و 519، و 521، و 523، و 525، و 531. 196 . فلاح السائل: 158. 197 . معجم رجال الحديث 4 : 103 . 198 . رجال البرقي : 48، و 53 . 199 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 556 _ 558 . 200 . فهرست الطوسي : 96 الرقم 162 . 201 . رجال الطوسي : 334 الرقم 4978 ، و354 الرقم 5251 . 202 . رجال البرقي : 25 . 203 . انظر : رجال النجاشي : 298 الرقم 811 . 204 . انظر: فهرست الطوسي : 182 الرقم 499 . 205 . رجال الطوسي : 247 الرقم 3445 . 206 . رجال البرقي : 9 ، و 17 . 207 . اختيار معرفة الرجال : 162 ، و 170. 208 . رجال النجاشي : 323 الرقم 882 . 209 . الدَّحدَاح : القصير من الرجال تاج العروس للزبيدي 11 : 114 «دحح» . 210 . رجال الطوسي : 144 الرقم 1570 ، و 294 الرقم 4293 ، و 342 الرقم 5100 . 211 . انظر : رجال النجاشي : 298 الرقم 811 ، فهرست الطوسي : 182 الرقم

499 . 212 . فهرست الطوسي : 113 الرقم 488 . 213 . المصدر السابق : 182 الرقم 499 . 214 . رجال النجاشي : 298 الرقم 811 . 215 . ولسوف نتكلّم حول توثيق مشايخ ابن قُولَوَيه في تتميم الفصل الثاني. 216 . نسبة إلى بَرَاوِستان، وهي قرية من قرى قمّ انظر : معجم البلدان 1 : 368 . 217 . رجال النجاشي : 187 الرقم 498 . 218 . انظر : عدّة الرجال 1 : 243. 219 . انظر : توضيح المقال : 211، نهاية الدراية : 431. 220 . رجال النجاشي: 39 الرقم 80 . 221 . عبد اللّه بن محمّد بن عيسى الذي كان مشهوراً ببنان. 222وثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه في «تتميم الفصل الثاني». 223 . انظر : رجال ابن داود : 74. 224 . الأمالي للطوسي : 162 . 225 . انظر : بحار الأنوار 44 : 280، و 45 : 313، وسائل الشيعة 3 : 282، و 14 : 505، وراجع الفصول المهمّة في اُصول الأئمّة 3 : 413، جامع أحاديث الشيعة 3 : 479. 226 . رجال النجاشي : 403 الرقم 1068 . 227 . رجال ابن داود : 306. 228 . رجال النجاشي : 399 الرقم 1067 . 229 . فهرست الطوسي : 238 الرقم 711 . 230 . رجال النجاشي : 568 الرقم 218 . 231 . انظر : فهرست الطوسي : 292 الرقم 435 . 232 . رجال الطوسي : 362 الرقم 5364 . 233 . انظر : خاتمة المستدرك 4 : 48. 234 . رجال البرقي : 33 . 235 . رجال النجاشي : 412

الرقم 1097 . 236 . انظر : فهرست الطوسي : 248 الرقم 738 . 237 . رجال الطوسي : 303 الرقم 4459 . 238 . انظر : فهرست الطوسي : 96 الرقم 162 . 239 . كامل الزيارات : 27. 240 . انظر : وسائل الشيعة 30 : 202 . 241 . انظر : معجم رجال الحديث 1 : 50 . 242 . ذكر النجاشي في رجاله : 287 الرقم 765 : إنّه كان ضعيفا جدّا ، وروى عنه ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات : 114 ، و 125 ، و 149 ، و 162 ، و 164 . 243 . خاتمة مستدرك الوسائل 3 : 251 . 244 . المصدر السابق 6 : 352 . 245 . عدّة الاُصول 1: 154. 246 . رجال النجاشي: 326 الرقم 887 . 247 . عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 267، علل الشرائع 1 : 227، الأمالي : 191. 248 . انظر : روضة الواعظين : 169، مناقب آل أبي طالب 3 : 239، إقبال الأعمال 3 : 81 ، وسائل الشيعة ج 14 : 504، بحار الأنوار 44 : 284، و 95 : 344، و 98 : 102، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 563. 249 . روى عنه الشيخ الصدوق في الخصال: 437 ، وكمال الدين: 270 ، والأمالي: 254 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 39 . 250 . ذكره الشيخ الصدوق في رجاله : 444 الرقم 6323 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن بَكران بن حمدان ، المعروف بالنقّاش ، من أهل قمّ ، روى عنه التلّعُكبَري ، سمع

منه سنة خمس وأربعين وثلاثمئة، وله منه إجازة» ، وروى عنه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 106 ، و 229 ، و 230 ، والتوحيد: 232 ، ومعاني الأخبار: 43 ، و 231 . 251 . روى عنه الشيخ الصدوق في الأمالي : 14 ، و 18 ، و 24 ، و 25 ، و 298 ، وعلل الشرائع : 54 ، و 80 ، والتوحيد : 69 ، و 79 ، ومعاني الأخبار : 58 ، و 309 ، و 329 . 252 . كتاب الصلاة للسيّد الخوئي 1: 539 . 253 . رجال النجاشي: 94 الرقم 233 . 254 . فهرست الطوسي: 73 الرقم 87 . 255 . رجال الطوسي: 409 الرقم 5949. 256 . انظر : رجال ابن داود: 385، خلاصة الأقوال: 203. 257 . اختيار معرفة الرجال : 345 . 258 . «وقوله: "سمع منه شيئاً كثيراً" الظاهر أنّ الفعل مبني على المفعول، حيث إنّه كالتفسير لقوله:"والمسموع قوله فيه"، والصواب على هذا رفع "الشيء" و"الكثير"، وربّما احتمل بعض الأعلام أن يكون مرجع الضمير فيه هو أباه الحسن بن فضّال، ولكن لا يلائمه قوله فيما بعد: "لم يروِ عن أبيه شيئاً"»: الرسائل الرجالية للكلباسي: 285. 259 . رجال النجاشي: 257 الرقم 677. 260 . فهرست الطوسي: 156 الرقم 391 . 261 . رجال الطوسي: 389 الرقم 5730 و 400 الرقم 5869 . 262 . انظر : رجال ابن داود: 438، خلاصة الأقوال: 93 . 263 . انظر : رجال البرقي: 54. 264 . انظر : اختيار معرفة الرجال: 551 ، و 556 . 265 . رجال النجاشي: 34 الرقم 72

. 266 . فهرست الطوسي: 48 الرقم 153 . 267 . رجال الطوسي: 354 الرقم 5241 . 268 . رجال النجاشي: 257 الرقم 677. 269 . فإنّ النجاشي يصرّح في رجاله: 389 الرقم 1049 بأنّه ورد بغداد سنة 355 ه . 270 . الأمالي للصدوق: 79. 271 . الخصال: 527. 272 . كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 418. 273 . علل الشرائع 1: 122. 274 . المصدر السابق: 127. 275 . المصدر السابق: 227. 276 . الحجر : 80 . 277 . معاني الأخبار: 372. 278 . الرعد : 12 . 279 . المصدر السابق: 374. 280 . تهذيب الأحكام 6: 108. 281 . المصدر السابق 10: 77. 282 . أحمد بن محمّد بن موسى بن هارون المعروف بابن الصَّلت الأهوازي، أبو الحسن المُجبّر ، من ساكني الجانب الشرقي، ولد سنة 314 ه أو 317 ه : راجع تاريخ بغداد 5: 103، سير أعلام النبلاء : 187، ميزان الاعتدال 1: 132، لسان الميزان 1: 255. 283 . رجال النجاشي: 257 الرقم 677. 284 . معجم رجال الحديث 11: 335. 285 . كامل الزيارات : 215. 286 . انظر : بحار الأنوار 44 : 279، مستدرك الوسائل 10 : 311، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 556، أعيان الشيعة 1 : 586. 287 . بحار الأنوار 44 : 279 الباب 34 ثواب البكاء على مصيبته عليه السلام . 288 . رجال الطوسي : 433 الرقم 6199 . 289 . رجال البرقي : 50، و 54، و 55. 290 . رجال النجاشي : 335 الرقم 898 . 291 . انظر : فهرست الطوسي : 226 الرقم 639

. 292 . رجال الطوسي : 343 الرقم 5121 ، و 363 الرقم 5391 ، و 377 الرقم 5585 . 293 . رجال البرقي : 22 . 294 . اختيار معرفة الرجال : 375. 295 . رجال النجاشي : 214 الرقم 559 . 296 . فهرست الطوسي : 168 الرقم 440 . 297 . رجال الطوسي 264 الرقم 3774 . 298 . رجال البرقي : 30 . 299 . رجال النجاشي : 437 الرقم 1176 . 300 . انظر : فهرست الطوسي : 260 الرقم 787 . 301 . رجال الطوسي : 318 الرقم 4734 . 302 . رجال البرقي : 39 . 303 . رجال النجاشي : 13 الرقم 8 . 304 . انظر : فهرست الطوسي : 59 الرقم 62 . 305 . رجال الطوسي : 154 الرقم 1886 ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال : «روى عنه أهل الكوفة » ، وذكره الذهبي قائلاً : «لم يُترك بالكلّيّة ، وأمّا العقيلي فاتّهمه» : الثقات 8 : 131 ، ميزان الاعتدال 1 : 10 . 306 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 352 ، و 357. 307 . الملل والنحل 1 : 166. 308 . خلاصة الأقوال : 21 . 309 . رجال ابن داود : 11. 310 . معجم رجال الحديث 1 : 160. 311 . انظر : فهرست الطوسي : 226 الرقم 639 ، رجال الطوسي : 343 الرقم 5121 ، و 363 الرقم 5391 ، و 377 الرقم 5585 . 312 . انظر : رجال النجاشي : 335 الرقم 898 . 313 . الأمالي للصدوق : 200، كامل

الزيارات : 215 الرقم 3 ، و 5، ولم يذكر في السند الأوّل والثالث هذا الذيل «لا يذكرني...». 314 . رجال النجاشي : 334 الرقم 897 . 315 . فهرست الطوسي : 215 الرقم 607 . 316 . رجال الطوسي : 379 الرقم 5615 ، و391 الرقم 5771 ، و402 الرقم 5892 . 317 . رجال البرقي : 38 . 318 . انظر : رجال النجاشي : 136 الرقم 350 . 319 . انظر : فهرست الطوسي : 117 الرقم 247 . 320 . رجال الطوسي : 197 الرقم 2483 . 321 . روى ابن أبي عُمَير عنه في المحاسن 2 : 470، بصائر الدرجات : 294، الكافي 2 : 191، الاستبصار 3 : 66، تهذيب الأحكام 6 : 126، و 365. 322 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 507 الرقم 431 . 323 . انظر : رجال ابن الغضائري : 111 الرقم 165 . 324 . «يحيى بن القاسم، أبو بصير الأسدي، وقيل أبو محمّد، ثقة، وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ...»: رجال النجاشي : 440 الرقم 1187 . 325 . رجال الطوسي : 423 الرقم 6094 ، و 425 الرقم 6113 . 326 . رجال النجاشي : 92 الرقم 228 . 327 . فهرست الطوسي : 71 الرقم 81 . 328 . انظر : رجال الطوسي : 398 الرقم 5831 ، و 411 الرقم 5956 . 329 . انظر : فهرست الطوسي : 215 الرقم 607 . 330 . رجال النجاشي : 42 الرقم 85 . 331 . انظر : فهرست الطوسي : 99 الرقم 171 . 332

. رجال الطوسي : 398 الرقم 5842، و 420 الرقم 6068 . 333 . رجال البرقي : 55 . 334 . اختيار معرفة الرجال : 589. 335 . رجال النجاشي : 26 الرقم 49 . 336 . فهرست الطوسي : 11 الرقم 32 . 337 . رجال الطوسي : 352 الرقم 5208 . 338 . رجال البرقي : 25 و 48. 339 . رجال النجاشي : 249 الرقم 656 . 340 . فهرست الطوسي : 161 الرقم 418 . 341 . رجال الطوسي : 245 الرقم 3402 ، و 339 الرقم 5049 . 342 . روى ابن أبي عُمَير عنه في الكافي 3 : 244، و 245، و 255، و 4 : 253، و 5 : 259، و 381، و 541، و 7 : 329، و 7 : 18، و 371، تهذيب الأحكام 2 : 32، و 6 : 206، و 316، و 7 : 366، و 9 : 99، و 118، و 220، و 306، الاستبصار 1 : 251، و 4 : 93، و 157، و 159، كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 214، المحاسن 2 : 433، بصائر الدرجات : 505، الخصال : 19، و 404، كمال الدين : 521، و 673، معاني الأخبار : 251، الأمالي للطوسي : 414، و 631. 343 . رجال النجاشي : 177 الرقم 467 . 344 . كامل الزيارات : 210. 345 . انظر : بحار الأنوار 44 : 286، مستدرك الوسائل 10 : 380. 346 . رجال البرقي: 23 . 347 . رجال النجاشي : 230 الرقم 612 . 348 . انظر : فهرست الطوسي

: 174 الرقم 466 . 349 . رجال الطوسي : 234 الرقم 3193 . 350 . رجال النجاشي : 72 الرقم 173 . 351 . رجال الطوسي : 141 الرقم 1527 . 352 . كامل الزيارات : 214، مستدرك الوسائل 10 : 318، بحار الأنوار 44 : 280. 353 . كامل الزيارات : 214، مستدرك الوسائل ج10 : 312، بحار الأنوار 44 : 280. 354 . كامل الزيارات : 215، بحار الأنوار 44 : 280. 355 . كامل الزيارات : 208، ثواب الأعمال : 84 ، وسائل الشيعة 14 : 595. 356 . كامل الزيارات : 209، الأمالي للصدوق : 205، ثواب الأعمال : 84 ، وسائل الشيعة 14 : 595. 357 . كامل الزيارات : 210، بحار الأنوار 44 : 287. 358 . الأمالي للصدوق : 177، بحار الأنوار 45 : 218. 359 . كامل الزيارات : 352 . 360 . انظر: بحار الأنوار 98 : 56، مستدرك الوسائل 10 : 243، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 372. 361 . رجال النجاشي : 62 الرقم 147 . 362 . انظر : فهرست الطوسي : 101 الرقم 177 . 363 . انظر : رجال ابن داود : 113 . 364 . انظر : خلاصة الأقوال : 44. 365 . رجال النجاشي : 281 الرقم 744 . 366 . انظر : فهرست الطوسي : 189 الرقم 528 . 367 . رجال الطوسي : 341 الرقم 5077 ، و 434 الرقم 6222 . 368 . رجال البرقي : 8 ، و 9 ، و 47 . 369 . اختيار معرفة الرجال : 201. 370 . رجال

النجاشي : 115 الرقم 296 . 371 . رجال الطوسي : 110 الرقم 1083 ، و 129 الرقم 1307 ، و174 الرقم 2000 ، و333 الرقم 4959 . 372 . فهرست الطوسي : 90 الرقم 138 . 373 . انظر: رجال النجاشي : 354 الرقم 948 . 374 . كامل الزيارات : 173 . 375 . انظر : بحار الأنوار 45 : 223. 376 . رجال البرقي : 55 . 377 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 502 ، و 504، و 556. 378 . انظر : رجال البرقي : 197 الرقم 524 . 379 . فهرست الطوسي : 145 الرقم 356 . 380 . رجال الطوسي : 338 الرقم 5038 ، و 359 الرقم 5311 ، و 376 الرقم 5559 . 381 . رجال البرقي : 41 . 382 . اختيار معرفة الرجال : 382. 383 . رجال النجاشي : 144 الرقم 375 ، ولا يخفى أنّ ظاهر كلام النجاشي عدم رواية حَرِيز عن الإمام الصادق عليه السلام ، وذهب السيّد الخوئي في معجمه 4 : 251 إلى أنّ مرجع كلام يونس في نفي رواية حَرِيز عن الصادق عليه السلام هو الخبر الذي رواه الكشّي بسندٍ ضعيف عن يونس ، ثمّ قال: «ولا يمكن تصديق هذا الخبر بعدما ثبت بطرقٍ صحيحة روايات كثيرة عن حَرِيز عن أبي عبد اللّه عليه السلام »، هذا ولكن يكفي في المقام اعتماد مثل النجاشي على كلام يونس ، كما أنّ الشواهد التاريخيّة أيضا لا تؤيّد رواية حَرِيز عن الصادق عليه السلام ؛ فإنّ حَرِيز لمّا أتى إلى المدينة حجبه الإمام الصادق عليه السلام لقضايا سياسيّة ، حيث إنّه قام بقتال الخوارج في

سجِستان . ثمّ لا يخفى أنّ روايات حَرِيز عن الإمام الصادق عليه السلام كلّها معنعنة ، وأنت خبير بأنّ الرواية المعنعنة ظاهرة في السماع ، ولكن في روايات حَرِيز عن الإمام الصادق عليه السلام نحكم بخلاف هذا الظاهر ، فتكون روايات حَرِيز عن الإمام الصادق منقطعة ، وذلك بقرينة كلام النجاشي . 384 . انظر : فهرست الطوسي : 118 الرقم 249 . 385 . رجال الطوسي : 273 الرقم 2416 . 386 . رجال النجاشي : 197 الرقم 524 . 387 . انظر : فهرست الطوسي : 145 الرقم 356 . 388 . كامل الزيارات : 174، و 217. 389 . انظر : بحار الأنوار 45 : 223، و 98 : 64. 390 . رجال النجاشي: 281 الرقم 743 . 391 . فهرست الطوسي: 190 الرقم 529 . 392 . رجال الطوسي: 361 الرقم 5348 . 393 . رجال البرقي : 21، و 48، و 53 . 394 . اختيار معرفة الرجال : 372 و 375 . 395 . انظر : رجال النجاشي : 143 الرقم 371 . 396 . انظر : فهرست الطوسي : 115 الرقم 24 . 397 . رجال الطوسي : 186 الرقم 2281، و 334 الرقم 4971، و 354 الرقم 5240 . 398 . رجال البرقي : 40 . 399 . اختيار معرفة الرجال : 362. 400 . رجال النجاشي : 167 الرقم 441 . 401 . انظر : فهرست الطوسي : 128 الرقم 294 . 402 . رجال الطوسي : 205 الرقم 2634. 403 . انظر : رجال النجاشي : 81 الرقم 198 ، فهرست الطوسي : 68 الرقم 75 .

404 . كامل الزيارات : 174 / 11. 405 . المصدر السابق : 171 / 2. 406 . المصدر السابق : 312 / 2. 407 . المصدر السابق : 352 / 8 . 408 . ثواب الأعمال : 87 . 409 . انظر : فتح العزيز للرافعي 5 : 84 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3 : 212 ، السنن الكبرى للبيهقي 3 : 337 ، مجمع الزوائد للهيثمي 9 : 197 ، بحار الأنوار 9 : 197 . 410 . انظر : تاريخ مدينة دمشق 14 : 226 ، تهذيب الكمال للمزّي 6 : 432 . 411 . قرب الإسناد : 99. 412 . انظر: بحار الأنوار 14 : 168، وسائل الشيعة 14 : 451، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 391 . 413 . بعض أصحابنا صنّفوا كتبا بعنوان «قرب الإسناد» ، وإليك أساميهم : علي بن إبراهيم بن هاشم ، وعلي بن الحسين بن بابويه ، ومحمّد بن عيسى بن عُبَيد ، ومحمّد بن جعفر بن بطّة ، ومحمّد بن موسى بن عبدويه ، انظر : رجال النجاشي : 260 الرقم 680 ، و 261 الرقم 684، و 333 الرقم 896 ، و 372 الرقم 1019، و 397 الرقم 1062، فهرست الطوسي : 152 الرقم 380 ، و 157 الرقم 392 .

ولقد وقع البحث والكلام في أنّ كتاب قرب الإسناد الذي وصل إلينا ، هل كان تأليف الوالد عبد اللّه بن جعفر الحِميَري ، أو الولد ( محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري )؟

فصريح كلام النجاشي والشيخ الطوسي أنّ قرب الإسناد تأليف الوالد ، ولكن صريح ابن إدريس

أنّه تأليف الولد ، حيث قال : «ممّا استطرفناه من كتاب قرب الإسناد تصنيف محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري» ، راجع: منتقى الجمّان 3 : 176 .

ويمكن حلّ هذه المسألة بما ذكره العلاّمة المجلسي ، حيث قال في بحار الأنوار 1 : 7 : «وكتاب قرب الإسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحِميَري القمّي ، وظنّي أنّ الكتاب لوالده وهو راوٍ له ، كما صرّح به النجاشي ، وإن كان الكتاب له كما صرّح به ابن إدريس رحمه الله ، فالوالد متوسّط بينه وبين ما أوردناه من أسانيد كتابه» .

ومال إلى هذا القول الحرّ العاملي في وسائل الشيعة ج 30 ص 155 ، حيث قال : «كتاب قرب الإسناد للشيخ الثقة الجليل المعتمد عبد اللّه بن جعفر الحِميَري رواية ولده محمّد» .

فتحصّل من هذا: أنّ الكتاب للوالد ، ولكن رواه الولد ، ويؤيّده ما نجد في أوّل كتاب قرب الإسناد ، حيث ذكر: «... محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعدة بن صدقة » . 414 . رجال البرقي : 54. 415 . رجال النجاشي : 339 الرقم 906 . 416 . انظر : فهرست الطوسي : 233 الرقم 689 . 417 . رجال الطوسي : 364 الرقم 5397 ، و 402 الرقم 5894 ، و 437 الرقم 6256 . 418 . المصدر السابق : 389 الرقم 5734 . 419 . رجال النجاشي : 146 الرقم 378 . 420 . فهرست الطوسي : 119 الرقم 254 . 421

. رجال الطوسي : 193 الرقم 2404 ، و 334 الرقم 4974 . 422 . إنّ لهذه الرواية سندين آخرين:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه وابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن عبد الصمد بن محمّد، عن حنان بن سدير، وقد تعرّضنا وثاقة رجال السند، إلاّ عبد الصمد بن محمّد، فليس لهذا الرجل توثيق، وعليه فالرواية بهذا السند ليست معتبرة.

السند الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه ووالد الشيخ الصدوق، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن الفضل، عن وثاقة رجال السند، وبقي الكلام في حال موسى بن الفضل، وليس لهذا الرجل توثيق، وعليه فالرواية بهذا السند لم تكن معتبرة. 423 . كامل الزيارات : 182. 424 . انظر: بحار الأنوار 45 : 211 . 425 . رجال البرقي : 22 . 426 . اختيار معرفة الرجال : 337 . 427 . انظر : رجال النجاشي : 223 الرقم 581 . 428 . فهرست الطوسي : 173 الرقم 463 . 429 . رجال الطوسي : 230 الرقم 3118 ، و 232 الرقم 3147 . 430 . رجال البرقي : 14 ، و 16 ، و 47 . 431 . انظر: اختيار معرفة الرجال : 10 ، و 133 ، و 238. 432 . رجال النجاشي : 175 الرقم 463 . 433 . انظر : فهرست الطوسي : 133 الرقم 312 . 434 . رجال الطوسي : 136 الرقم 1422، و 210 الرقم 2744، و 337 الرقم 5010. 435 . انظر: رجال النجاشي : 27 الرقم 50 . 436 . رجال الطوسي : 266 الرقم 3813

. 437 . فهرست الطوسي : 240 الرقم 3307 . 438 . المصدر السابق : 173 الرقم 463 . 439 . كامل الزيارات : 181، باب 28 حديث رقم 3 و 4 . 440 . انظر: قصص الأنبياء : 222، بحار الأنوار 14 : 183، و 45 : 209، و 219، وراجع مدينة المعاجز 4 : 143. 441 . رجال النجاشي : 431 الرقم 1159 . 442 . انظر : فهرست الطوسي : 257 الرقم 780 . 443 . رجال الطوسي : 317 الرقم 4732 . 444 . انظر : فهرست الطوسي : 215 الرقم 607 . 445 . كامل الزيارات : 161، وروى ابن قُولَوَيه هذه الرواية بسندٍ آخر، وهو : عن ابن الوليد ومحمّد بن أحمد بن الحسين جميعاً، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسن بن سعيد، عن فَضَالة بن أيّوب، عن كُلَيب بن معاوية الأسدي، ولا يخفى عليك أنّ الحسن بن علي بن مهزيار ليس له توثيق صريح في كتب الرجال، وعليه فالرواية بهذا السند غير صحيحة. 446 . انظر : بحار الأنوار 44 : 302. 447 . حمّاد الذي روى عنه جعفر بن بشير، هو حمّاد بن عيسى؛ بقرينة ما رواه ابن قُولَوَيه بالإسناد عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد بن عيسى ، راجع: كامل الزيارات : 488. 448 . اختيار معرفة الرجال : 605 . 449 . بالفاء والقاف والحاء المهملة ، وقيل: قُفّة العلم بالقاف المضمومة والفاء المشدّدة ، وقيل : نفحة العلم بالنون والحاء المهملة انظر : إيضاح الاشتباه : 128 الرقم 125 حرف الجيم ، وعوائد

الأيّام للمحقّق النراقي : 850 . 450 . رجال النجاشي : 119 الرقم 304 . 451 . فهرست الطوسي : 92 الرقم 142 . 452 . رجال الطوسي : 353 الرقم 5238 . 453 . رجال البرقي : 21، و 48، و 53 . 454 . اختيار معرفة الرجال : 372 و 375 . 455 . رجال النجاشي : 143 الرقم 371 . 456 . فهرست الطوسي : 115 الرقم 24 . 457 . رجال الطوسي: 334، الرقم 4971 . 458 . رجال البرقي : 15، و 18 . 459 . انظر: اختيار معرفة الرجال : 339. 460 . رجال النجاشي : 318 الرقم 871 . 461 . انظر : فهرست الطوسي : 203 الرقم 582 . 462 . رجال الطوسي : 144 الرقم 1560 . 463 . روى عنه ابن أبي عُمَير في الكافي 2 : 212، و 6 : 407، تهذيب الأحكام 9 : 111. 464 . انظر : رجال النجاشي : 119 الرقم 304 . 465 . انظر : الكافي 1 : 310، و 3 : 67، و 298، و 321، و 6 : 21، و 6 : 536، تهذيب الأحكام 1 : 14، و 49، و 135، و 196، و 233، و 350، و 359، و 436، و 2 : 16، و 51، و 54، و 55، و 62، و 150، و 159، و 180، و 193، و 200، و 201، و 231، و 243، و 260، و 279، و 284، و 285، و 302، و 347، و 353، و 382، و 3 : 14، و 17، و 26، الاستبصار 1

: 31، و 54، و 75، و 85 ، و 161، و 224، و 240، و 245، و 269، و 300، و 301. 466 . الدخان : 29 . 467 . كامل الزيارات : 180، بحار الأنوار 45 : 209. 468 . كامل الزيارات : 181، بحار الأنوار 45 : 210. 469 . كامل الزيارات : 180، بحار الأنوار 45 : 209. 470 . كامل الزيارات : 187، بحار الأنوار 14 : 183، قصص الأنبياء للراوندي : 222. 471 . كامل الزيارات : 182، بحار الأنوار 45 : 213. 472 . الشورى : 30 . 473 . الكافي 2 : 450، معاني الأخبار : 383. 474 . انظر : بحار الأنوار 44 : 276، و 78 : 180. 475 . رجال البرقي : 25 . 476 . انظر : رجال النجاشي : 250 الرقم 657 . 477 . فهرست الطوسي : 151 الرقم 375 . 478 . رجال الطوسي : 246 الرقم 3406 . 479 . رجال النجاشي : 185 الرقم 490 . 480 . انظر : فهرست الطوسي : 142 الرقم 339 . 481 . اعلم أنّ قسماً من كتب أصحابنا ذُكر بعنوان «الأصل»، وبما أنّه اختُلف في تفسير معنى الأصل، لذلك رأينا أن نبسط الكلام في هذه الجهة، ونذكر الأقوال الأربعة الواردة فيها:

القول الأوّل: إنّ الأصل هو ما صنّفه خاصّة أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، الذين سمعوا منه أحاديث فأدرجوها في كتبهم. ويُلاحظ عليه: أنّه يستلزم كون جميع ما صنّفه أصحاب الصادق عليه السلام أصلاً، وهذا خلاف صريح لكلام قدمائنا.

القول الثاني: إنّ الأصل ما ذُكرت فيه الأخبار بلا تبويب، والكتاب ما ذُكرت فيه

الأحاديث بصورة مبوّبة . ويُلاحظ عليه: إنّا نرى أنّ بعض الكتب كانت غير مبوّبة، والنجاشي صرّح في رجاله برقم 198 ص 83 ، وبرقم 663 ص 249 أنّ لأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري كتاب النوادر، وكان هذا الكتاب غير مبوّب فبوّبه داود بن كورة.

القول الثالث: إنّ الأصل ما اشتمل على كلام المعصوم فقط، والكتاب ما ذُكر فيه كلام المصنّف أيضاً . ويُلاحظ عليه: إنّ غالب مؤلّفات أصحابنا منحصرة في ذكر الأحاديث.

القول الرابع: إنّ الأصل هو ما اُخذ من المعصوم بلا واسطة، والكتاب ما أُخذ عن المعصوم مع الواسطة . ويُلاحظ عليه: إنّ النجاشي في رجاله برقم 375 ص 144 صرّح بأنّه لم يسمع الإمام الصادق إلاّ حديثين، ومع ذلك عدّ كتبه في الاُصول، والشيخ الطوسي في فهرسته برقم 249 ص 118 ذكر في ترجمته أنّ له كتاب الصلاة وكتاب الزكاة وكتاب الصوم وكتاب النوادر، هذه الكتب تعدّ كلّها في الاُصول.

والذي يقتضيه التحقيق أنّ المراد من الأصل عند قدماء أصحابنا هو الكتاب الذي ذُكر فيه أحاديث تقع في طريق استنباط الأحكام الشرعية.

وبذلك يتبيّن لنا لماذا ذُكر في كتب أبان بن تغلب كتاباً واحداً فقط بعنوان الأصل مع أنّه كان لأبان بن تغلب كتاب الفضائل، ولكنّه لم يوصف بالأصل، وله كتاب الغريب من القرآن، ولم يوصف هذا الكتاب أيضاً بالأصل؛ لأنّ هذين الكتابين ليس فيهما من الأحكام الشرعية شيء. راجع فهرست الطوسي : 57 الرقم 61 .

وبالجملة: نعتقد أنّ الأصل هو الكتاب المشهور الذي تُذكر فيه الأحكام الشرعية المقدّسة، بحيث يمكن للفقيه أن يرجع إليه ويستنبط الحكم الشرعي منه. 482 . انظر: رجال النجاشي : 250 الرقم 657، فهرست الطوسي : 151

الرقم 375 ، رجال الطوسي : 246 الرقم 3406 . 483 . بصائر الدرجات : 145 ، وفيه «وأعجب» بدل «عجبت»، و«كطاعة اللّه» بدل «كطاعة رسول اللّه»، ولم يذكر «على سبيل الاختيار» قبل «ثمّ أجراه»، ولم يذكر «وذهاب ملكهم» بعد «إزالة ملك الطواغيت». 484 . انظر : الدعوات للراوندي : 297، بحار الأنوار 34 : 345. 485 . رجال البرقي : 17 . 486 . اختيار معرفة الرجال : 313. 487 . رجال الطوسي : 227 الرقم 3076 . --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.